تعودنا نحن المصريون عندما يعترينا هم.. أو حزن من
أي نوع.. أن نتجه لله سبحانه وتعالى راجين وداعين بأن يرفع عنا هذه الهموم والأحزان ..
وغالبا ما يكون هذا الدعاء.. وذلك النداء من خلال الصلاة في مسجد أي من أولياء الله الصالحين.. أو من مسجد من مساجد آل البيت تبركا وتأكيدا لإيماننا بأن الله هو الواحد الأحد.. الفرد الصمد.. ولا يوجد من يشاركه في هذه الوحدانية.. تحت وطأة أي ظرف من الظروف..
أيضا.. يتفاءل المصريون بعقد قرانهم وقران أبنائهم وبناتهم في بيت من بيوت الله.. ومن أجل ذلك تم إعداد غرفة أو غرفتين في مسجد السيدة زينب.. ومثلهما في مسجد السيدة نفيسة.. ومسجد الإمام الحسين لعقد القران الذي يسبقه تلاوة القرآن الكريم.. وبعد الانتهاء من تشابك أيادي العروسين يتعهد كل منهما للآخر بأن يكون له عونا وسندا ورحمة وحنانا.
أيضا.. يفضل البعض منا أن تشيّع جنازات موتانا والصلاة على أرواحهم من داخل هذه المساجد الشهيرة لدرجة أنه يتوافد بين كل يوم وآخر المئات وهم يودعون أحبابهم من داخل صحن المسجد بحيث أصبحت ظاهرة إيمانية أن يصطف عشرات النعوش بجانب بعضهم البعض.. وقد أمسك بكل منها بقوة قريب أو أقرباء ضمانا لعدم الاختلاط.
***
على الجانب المقابل تغنى المصريون بتواجد آل البيت فوق أراضيهم.. وأصبحت الأغاني في هذا الصدد أهم ملامح الأفراح والعلاقات الطيبة.. ولعل أغنية محمد عبد المطلب "ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين" مازالت تتردد على ألسنة الكثيرين الذين يتبادلونها بألحانها وموسيقاها وكلماتها المعبرة.
***
أيضا.. لقد نشأت مناطق سياحية تتمتع بشهرة ذائعة في محيط مسجد الإمام الحسين على سبيل المثال والذي أصبح خان الخليلي والصاغة والجمالية والفيشاوي وغيرها مقصدا من مقاصد ضيوفنا الأجانب والتي يجدون فيها راحة وطمأنينة.
***
ولقد شاءت إرادة الله.. أن يتولى زمام القيادة في مصر رئيس نشأ وتربى وحمى الإرادة المصرية بكل حب وتفانٍ وتضحية في نفس الوقت الذي أقام فيه صروح التنمية في مختلف أرجاء البلاد والتي من بينها القاهرة التاريخية والتي تضم -كما أشرت- أضرحة أهالي البيت الكرام.. إنه الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قال عنه سلطان البهرة الذي جاء لحضور الاحتفال بتجديد ضريح السيدة زينب بأنه يقوم بدور مقدر في دفع جهود إرساء السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.. فضلا عن سعيه الحثيث والدءوب للعمل على إنهاء الحروب والنزاعات ..
وهكذا.. تظل مصر تشع ضوءا ونورا على العالمين بشهادة أصدقائها ومحبيها ولا أريد أن أقول أعداءها.. إذ ليس لدينا أعداء..اللهم سوى فئة قليلة شاذة اختارت أن تسلك طريق الشر ولتدفع في النهاية الثمن باهظا وباهظا جدا.
***
و..و..شكرا