* جريدة "الصنداي تايمز".. ومحاولة مهنية لإنقاذ الصحافة الورقية!
*قطعا ما نشرته عن فضيحة رشوة قطر للفيفا رفع معدلات التوزيع!
*..ونحن هنا..لدينا إمكانات وطاقات تكفي لإغلاق طرق التشفي والانتقام!
ما قدمته جريدة الصنداي تايمز البريطانية منذ أيام بمثابة محاولة لإنقاذ الصحافة الورقية من المحنة التي تعانيها.. مما يؤكد أن الكلمة المطبوعة ستظل دائما وأبدا.. في كنف أصحابها وروادها.. وأبنائها الشرعيين الذين لن يستسلموا بسهولة.. بل سيبذلون المستحيل مهنيا.. -على الأقل- حتى تستمر في أداء دورها بفعالية .. وإن كانت تلك الفعالية لن تتحق إلا إذا استشعرت الجماهير أنه مازال لها من التأثير والجاذبية ما يضع"الإلكترونيات" في مفترق طرق.. قد يصعب عليها عبوره طالما أن العقول النابهة لم تتوقف عن تقديم عصارة فكر جديد.
***
لقد نشرت "الصنداي تايمز" على صفحتين كاملتين القصة الكاملة لفضيحة الرشوة التي دفعتها قطر للاتحاد الدولي لكرة القدم المسمى بالفيفا من أجل تنظيم كأس العالم عام 2022 .
لقد حرصت الصحيفة –كعادتها- على أن تخاطب الرأي العام وهي مسلحة بالوثائق والأسانيد التي تثبت صحة كلامها مطالبة بالتحقيق دوليا ومحليا..لا سيما وأن مبالغ الرشوة باهظة سواء التي دفعتها الحكومة ممثلة في الأمير الأب حمد بن خليفة آل ثان والذي كان حاكما للإمارة الصغيرة في ذلك الوقت وابنه الأمير الأصغر تميم أو التي ضختها قناة الجزيرة المشبوهة نظير الحق الحصري لإذاعة المباريات .. وهي مبالغ تفوق الخيال.. من بينها فقط 100 مليون دولار مقابل الموافقة على تدبير المؤامرة الخسيسة بالاشتراك مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "المطرود" جوزيف بلاتر.. هذا بخلاف الـ800 مليون المدفوعة مسبقا..!
***
ولمن لا يعلم أقول إن صحيفة الصنداي تايمز مازالت هي الصحيفة التي تحتل رقم (1) في بريطانيا من حيث التوزيع وقد تأسست عام 1821 ليتعاقب عليها ملاك كثر.. آخرهم الملياردير الأسترالي الأمريكي الشهير "روبرت مردوخ".
نعم .. لقد تراجع التوزيع بعد الثورة المعلوماتية إياها.. والمنافسة الضارية من جانب الفيس بوك وتويتر وماسنجر.. ومعها الفضائيات التليفزيونية التي انتشرت كالجراد في أحسن أيامه!
..وأنا دائما أقول عن قناعة كاملة..إن الصحافة الورقية لن تكتب لها شهادة وفاة مهما طال الزمن..
وأنا أتصور.. أن صفحتي الصانداي تايمز يوم الأحد الماضي سوف تحركان المياه الراكدة بكل المقاييس..!
هذه المياه لا تتحرك إلا بخبطة صحفية..أو ضربة صحفية..أو معركة صحفية.. أو انفراد صحفي وذلك كله قدمته الصنداي تايمز في وجبة دسمة سرعان ما بدت نتائجها واضحة جلية حيث أسرع نواب في مجلس العموم مطالبين بإعادة مناقشة القضية بعد المستندات التي قدمتها الجريدة والذين قد يطلبون طرح الثقة بالحكومة .. مع إبلاغ المحكمة الجنائية الدولية والتي لعلها تأمر بأن يمثل أمامها الأب حمد وابنه تميم.
***
في النهاية يثور سؤال تقليدي:
هل الصحف الورقية عندنا في مصر لديها فرص يمكن استثمارها لتفعل مثل ما فعلته الصحيفة البريطانية العتيقة..؟
نعم.. وألف نعم..فالإمكانات المطبعية هائلة.. وأطقم التجهيزات متوفرة.. والساحة مفتوحة لكل من يقدم فكرة .. أو اقتراحا .. أو "خبرا" يهز الدنيا..بشرط أن يكون صحيحا بطبيعة الحال..!
المهم.. من لديه جرأة تغيير الواقع بالحكمة والاتزان والمصداقية .. والأهم .. والأهم المهنية..وقبل كل ذلك "الومضة" ..
وتذكروا .. أو اعلموا أن الصحافة في مصر كانت في يوم من الأيام مصدر أخبار ومنبع متابعة واسعة من جانب أبلغ أجهزة الإعلام شهرة في الخارج ومن بينها بطبيعة الحال الصنداي تايمز..
والآن.. مازالت جميع أطراف الخيوط متوفرة لدينا..!
لم يعد سوى أن يتقدم الرجال .. لفتح بدايات الطريق الجديد ..
هلموا.. هلموا.. لا تتباطأوا ولا تتأخروا.. لتثبتوا للدنيا بأسرها أننا كنا وسنبقى أصحاب الريادة في مجالات شتى.. دون أن نفقد الثقة أبدا في قدراتنا وإمكانياتنا.
***