* أليس غريبا .. أن يقدم الابن هدية في المساء وقبل أن تطلع الشمس .. يذبح ست الحبايب؟!
* دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا:
نحن نهتم بالظاهر فقط .. المهم .. الغوص في الأعماق وتحديد الأسباب والدوافع..!
* في نيوزيلندا .. رئيسة الوزراء طلبت والشعب استجاب:
سباق .. علي تسليم الأسلحة
* أردوغان يهاجم الإرهاب .. ثم يرتكب أبشع الجرائم!
المصريون .. أولاد حظ كما يقولون .. فهم يحرصون علي الاحتفال بالأعياد والمواسم.. في فرحة .. وبهجة .. لكن قبل أن ينتهي اليوم تسودهم مشاعر القلق والتوتر.. اعتقادا منهم.. بحدوث شيء ما يعكر صفو سعادتهم .. ومع ذلك يستمرون في تبادل التهاني .. وشد الأيادي علي بعضهم البعض ..!
ولنأخذ عيد الأم الذي احتفلنا به أمس الأول مثلا..!
الجميع كبارا وصغارا.. حرصوا علي إرضاء أمهاتهم .. إما بتقديم هدية .. أو بتقبيل يدها.. أو قراءة الفاتحة علي روحها .. أو.. أو..!
ثم.. ثم.. سرعان ما ينقلب المشهد إلي النقيض تماما..!
هذا الابن الذي كان يركع تحت قدمي أمه.. حبا.. وتكريما .. وعرفانا .. واستسلاما.. هو نفسه الذي يمسك بالسكين ليطعن به ست الحبايب بحجة أنها رفضت إعطاءه نقودا لشراء مخدرات أو نصحته بالابتعاد عن أصدقاء السوء أو ذكرته بأبيه الذي كان مثالا للأدب والأخلاق .. والوفاء..!
.. وهذا الابن هو نفسه أيضا الذي يسطو علي الدولاب العتيق الذي تعتز به سيدة البيت منذ عشرات السنين .. ليخطف تحويشة العمر .. ويفر هاربا..!
.. وهذا الابن الذي أنعم الله عليه بالخير الوفير.. وانضم إلي عالم المليونيرات هو من زج بأعز الكائنات في دار للمسنين.. ولا يتذكرها إلا مرة كل عام.
***
أليست تلك كلها مشاعر وسلوكيات متناقضة مع بعضها البعض ..؟!
زمان .. كانت الأم توضع دائما في مقلات العيون .. ولا يجرؤ أحد علي الإساءة لها دون أن يكون لها عيد يحمل اسمها..!
فلماذا الآن يحدث ما يحدث..؟!
إنها ظاهرة تستحق الدراسة والتأمل.. لكننا - كالعادة- نهتم بالمظهر دون الجوهر..!
لذا.. دعونا نتخذ من المناسبة .. سبيلا لإعادة تقييم أوضاعنا.. إذ ينبغي علي مراكز البحوث ومؤسسات العمل الاجتماعي والجامعات والنوادي ووزارة التضامن الاجتماعي أن تعد الدراسات النظرية والتطبيقية.. لتتعرف علي الأسباب والدوافع..سواء أكانت نفسية .. أو اقتصادية .. أو تربوية .. أو ..أو..!
نعم.. نحن نعرف أن مرتكبي جرائم العنف .. إن لم يكن كلهم مدمني مخدرات .. بمختلف أنواعها فلماذا لا نواجه الأمر الواقع حتي نصل إلي النتائج التي نستطيع عندها تحديد الجوانب الخفية في شخصية الإنسان المصري بصفة عامة.. ومن الذين لديهم ميول للعنف لكن مازالت ضمائرهم مستيقظة .. ومن الذين خاصموا تلك الضمائر.. فاستوي عندهم الخبيث بالطيب..؟
يا سادة.. الحكاية ليست صعبة.. بل المهم.. البداية.. والطريق الطويل يبدأ كما يقولون بخطوة ..!
تصوروا إذا ما نجحنا في تلك المهمة.. فسوف تتواري جرائم الأسرة وغيرها من الجرائم رويدا..رويدا.. وعندئذ .. تصبح الأقوال الكثيرة متسقة مع الأفعال "الكثيرة" أيضا .. وليس العكس..!!
باختصار شديد.. عملية التنشئة الاجتماعية التي تبدأ من الأسرة .. أساس الأمن .. والاستقرار .. والأمان.. والسلام.. فإذا ما أقيمت علي أسس سليمة عم الوئام كل خلايا المجتمع .. أما إذا شابها بعض الانحراف ..فسوف تبقي السلوكيات هي نفس السلوكيات والمواقف ذات المواقف.. ولا أحسب أن ذلك يرضينا.. أو يسعدنا من قريب أو من بعيد..!
***
والآن.. أقدم لك.. آخر تطورات الأحداث في نيوزيلندا .. البلد المسالم الذي شهد أبناؤه.. مجزرة لم يكن يدر بخلد أحد منهم إمكانية حدوثها..!
الناس هناك وعلي مدي الأسبوع كله .. يعيشون وكأنهم في كابوس ثقيل..!
رئيسة الوزراء تذرف الدمع .. وتلبس الحجاب وتطلب من مواطنيها تسليم أسلحتهم ولم يترددوا بل تسابقوا لتنفيذ التعليمات كما ذهبوا جميعا ومعظمهم غير مسلمين .. إلي المساجد مرة أو مرتين في اليوم لمجرد الاستماع للأذان.
وعندما اعتلي الخطيب منبر أحد المسجدين الذي دارت فيه المعركة الغادرة والتي هي من طرف واحد.. ارتفعت أصوات المتواجدين بداخله.. والجماهير في الشارع تردد: "الله أكبر.. الله أكبر".
إنها قمة التعاطف الوجداني.. والمفترض .. أن يقابله المسلمون بنفس المشاعر.. لكن للأسف.. المتطرفون من هنا.. والمهووسون من هناك لن يتوقفوا عن أعمالهم الرديئة..!
وها هو الأخ رجب طيب أردوغان رئيس تركيا الذي سارع لشن هجومه ضد نيوزيلندا متهما إياها بإشاعة العنف.. ومعها أستراليا علي اعتبار إن الإرهابي يحمل جنسيتها..!
طبعا.. هاجت الدولتان.. وثارتا.. واستدعت كل منهما السفير التركي لديها لتعطيه درسا في الدبلوماسية والسياسة.. منبهتين إلي أنه لا يجوز في مثل تلك الظروف العمل علي زيادة اشتعال النيران..!
واضح طبعا.. أن أردوغان الذي يشجع ويساند الإرهابيين في كل مكان يريد أن يبدو وكأنه "ملاك " طاهر لا يعرف العنف طريقا إلي قلبه .. بينما الواقع يقول إنه شيطان رجيم..!
عموما.. إذا كان أردوغان يؤدي بالفعل لعبة انتخابية.. فعليه إصلاح نفسه أولا وقبل كل شيء.. علي الأقل ليطمئن إلي أن الأصوات التي سيحصل عليها جاءت بالطرق الشرعية .. وليس بالتزوير الرسمي..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فإن هذا الإرهاب اللعين يحتاج هو أيضا إلي دراسات وأبحاث يقوم بها متخصصون دوليون إما تحت مظلة الأمم المتحدة.. أو أن تنشأ منظمات جديدة مهمتها دراسة الأسباب مستندة إلي حالات واقعية.. انزلق أصحابها في طريق البغي والإثم وكأنهم مسيرون..!
ولنأخذ مثلا.. تلك الشابة الإندونيسية التي اعتنقت الفكر الداعشي.. وعندما توجهت الشرطة إلي منزلها للقبض علي زوجها .. بادرت بنطق الشهادتين ثم قامت بتفجير ابنتها ذات السبعة أعوام.. وبعدها فجرت نفسها وقد تركت خطابا قالت فيه: إنهما في طريقهما للجنة!
بالذمة هل هذا كلام..؟
وتصوروا أمامي الآن صفحة من جريدة الشرق الأوسط اللندنية .. زخرت كلها بأنباء عن الإرهاب والإرهابيين وهي: قتل مسلم وسط روسيا يخطط لعمل إرهابي . قتل 33 إرهابيا من بوكو حرام في النيجر وقتل 6 جنود ماليين في عمليتين إرهابيتين والقبض علي دواعش من الموصل والمؤبد لإخواني في مصر أدين في قضية غرفة عمليات رابعة..!
إذن.. أليست تلك الجريمة التي لا تعرف حدودا ولا قيودا ولا دينا ولا أخلاقا .. ألا تستحق أن تنشأ من أجل دراسة ظواهرها وأسبابها .. منظمات ومنظمات..؟
***
أخيرا.. نتوقف أمام خبر روتيني.. وتقليدي.. ومحروق مسبقا..!
الخبر يقول إن وزارة السياحة سوف توقع عقوبات رادعة ضد الشركات التي ارتكبت مخالفات في حق المعتمرين وتصل هذه العقوبات إلي حد سحب الترخيص..!
عفوا.. ثم عفوا.. ثم عفوا..!
هذه العقوبات نسمعها منذ عشرين عاما علي الأقل وهي معادة ومكررة وبصراحة لا تخرج إلي حيز التنفيذ..!
أرجوكم .. إما أن تكونوا جادين فيما يصدر عن أفواهكم .. أو فضوها سيرة.. وأريحونا .. واستريحوا..!
***
مواجهات
* عندما فقدت أمي.. شعرت أن الدنيا كلها ضاقت بي.. تألمت .. بكيت.. وامتنعت عن العمل. حتي جاءتني في المنام لأسمع صوتها وهي تدعو لي نفس الدعاء الذي كانت تكرره علي مسامعي كل يوم عدة مرات:
"ربنا يفتحها في وشك¢..!
نهضت من فراشي وعدت لنشاطي وبالفعل فتحها الله سبحانه وتعالي في وشي.. ومنحني من خيره الكثير..!
شكرا للوهاب الكريم.. وشكرا لأمي التي لم تحرمني من دعواتها في حياتها.. وبعد مماتها..!
***
* جاءني من يقول:
أيهما أمنحها حبي أكثر:
أمي.. أم زوجتي..؟!
رددت:
سؤال خايب.. لا يستحق الرد عليه..!!
***
* لماذا البنت شديدة التعلق بأبيها .. عكس الابن الذي يتعامل مع العزيز والعزيزة علي أنهما يلازمان له طوال العمر..؟!
في رأيي.. لأن الابنة أكثر واقعية وأرفع قدرا ..!
***
* أعجبتني هذه الأبيات:
لا تظن الهموم تغير المعادن
فمازال الأصيل أصيلا
ولو شهد البلايا
ويبقي الحقير حقيرا.. ولو ملك الزمان
***
*مشكلتنا في الحياة.. أننا نتزوج ولا نحب.. ننجب ولا نربي .. نصلي ولا نتقي.. نقول ولا نصدق..!
***
* وأعجبتني هذه النصيحة:
كن في الحياة لاعبا وليس حكما.. فالأول يبحث عن هدف والثاني كل همه .. تسجيل الخطأ..!
***
* من أقوال الأديب الفرنسي أندريه ناركوتنير:
الوحدة جميلة عندما تختار أنت
قاسية عندما تختارك هي..
***
* هل الحب له زمن افتراضي..؟!
طبعا .. وإلا ظل كل المحبين متعانقي الأيدي .. متشابكي الأغصان..!!
***
* أعجبته مضيفة الطائرة .. وما أن هبطت بسلام .. حتي هرع إلي أهلها ليخطبها ويتزوجها خلال شهر واحد..!
في رحلة العودة.. اكتشف أن حبيبة القلب تجلس بجانب الكابتن داخل كابينة القيادة..!
ثار وهاج.. فما كان من قائد الطائرة إلا أن أوقف محركاتها وسلمه للشرطة ليحاكم بتهمة تعريض سلامة 150 راكبا للخطر..!
***
* وأقول لصديقي متقلب المزاج :
رفقا بالشخص الذي يحبك.. لأن بكاء القلب لا صوت له..!
***
* ولمن لا ينصت إلا لنفسه:
حتي تعيش الحياة.. خذ من المسنين عقولهم ومن الأطفال قلوبهم.. ومن العظماء هيبتهم ومن الفقراء صبرهم..!
***
أخيرا .. اخترت لك هذه الأبيات الشعرية للشاعر حافظ إبراهيم:
إني لتطربني الخلال كريمة
طرب الغريب بأوبة وتلاق
وتهزني ذكري المروءة والندي
بين الشمائل هزة المشتاق
فإذا رزقت خليقة محمودة
فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
فالناس هذا حظه مال وذا
علم وذاك مكارم الأخلاق
والمال إن لم تدخره محصنا
بالعلم كان نهاية الإملاق
والعلم إن لم تكتنفه شمائل
تعليه كان مطية الإخفاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده
ما لم يتوج ربه بخلاق
من لي بتربية النساء فإنها
في الشرق علة ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا
بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألي
شغلت مآثرهم مدي الآفاق
***
و.. و.. شكرا
|