سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " احذروا الهجوم المضاد في معركة الدولار "

بتاريخ: 21 مارس 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*احذروا الهجوم المضاد في معركة الدولار

*كما توقعنا.. الإرهاب والإرهاب المضاد.. خطر على البشرية

*تكليف الحكومة لوزيرة الهجرة بالسفر لنيوزيلندا.. يعكس دلالات كثيرة!

*النيوزيلنديون .. يتابعون الأذان خمس مرات.. وهم يبكون ويتألمون

*الرد جاء سريعا في ترام هولندا.. والإرهابي أردوغاني!

*رئيس الوزراء يتعجب: إنه هجوم على الحضارة والتسامح.. ما هو الحل..؟!

*التمييز.. حتى في الإجرام!!

*أخيرا.. الفرنسيون منعوا المظاهرات وعندهم حق..!

*والجزائريون مازالوا يبحثون عن خارطة طريق!

*مدير معهد القلب.. استسلم.. والوزيرة أغلقت الملف..!

*ومن ينتصر في معركة الدستور السوري.. العلويون القلة أم السُنة الأغلبية؟

هذا الانخفاض المتوالي للدولار أمام الجنيه ألا يستحق الاهتمام.. والتوقف أمامه طويلا..؟!

المعركة لم تكن سهلة .. بل وسوف يطول أمدها.. لكن يمكن القول إن الشواهد حتى الآن تبشر بالخير..!

لقد اخترق الدولار يوما حاجز العشرين جنيها.. وأخذت الأصوات  عندئذ .. تعلو.. وتعلو.. ليردد أصحابها أن الارتفاع لن يتوقف حتى يصل خلال فترة وجيزة إلى ثلاثين جنيها..!

الآن.. والدولار.. قد أخذ يتراجع.. لا نكاد نسمع صوتا واحدا على الأقل لتوضيح الحقيقة.. ويسرد الإجراءات التي تم اتخاذها لتصبح عملتنا الرسمية .. في موقع تستحقه منذ زمن طويل ..!

سعر الدولار حاليا يبلغ 17،38 جنيه أي أقل بنحو جنيهين وأكثر مقارنة بوضعه قبل عامين مضيا.. فهل هذا الانخفاض أمام الجنيه ألا يؤكد أن ثمة سياسات بعينها يرجع إليها الفضل الكبير..؟؟

يقولون إن الأسباب تكمن في زيادة عدد السياح .. وفي تحويلات المصريين بالخارج.. وتقليل الواردات ..و..و..!

من هنا .. يثور السؤال:

وهل سيرضى "الأمريكان" عن ذلك..؟!

وهل قوى الشر في الداخل والخارج المتربصة بمصر وشعبها هل تتوقف عن كيدها ومؤامراتها الرخيصة وأفعالها الخسيسة..؟!

وألا يستشيط غضبا ذلك الوالي العثماني الجديد القابع على كرسي الحكم في تركيا.. عندما يرى بعينه ليرته وهي تتهاوى.. بينما الجنيه المصري يرتفع.. وهو الذي لا يريد للمصريين الخير.. ولا راحة البال..؟!

إذن .. فلننتبه جميعا .. إلى أن إمكانية حدوث هجوم مضاد في معركتنا مع الدولار .. واردة في أي وقت.. فماذا عسانا فاعلين..؟!

أنا شخصيا أرى أنه لابد من بذل جهد أكبر بالنسبة للسياحة الوافدة إلينا .. وهذا الجهد يتمثل في وزارة السياحة ذاتها .. وفي هيئة تنشيط السياحة.. وفي الشركات الخاصة.. نفس الحال بالنسبة للمصريين في الخارج الذين ينبغي أن نقدم لهم حوافز أكثر لتشجيعهم على عمليات التحويل.. وأيضا ضمانات مستمرة بشأن أموالهم المودعة في بنوك وطنهم الأم..!

أما فيما يتعلق بحجم الواردات فلابد أن نضع في اعتبارنا أن الفاتورة مازالت باهظة بسبب إصرارنا على استيراد بضائع وسلع بالغة الاستفزاز.. وبالتالي فإن تقليص هذه الفاتورة يفيد كثيرا..!

أخيرا.. يبقى المهم:

يا سادة.. يا أساتذة.. لماذا لا يلقي الإعلام بالا لما يجري في معركة الدولار..؟! فلا تفرد المساحات في الصحف الورقية.. ولا في البرامج التليفزيونية والإذاعية.. للحديث عن هذه الانتصارات المتتالية.. ولماذا أيام ارتفاع سعر الدولار.. كانت" الولولة"  لا تتوقف ليلا أو نهارا .. وغيامات التشكيك تغطي سماء المحاولات الدائبة والمستمرة..!

على الجانب المقابل .. ينبغي أن يكون واضحا .. أن من أهم نتائج العملية العسكرية الشاملة "سيناء2018" تحقيق الاستقرار الاقتصادي .. بالضبط مثل الجانب الأمني والاجتماعي في آن واحد..!

وقد تمثل هذا الاستقرار من بين ما تمثل في ارتفاع قيمة الجنيه المصري.. لذا.. نعود لنكرر أن الإرهاب والإرهاب المضاد إنما يعدان خطرا على البشرية جمعاء.. دون اقتصار على بلد دون آخر.. ولعلنا شهدنا ماذا حدث بعد جريمة المسجدين في نيوزيلندا والتي ارتكبها يميني متطرف.. إذ لم يكد يمر سوى يوم واحد.. حتى قام إرهابي تركي أيضا بالرد ولكن هذه المرة جاءت في هولندا..!

هذا البلد الوادع .. والذي لا يعرف التعصب.. والذي عبر عنه رئيس وزرائه بقوله إن ما حدث يعد هجوما على الحضارة والتسامح..!

من هنا.. تتوالى الأسئلة:

وماذا بعد..؟!

تلك قمة المشكلة لأن فاقدي العقول والضمائر أصبحوا ينتشرون في مناطق شتى من العالم لاسيما في ظل تأصيل سياسات التمييز.. والتفرقة والكيل بمكيالين وهكذا..!

ولقد اكتشفت أمريكا مؤخرا خطورة تلك السياسات حيث أشارت إحدى الدراسات الاستقصائية.. إلى أن كلا من قنوات فوكس نيوز وسي. إن.إن تحاشتا وصف مرتكب عملية المسجدين بنيوزيلندا بالإرهابي..بينما هرعت على الفور لتطلق نفس الصفة على نظيره الذي اقتحم ترام هولندا وأطلق النار على ركابه ليقتل من يقتل .. ويصيب ويجرح من وقع عليه اختيار مدفعه الرشاش..!

***

واستنادا إلى نفس الحقائق السابقة.. فإن العالم كله يموج بالعنف.. وعدم الاستقرار .. وفقدان الأعصاب..!

وها هي فرنسا موطن الحضارة والفن .. والجمال.. ترزح تحت وطأة العنف..والتخريب .. وتشويه المتاحف والآثار والمنشآت العامة والخاصة.. مما اضطر الحكومة في النهاية إلى إصدار قرار بمنع التظاهر في شارع الشانزليزيه أهم شوارع العالم على الإطلاق..!

وقد يقول قائل: وهل يمكن أن يصل الأمر في هذا البلد الديمقراطي إلى حد كبت حريات الناس..؟!

الفرنسيون أنفسهم هم أصحاب المصلحة العامة والخاصة.. وهم الذين يقررون.. وماداموا  قد أدركوا .. أن"الانفلات" يضيرهم ويمس شئون حياتهم .. فالواجب يقتضي مواجهته بشتى السبل والوسائل .

***

ثم دعونا ننتقل خلال هذا التقرير من فرنسا إلى الجزائر..خصوصا أن العلاقة وثيقة بين الطرفين.. ويستحيل أن ينسى الفرنسيون أنهم احتلوا يوما الجزائر.. كما أنه من الصعوبة بمكان أن يتغافل الجزائريون عمن سبق أن سيطروا على مجريات الأمور في بلدهم..

الجزائر هي الأخرى تموج بمظاهرات عاتية يشارك فيها مختلف فئات المواطنين الذين تتزايد أعدادهم يوما بعد يوم..!

الجميع متفقون على تغيير النظام والجميع أيضا يوافقون على التغيير لكنهم حريصون على التريث وعدم التسرع.. وبين هؤلاء .. وأولئك.. تضيع  خرائط طريق المستقبل التي ينبغي وضعها لإنقاذ البلاد مما هي فيه..!

***

والآن.. اسمحوا لي أن أعود بكم ومعكم إلى مصر المحروسة.. فالبعد عنها ولو دقائق.. يؤرق العيون.. والتي لا تعود إلى وضعها الصحيح إلا بعد أن تطمئن القلوب..!

لقد تابعنا منذ أيام حكاية د.هالة زايد وزيرة الصحة مع مدير معهد القلب د.جمال شعبان.. والتي انتهت بعزل الرجل..الذي تقبل الأمر ببساطة .. وأعلن أنه سائر في طريقه وأن ما حدث لا يعدو أن يكون مجرد تجربة تمكن من تجاوز تداعياتها..!

في نفس الوقت .. لزمت الوزيرة الصمت.. ولم تلق بالا للمنتقدين .. أو المهاجمين.. أو مثيري الضغائن .. ويبدو أنها أغلقت الملف.. ليعود معهد القلب مرة ثانية إلى المربع الأول .. فهل ذلك  في مصلحة المريض .. أم المدير السابق.. أم الوزيرة..؟!

ولا تعليق..!

***

.. وعودة مرة أخرى إلى خارج الحدود.. إلى أقرب الجيران:

وبعد أن هدأت الأوضاع في سوريا وبعد أن دخلت أزمة اللاجئين كافة أنفاق الظلام .. بدأ السوريون يتحدثون عن الدستور الجديد الذي كان وما يزال محل خلاف بين كافة مكونات المجتمع..!

هذا الجمع الذي يضم تسعة ملايين و15 سنيا .. لمن تكون الغلبة فيه علما بأن العلويين هم القلة في سوريا.. والسنة هم الأغلبية ..؟؟

زمان.. وحتى كتابة هذه السطور .. العلويون هم الذين يحكمون.. والسنة يعيشون على الهامش الأمر الذي أدى في النهاية إلى حدوث الانفجار..!

فماذا يمكن أن تسفر عنه الاجتماعات الحالية التي تنعقد في برلين عاصمة ألمانيا..؟

العلويون حريصون على ألا يفرطوا في حكمهم.. والسنة.. يرون أن هؤلاء القلة حكموا بما فيه الكفاية.. وبالتالي لم تعد لديهم أدنى طاقة لمزيد من التحمل..!!

وسوف تستمر المناقشات .. أياما .. وأياما .. وليس مستبعدا أن تبقى الأوضاع على ما كانت عليه قبل سبع سنوات..!

معقول..؟!

الله وحده أعلم..!

***

وبمناسبة النزعات العرقية في المنطقة.. فقد ندد أنطونيو جوتيرس الأمين العام للأمم المتحدة بحزب الله وإصرار زعامته على أن يكون دولة داخل الدولة في لبنان..!

قال الأمين العام.. إن أسلحة هذا الحزب تعرض استقرار لبنان والمنطقة كلها للخطر..!

وغني عن البيان.. أن الأسلحة توفرها إيران وتصنعها وتبعث بها دون توقف مما يحتم ضرورة تحجيم إيران..تحجيمها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وأمنيا.. ومع ذلك فإنها ماضية في طريقها.. تخرج لسانها بين كل فترة وأخرى لأمريكا.. ولسان حال ملاليها يقول: ولا يهمنا..!!

***

أخيرا.. اخترت لك هذه الأبيات من شعر أبو نواس:

لا تعجبي

هذا التقلب من صميم طباعه

إن الجنون طبيعة الأزهار

ما دمت قد أحببت يا محبوبتي

فتعلمي أن تلعبي بالنار

فالحب أحيانا يطيل حياتنا

ونراه أحيانا يقصف الأعمار

***

و..و..وشكرا