مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 14 مايو 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

الآن.. فليطمئن الزملاء العاملون في الصحف القومية إلى أنهم مستمرون في ممارسة المهنة العزيزة على قلوبهم وقلوبنا جميعا.

أقول ذلك بمناسبة ما أعلنه أول أمس المهندس عبد الصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة أمام لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب.
***
قال المهندس الشوربجي من بين ما قال إن القيادة السياسية والحكومة تدعمان وتساندان المؤسسات الصحفية القومية حتى تستمر في أدائها التنويري والتثقيفي باعتبارها إحدى القوى الناعمة للدولة المصرية.
طبعا.. هذا كلام واضح وصريح ويساعد ولا شك على إزالة غيامات من الشكوك حول مستقبل الصحف الورقية ومدى ارتباطها بالمؤسسات القومية بصفة عامة والصحافة المستقلة والحزبية بصفة خاصة.
لقد أعلنها المهندس الشوربجي واضحة وصريحة بأن الدولة يستحيل أن تفرط في أهم الأسلحة التي تواجه بها قوى الشر والظلمات ومعها مثيرو الشغب ومروجو الشائعات وما أكثرهم هذه الأيام.
ليس هذا فحسب بل إن الدولة في مرحلة إقامة الجمهورية الجديدة تؤمن جيدا بأن البنيان المتين يحتاج ولا شك إلى عقول يتميز أصحابها بعمق الانتماء إلى الوطن والرغبة الصادقة في تحقيق النجاح والتخلي عن النزعات الذاتية وأحسب أن الصحافة القومية زاخرة بتلك النماذج والتي ليس سهلا بالنسبة لها أو العاملين في بلاطها التفريط في أي من تلك المبادئ.
هذا لا يعني أن العاملين بالصحافة في القطاع الخاص أو الأحزاب يفتقرون إلى تلك الصفات الأساسية واللازمة.. لا وألف لا .. وحاشا لله أن نتهم زملاء أعزاء بما ليس فيهم.. بل كل ما في الأمر أن الصحافة الخاصة تعبر أولا وأخيرا عن مصالح أصحاب رأس المال وإلا انتفى الغرض من وجودها.
نفس الحال بالنسبة لصحافة الأحزاب والتي تعبر ولا شك عن السياسة الحزبية ليس إلا..
***
أيضا لقد مس المهندس الشوربجي وترا هاما بالغ الأهمية وأقصد عملية التمويل خصوصا في ظل تراجع معدلات التوزيع وجفاف مصادر الإعلانات حيث أكد
أن معظم الصحف القومية أصبحت تعتمد الآن بشكل كبير على مواردها الذاتية وذلك في حد ذاته خطوة واثبة نحو ترسيخ قواعد هذه الصحف وابتعادها عن كل ما يهز قواعدها حاضرا أو مستقبلا وذلك من خلال مصادر غير تقليدية من بينها استثمار الأصول غير المستغلة.. وقد خلص المهندس الشوربجي من كل ذلك بأنه رغم ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج لا سيما ورق الطباعة فقد أثبتت الصحافة القومية والعاملون فيها أنهم يقبلون التحدي.. والحمد لله كان لهم ولقرائهم ما أرادوا.
***
استنادا إلى كل تلك الحقائق التي تبشر بالخير فمازالت أمام الصحف القومية فرص واسعة للحفاظ على بقائها واستمرارها من بين هذه الفرص الانفراد الإخباري وتحسين مستوى الطباعة باختيار أبناط جمع المقالات والتحقيقات والحوادث والفنون والرياضة بما يجعل القارئ يتمسك بها أكثر وأكثر لا أن يبتعد عنها رغم إيمانه بها وارتباطه بما تقدمه من مادة صحفية تشد الانتباه وتجذب ما لا تستطيع الصحافة الإلكترونية توفيره بنفس القدر من الكفاءة والتميز..و..والمودة المشتركة.
وأخيرا.. فلنضم صوتنا إلى صوت المهندس عبد الصادق الشوربجي وتوجيه الشكر والتحية للقيادة السياسية والحكومة على دعمهما للمؤسسات الصحفية القومية وهو دعم لا يروح هباء بل يحقق أفضل النتائج وأعز الأهداف.
***
و..و.. شكرا