سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " .. آه لو كان الإسلاميون .. متطرفين أو غير متطرفين حكموا مصر على المدى الطويل..؟

بتاريخ: 14 مارس 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*.. آه لو كان الإسلاميون .. متطرفين أو غير متطرفين حكموا مصر على المدى الطويل..؟

"ابعدوا".. الطلقة الصائبة من الرئيس السيسي في آذانهم!

*..ومازالت الحرب على الإرهاب مستمرة.. لا تتعجلوا!

*استقالة الوزير لازمة أحيانا.. وهل وزير الصحة التونسي مسئول عن وفاة الأطفال الرضع..؟!

*..ومع ذلك دعونا نتفق من الآن:

اعطوا الفريق كامل فرصة عامين على الأقل

*رجاء للدكتورة هالة:

شاهدي فيديو لواحد اسمه دكتور جمال حماد!

*إصرار الحكومة على عدم منح أصحاب المعاشات حقوقهم رغم حكم القضاء.. لا يليق..!

*الصحفيون.. هل يقدمون غدا.. "مفاجأة"..؟

*الجزائريون حموا بلادهم بجيشهم ووعيهم!

*البوينج.. سمعة ضاعت من زمان..

هل تذكرون كارثة طائرتنا فوق نيويورك ..؟!

*الأمريكان ظلوا يكابرون ..حتى أصابهم الصمت التام..!

مستقبل الشعوب لا تحدده الصدف .. ولا تصنعه أحلام الغافلين.. أو مغامرات الحمقى والمتهورين.

وقد كشف الرئيس السيسي خلال الندوة الثقافية للقوات المسلحة أنه عندما كان يلتقي بمجموعات من رجال الدين.. بعد أحداث يناير عام 2011 حرص على أن يقول لهم:

"لا قبل لكم بتحديات مصر.. ابعدوا حيث سيكون لكم أفكار هتبقى عبء عليكم"..

بالفعل تصوروا..لو أن الإسلاميين سواء المتطرفين منهم أو غير المتطرفين تمكنوا من تولي السلطة على المدى الطويل.. ماذا كان يمكن أن يحدث..؟

لقد خبرنا فصيلا منهم وأدركنا كيف أنهم مكذبون..ضالون.. فاقدو القيم والضمائر..!

أما بالنسبة لمن فرضت عليهم الظروف أن يدوروا في دوائر مغلقة بحكم تكوينهم .. وتخصصاتهم وميولهم الفطرية والمكتسبة.. فهؤلاء أيضا .. يعجزون رغما عنهم عن التعامل مع هذا الكيان الكبير.. وتلك الدولة التي تحوط بها تحديات جسام داخليا وخارجيا..وبالتالي تحتاج إلى كافة عناصر القوة.. والقدرة ..والعزيمة التي لا تلين.. والإرادة الصلبة.. فضلا عن الفكر المستنير المتجدد بانضباط ومسئولية بعيدا عن الانزواء داخل زوايا ضيقة..!

وهكذا يتضح ويتأكد يوما بعد يوم أن ما ذكره الرئيس للإسلاميين أو من يسمون بذلك بمثابة طلقة صائبة نفذت إلى آذانهم .. ليحمي الله مصر وينقذ شعبها من مصير غير مأمون.. وأو ضاع استثنائية كان يمكن أن تودي بنا إلى "المجهول"..!

***

بالله عليكم .. من كان باستطاعته مواجهة الإرهاب والإرهابيين بمثل تلك الشجاعة والحرفية والإرادة الصلبة.. ومن كان يمكن أن يقدم على إقامة مثل تلك المشروعات العملاقة التي تعلو صروحها يوما بعد يوم..؟

ومن كان يمكن أن يقدم على تنفيذ برنامج اقتصادي بالغ الصعوبة.. أقول من كان يمكن أن يقدم على كل ذلك سوى من امتلك الأدوات.. ومن عرف معنى التضحيات .. ومن نذر نفسه منذ نعومة أظفاره للدفاع عن تراب الوطن أناء الليل وأطراف النهار..؟!

***

ولعل تلك السطور السابقة تقودنا إلى المعركة المستمرة والمتواصلة التي تخوضها مصر مع القتلة والسفاحين.. ومنتهكي الحرمات..!

ينبغي أن نضع في اعتبارنا جميعا أن عصابات الجريمة والعنف ليست وليدة اليوم.. أو أمس أو حتى سنوات مضت.. بل هم أناس أمضوا فترات طويلة من الزمان وهم يجهزون أنفسهم بالعتاد والمال والسلاح وحفر الأنفاق والإتجار في المخدرات..ليس ذلك فحسب .. بل إنهم يفرخون كل يوم خلايا جديدة تضم نفس النوعية من البشر الذين خلعوا كافة أردية الحياء وتوهموا زورا وبهتانا أن حزاما ناسفا .. أو سيارة مفخخة.. أو دانة مدفع تقودهم إلى الجنة التي هي منهم براء..بل العكس هم في النار خالدون جزاء ما ارتكبوا من آثام وشرور..!

لذا لا تتعجلوا انتهاء المعركة ضد الإرهاب.. فالحسم النهائي ليس سهلا لكن في نفس الوقت القوات المسلحة وأجهزة الشرطة .. تقف للمارقين والشاردين بالمرصاد.. تحبط مخططاتهم.. تفسد عليهم مؤامرتهم الرديئة .. تواجههم .. وهم في غفلة أحيانا.. وفي تبجح وهوس أحيانا أخرى..

يعني باختصار شديد لن نتهاون ولن نتراجع إلى أن يأتي اليوم سواء أكان قريبا أو بعيدا..الذي نقتلع فيه جذور الإرهاب اقتطاعا جذريا وشاملا..!

***

على الجانب المقابل.. نحن نقر ونعترف بأننا نعاني من مشاكل وأزمات داخلية.. المهم ألا نغفل عنها.. والأهم أن نجد لها الحلول الواقعية.. والإجراءات التي ترضي الناس جميعا.. باعتبار أن الشعب هو الهدف .. وهو الباقي عبر كافة القرون والأزمان..!

ولقد طفت على السطح أو بالأحرى تطفو دوما حكاية السكك الحديدية التي تسبب لنا نزيف القلوب والأجساد في آن واحد..!

لقد أصبحنا ننظر إلى السكة الحديد على أنها وسيلة النقل غير الآمنة .. بينما الذي ينبغي أن يكون غير ذلك بسبب تلك القاطرات والقاطرات التي يقودها مهملون ومتسيبون وحشاشون ليخطفوا البسمة من الوجوه وليوأدوا كل بادرة أمل أو تفاؤل.

وهنا نرجع إلى الوراء قليلا حينما وقعت مأساة قاطرة محطة رمسيس والتي دفعت- وقتئذ- بالدكتور هشام عرفات وزير النقل لتقديم استقالته في نفس اليوم..!

لقد خرجت أصوات أصحابها يشيدون بموقف الوزير وشجاعته.. وآخرون يتساءلون في دهشة : ومال الوزير .. بعمال مستهترين.. مهملين.. حشاشين..؟!

الإجابة تأتي من واقعة مماثلة في تونس.. حيث لقي 11 طفلا رضيعا حتفهم داخل الحضانات.!

هاجت الدنيا.. وأشهرت أسلحة الهجوم ضد الحكومة .. وعلى الفور بادر وزير الصحة بتقديم استقالته.. فهل هذا الوزير مسئول عن إهمال ممرضة.. أو لا مبالاة طبيب .. أو سوء إدارة مستشفى..؟!

الرئيس التونسي نفسه أجاب عن السؤال:

لقد أرسي الوزير المستقيل مفهوم الدولة.. وما فعله.. إنما في نطاق مسئوليته العامة..داخل المنظومة السياسية المتكاملة.

 ومع كل هذه الحقائق ..وتلك المحاذير.. والاحتمالات فلنتفق بيننا وبين أنفسنا من الآن على منح الفريق كامل الوزير مهلة عامين نحاسبه بعدهما ولنبعده نظرا لكفاءته..وقدرته عما سبق أن كررناه مع غيره.. وإن كنا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا الشرور والمكاره..

 إنه نعم المولى ونعم النصير..

***

وبمناسبة الوزراء هنا وهناك.. فإني أرجو د.هالة زايد وزيرة الصحة رجاء خاصا .. أن تشاهد"الفيديو" الذي تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي والذي يتحدث فيه.. جمال حماد جراح القلب..!

إنه حديث علمي وديني .. وإنساني.. وأخلاقي لابد أن يشد الانتباه .. ولابد أن يتوقف المرء أمامه طويلا..!

سيادة الوزيرة.. لا أعتقد أن سبع أو عشر دقائق تستغرقها مشاهدة هذا الفيديو يمكن أن تكون سببا في ضياع وقتك.. بالعكس ربما  تحمل بين طياتها فوائد كثيرة..!

لقد خلق الله سبحانه وتعالى.. العلم .. والتعلم .. ولم يضع قيودا على من هو أدنى لكي يتميز على من أعلى منه.. وبحق كم من تلاميذ تفوقوا على أساتذتهم ..هذا .. لو كانوا بالفعل أساتذتهم..!

***

ودعونا نستمر في مناقشة قضايا الداخل لاسيما وأنها هذا الأسبوع تتعلق بقطاعات عريضة من الجماهير..!

ولنأخذ أصحاب المعاشات مثلا:

لقد حصل هؤلاء الغلابة على حكم قضائي من شأنه التخفيف من معاناتهم التي بلغت أقصى مداها.

أما وأن تـأتي الحكومة لتعطل تنفيذ الحكم الذي هو صادر لصالح الغلابة.. فلا أعتقد أن ذلك يصح .. أو يليق..!

ملحوظة:

هذه القضايا المتبادلة بين الحكومة وأصحاب المعاشات.. لا تمسني من قريب أو من بعيد.. فلا أنا من المستفيدين بإضافة الـ80% من آخر خمس علاوات .. ولا غيرها..!

لذا.. لزم التنويه.

***

أما القضية الثانية.. فإنها تمسني ليس بصفة شخصية.. ولكن بصفة جماعية باعتبارها تتعلق بالمهنة التي أعتز بها وأمارسها منذ نحو نصف قرن من الزمان .. وأعني بها "الصحافة"..!

غدا.. تجري الانتخابات لاختيار نقيب جديد وستة أعضاء لمجلس الإدارة..!

والمفروض أن يكتمل النصاب القانوني هذه المرة بعد تأجيلها منذ 15 يوما..!

وفي جميع الأحوال .. فإن الصحفيين .. حريصون على التغيير.. يعني أنهم لا يريدون وجوها قديمة..ولا مرشحين يقدمون برامج معادة ومكررة .. أو آخرين كل همهم.. أن يتخذوا من المنصب.. وسيلة لتحقيق ميزات شخصية من تحت ستار المهنة العظيمة.

من هنا.. إذا جرت الانتخابات .. فأتوقع أن النتيجة ستكون صادمة بالنسبة لكثيرين فمن يتصور أنه سيجمع أكبر قدر من الأصوات قد يفاجأ بأن من أعطوه من طرف اللسان حلاوة.. هم أول من انفضوا عنه عند وقوفهم أمام صندوق الاقتراع..!

نفس الحال بالنسبة .. لمن بعثروا الوعود شمالا ويمينا.. سوف يجدون من يقول لهم .. نريد أن نعيش على أرض الواقع .. وقد سئمنا .. وشبعنا من الكلام الفضفاض .. و"مسح الجوخ" لفترة قصيرة من الزمان.. ثم سرعان ما ينفض المولد بعد أن يعود الحال إلى ما هو عليه..!

لذا.. أنبه الذين لن يصادفهم الحظ ألا يحزنوا .. وألا يغضبوا .. وألا يعقدوا العزم على الانتقام..!

إنها انتخابات.. فيها الخاسر والرابح.. وإنها الكلمة الصادقة والتي يفترض فيمن يكتبونها أن يكونوا مخلصين مع أنفسهم أولا وأخيرا..!

***

والآن دعونا نعبر الحدود إلى بلد عربي شقيق.. إلى الجزائر التي قدم شعبها للعالم نموذجا للتحضر.. والمسئولية والحرص على ألا يلقي أبناؤه بأنفسهم في آتون النيران..!

لقد اعترضوا .. وتظاهروا .. ولكن دون أن يضروا بالممتلكات الخاصة أو العامة.. ودون أن يعطلوا المرور في الشوارع.. أو العمل في دواوين الحكومة..!

الأهم.. والأهم.. أنهم رفضوا منذ البداية تدخل أي أطراف خارجية في شئونهم..!

لقد بعثوا برسائل واضحة للعالم.. وأولهم فرنسا التي يرتبطون بها ارتباطا وثيقا .. يحذرون فيها .. من الاقتراب.. فكان لهم ما أرادوه بالعقل والمنطق ..والتجرد عن الهوى..!

الجزائريون الآن.. يعدون أنفسهم .. ويعدون جيرانهم وجيران جيرانهم بقرب ميلاد دولة حديثة.. تتوفر تحت سمائها .. كافة وسائل التقدم والمدنية والتفوق..!

مبروك عليهم مسبقا..

ونحن في الانتظار..!

***

في النهاية تبقى حكاية الطائرات البوينج التي اضطرت دول كثيرة على رأسها الصين إلى وقف تشغيلها بعد الحادث المروع الذي أودى بحياة 157 راكبا كانوا يستقلون واحدة منها من طراز 737ماكس 8..!

قبلها بسنوات عدة.. سقطت لنا طائرة بوينج 767 فور إقلاعها من مطار نيويورك بدقائق.. بالضبط مثلما حدث مع الطائرة الإثيوبية..!

وقتئذ .. أخذ الأمريكان .. يكابرون.. ويبررون.. ويسوقون المغالطات إلى حد اتهامهم لقائد طائرتنا أنه قصد تحطيمها عندما استمعوا إليه وهو يقول من خلال الشرائط المسجلة .. "توكلنا على الله"!

.. ولم تنفع حيلهم الساذجة .. حيث أصرت مصر على أن العيب يكمن في تصميم الطائرة في حد ذاته.. مما اضطرهم إلى الصمت التام..!

ولكن منذ ذلك التاريخ ..و"البوينج" فقدت سمعتها التي كانت تدوي في السماء.. حتى وقعت الحادثة الأخيرة.. لتكمل على البقية الباقية من تلك السمعة الضائعة..!

***

أخيرا.. هذا هو مسك الختام:

لقد اخترت لك تلك الأبيات من نظم الشاعرة الكويتية سعاد الصباح:

يقولون إن الكتابة إثم عظيم

فلا تكتبي

وأن الصلاة إمام الحروف

فلا تقربي

وإن وراء القصائد سم

وإياك أن تشربي

وهاأنذا .. قد شربت كثيرا

فلم أتسمم بحبر الدواة على مكتبي

***

..و..وشكرا