*العراق الجديد..وطريق الإصلاح والبناء
*أحسن اختيار الرفيق:
مصر القادرة.. صاحبة الخبرة والتجربة والمنزهة دائما عن الهوى.. والغرض
هكذا يكون العراق-كما أتصور- قد حدد لنفسه خريطة الإصلاح الجديدة التي يمكن السير عليها مستقبلا وذلك بعد سنوات عديدة من العذاب المتمثل في غزو أراضيه تارة.. وفي نهب ثرواته تارة أخرى.. وفي اغتيال أرواح وأحلام أبنائه وبناته تارة ثالثة ورابعة وخامسة..!
بكل المقاييس عندما يأتي العراق لمصر مثقلا بالهموم وشاكيا من غدر الزمان .. وعازما على التخلص من الماضي بشتى سلبياته.. واختلاف أسبابه فإنه بذلك يختصر الطريق الذي يقربه من الأهداف والذي لا ينكر أهله وأصحابه.. أنه طويل وصعب.. ومليء بالألغام والأشواك..!
لقد حدد عادل عبد المهدي رئيس وزراء العراق عقب لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أعداء بلاده اليوم.. محصورون في الإرهاب ..والفقر .. والأمية.. والبطالة وتلك كلها ولا شك ..بمثابة مشاكل عاتية كفيلة بقض مضاجع أي مجتمع من المجتمعات.. فما بالنا بأناس استيقظوا ذات يوم ليجدوا الوطن قد تم اختطافه .. وصار الذي يتحكم في مصائرهم أجنبي مدجج بأحدث أنواع الأسلحة وقد أضمر في نفسه شرا لكل ذرة رمل.. ولكل نبتة زرع .. بل ولكل نسمة هواء يمكن أن تنعش رئات الملايين من الناس.
هذه المشكلات الأربع التي حددها عبد المهدي تحتاج إلى جهدووقت وعمل وكد ومال.. ثم.. ثم إلى حسن النوايا والصدق والإخلاص والأمانة وكلها عناصر يصعب تواجدها مكتملة .. وحتى إذا تواجدت فمن الصعوبة بمكان .. توفرها في وقت واحد..!
ومن يتابع شئون العراق والعراقيين خلال الفترة الماضية يجد أن دوائر الانحراف تزداد اتساعا.. ومع أن الحكومة تواجهها بحسم وصرامة إلا أن ضعاف النفوس يجدون دائما الثغرات التي يمكن أن ينفذوا منها إلى ما يحقق أغراضهم الخبيثة ومكاسبهم الحرام..!
لذا .. عندما يعود المجتمع إلى مساره الصحيح بحيث تتكاتف صفوف أفرادهويعقدوا العزم على العمل سويا..فيمكن بما يحققونه من زيادة في الإنتاج ورفع حجم الصادرات .. وحسن استقبال السائحين.. الحد من أزمة البطالة وبالتالي الفقر..!
نفس الحال بالنسبة للأمية التي لابد وأن يسهم في حلها كل فئات المجتمع كبارا وصغارا.. سواء بسواء لأنها مشكلة سيئة السمعة بما يحتم اقتلاعها من جذورها وقد نجحت في ذلك شعوب كثيرة..!
***
أما فيما يخص الإرهاب والإرهابيين.. فلقد أوضح الرئيس السيسي كما يوضح دائما .. أن تلك الظاهرة اللعينة لابد من مواجهتها مواجهة شاملة لاسيما بالنسبة للممولين والمخططين ومن يوفرون للفئات الباغية الضالة.. الملاذ الآمن.
من هنا.. فإن الخبرة المصرية في هذا الصدد التي اتخذ منها العالم قدوة ومثلا.. تهيئ أفضل الظروف للعراقيين لكي يقيموا وطنا آمنا.. سالما .. يصعب اختراقه من جانب الذين باعوا أنفسهم للشيطان.. دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق..!
***
باختصار شديد .. لقد أعلن الرئيس السيسي أن زيارة رئيس وزراء العراق لمصر تؤكد الرغبة المشتركة في إرساء دعائم عهد جديد للتعاون والتنسيق بين البلدين..
نعم.. مصر قادرة بحكم تجربتها وصدقها على إعادة إعمار العراق إعمارا شاملا ومتكاملا متجاوزا الظروف العصيبة التي سبق أن تعرضت لها مختلف محافظاته ومدنه وأقاليمه والتي وصلت إلى حد التدمير الكامل .. في نفس الوقت فإن القاهرة حريصة على تنفيذ كافة برامج التعاون المبرمة بينها وبين بغداد سواء التي تتعلق بالإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.. أو البترول أو الغاز.. أو الاستثمارات أو تلك التي تمتد لتشمل الثقافة والفنون والبحث العلمي.. إذ يستحيل أن تتغافل مصر عن أشقاء الزمن الطويل.. وأصدقاء العصور على اختلاف أنواعها أو .. أو .. عن بلاد ما بينالنهرين صاحبة حضارة العشرة آلاف عام..!
***
ثم..ثم.. تبقى في النهاية كلمة:
كم..كم أتمنى أنا شخصيا.. أن ينجح الإخوة العراقيون.. في تحجيم طموحات الإيرانيين ووضع حد لتدخلاتهم في شئونهم..ومنعهم من تحقيق مآرب ذاتية توسعية على حساب.. كفاح ونضال وصبر.. وتضحيات.. شعب أراد وما يزال يتطلع لحياة آمنة.. مطمئنة .. هانئة .. بعيدة عن التعصب والفرقة.. والنزعات العرقية..!!
***