مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 15 مايو 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

شاءت الأقدار..أن يأتي موعد انعقاد القمة العربية العادية في أصعب وأقسى ظروف تمر بها الأمة ووسط حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل ضد الفلسطينيين الذين طالما أكد العرب على أن قضيتهم هي لب القضايا في الشرق الأوسط..

وطبعا.. كان من الممكن تأجيل هذا الاجتماع العادي للقمة التي تحمل رقم 33 لكن خشي الرؤساء أن يطرحوا مثل هذا الاقتراح الذي كان سيقابل ولا شك بموجة غضب عنيفة وعارمة من جانب الشعوب التي يذرف أبناؤها دماءهم قبل دموعهم حزنا وألما على إخوة أعزاء لهم وآباء وأمهات وأطفال.. بل وأجنة في بطون أمهاتهم.
***
من هنا يمكن القول إن القمة العربية التي تعقد اجتماعها في العاصمة البحرينية غدا تعتبر من أهم القمم على الإطلاق مقارنة بسابقاتها وربما بعدها مستقبلا..
على هذا الأساس وفي ظل ذلك المناخ الملتهب فإن سياسات الإدانة والشجب والتهديد والوعيد الإنشائية مرفوضة مسبقا شكلا وموضوعا.. مما يحتم على القادة العرب اتخاذ قرارات حاسمة ورادعة ضد الإسرائيليين أهمها توقيع أقصى العقوبات الاقتصادية ضدهم وضد جميع مؤيديها على مستوى العالم بحيث يبقى "سفاح القرن" نتنياهو وحده يعض بنان الندم.. لاسيما في ظل التوقعات باتساع أصوات ومظاهرات المعارضين من الإسرائيليين أنفسهم الذين أخذوا يتمسكون الآن بحلين لا ثالث لهما إما استقالة أو إقالة نتنياهو.. أو الاقتحام الشعبي ضده في مكتبه أو منزله وإنزاله بالقوة لإجراء محاكمته شعبيا وهي المحاكمة التي لابد وأن تنتهي بتضييق الخناق حول رقبته حتى يسقط غير مأسوف عليه في أبيار النيران ومستنقعات الخيبة والحسرة.
أيضا لا يجب أن يتحرج الزعماء العرب من اتخاذ موقف مشدد ضد أمريكا التي تغير من توجهاتها بين كل يوم وآخر.. ثم تنتهي باستمرار تحيزها السافر لمن يشنون حرب إبادة ضد شعب بأكمله لاسيما بعد أن أصدرت واشنطن بيانا بعثت به إلى المحكمة الجنائية الدولية تقول فيه إن هذه الحرب الباغية والتي تنطوي على شتى ألوان الظلم والعسف والتعنت لا ترقى إلى حرب إبادة جماعية.. بعد هذا ألا ينبغي الخروج من عباءات السلبية والتردد ومعها الاعتبارات الخاصة بالقواعد العسكرية في عدد من البلدان العربية أنفسها.
***
على الجانب المقابل هناك موضوعات ساخنة أخرى أمام القمة العربية من بينها حرب الجنرالات في كل من السودان وليبيا والحرب الأهلية في الصومال وسوريا واليمن.. والبقية تأتي.
***
في النهاية تبقى كلمة:
إن الحمية العربية كما نعرفها وكما تداولتها قصص وأساطير الأولين وأيضا الآخرين سواء بسواء.. ترفض بإباء وشمم كل من يتجرأ على المساس بهيبتها .. ومجدها التليد..و..وبالتالي إذا كانت إسرائيل تتعمد في بجاحة وتحدٍ قتل وتشويه ونسف منازل فوق رءوس سكانها قبل انعقاد القمة وطبعا أثناء انعقادها فماذا سيكون رد الفعل العربي بالنسبة لمن أوكل إليهم القصاص من المعتدين الآثمين.
***
و..و..شكرا