**المباراة.. "الباردة"..!!
*الأسباب..والمبررات.. ولكن:
ماذا بعد..؟؟
*حينما يسود مناخ التوتر.. يتسلل الإحباط إلى العقول.. والأقدام!!
*ورحم الله.. "جان بياجيه"
يقول"جان بياجيه" عالم النفس النمساوي الشهير.. إنه كلما زاد الوئام بين الناس وبعضهم البعض.. حققت البشرية نتائج إيجابية .. والعكس صحيح.. حيث إن النزاعات والصراعات تؤدي إلى تراكم الغيامات ويتوقف كل من الفرد والجماعة أمام زاوية ضيقة تنحصر بداخلها مجهوداتهم البدنية والمعنوية لتصبح في النهاية هباء منثورا..!
لذا .. ينصح بياجيه الناس بأن يعملوا قدر إمكاناتهم على تنقية القلوب من شوائبها .. وعلى أن يمد كل واحد للآخر يد المحبة .. والخير .. والصدق..!
***
أقول ذلك.. بمناسبة مباراة القمة..!
ولو كان العالم الكبير"بياجيه"حيا بيننا الآن لرسم الصورة كما حدثت تماما.. لكن للأسف لقد أطلق الرجل نظريته ورحل منذ ما يقرب من 149 عاما ..!
***
بديهي.. أن تفتقر تلك المباراة إلى " الروح".. وإلى الدفء.. بل وإلى أبسط مقومات الحياة..والأسباب معروفة .. فهذا المناخ المتوتر الذي شاع بين قيادات الناديين الكبيرين .. ترك آثاره السلبية سواء على اللاعبين .. أو الإداريين.. أو المدربين بل امتد حتى حكمي المباراة نفسيهما اللذين هما من جنسية غير الجنسية.
بالله عليكم هل كنتم تتوقعون أن يقدم لاعبون من هذا النادي وآخرون من ذاك .. ما يمتع الجماهير وهم يتابعون أولا بأول "الكبار" وقد تبادلوا إطلاق شظايا "البعاد" .. والتي تمثلت من بين ما تمثلت في النيل من السمعة .. وفي الطعن في الكفاءة.. وفي الممارسة بصفة عامة..!
أنا شخصيا أتصور أن اللاعبين ذهبوا إلى برج العرب.. وقد نال منهم الإحباط نصيبا كبيرا.. ليس هذا فحسب.. بل اكتست وجوههم بالخجل من هول ما يسمعونه ويرونه.. مما دفعهم إلى التساؤل بينهم وبين أنفسهم :
هل معقول.. أن يكون هذا هو حال الوسط الرياضي عندنا الذي طالما ضرب به المثل .. وظل محط الأنظار في الداخل والخارج على مدى فترات طويلة من الزمان ..؟
***
ومع ذلك .. فقد أخذوا يسوقون التبريرات في محاولات يائسة لحفظ ماء الوجوه.. ومنها .. أن كلا من الحكمين.. كان خائفا من الآخر .. فاكتفيا باتباع الطرق التقليدية في اللعب التي لا تستهدف فوزا ولا تؤدي إلى خسارة..!
طبعا.. كلام ساذج .. وحجج واهية.. وليس مقبولا ترديدها على مسامع الجماهير التي تتمتع بوعي .. وبفهم .. وبإدراك حقيقي بما هو كائن وبما ينبغي أن يكون..!
أيضا.. هناك شبه إجماع على سوء أرض الملعب والتي شهدت سقوط اللاعبين في "جورات" المياه.. وتلك حقيقة لا يمكن إنكارها.. لكن ألم يكن الأولى بقيادات الناديين أن يتفقدوا أرض الملعب قبل إقامة المباراة لاسيما وأن الأمطار كانت تهطل على مدى اليومين السابقين وبالتالي يبدون رأيهم سواء سلبا .. أو إيجابا..!
هذا للأسف لم يحدث وبعد أن جرى ما جرى .. تفرقت الدماء بين القبائل كما يحدث في أمور أخرى كثيرة..!
***
لقد تابعت خلال الأيام الماضية.. تعليقات محبي وخبراء كرة القدم .. وأعجبني تصريح صدر من أحدهم يقول فيه .. إنها كانت سباحة في الهواء.. وليست مباراة للكرة فالأقدام "مخلعة".. والحماس مفقود.. والرغبة في الانتقام من القيادات لا يمكن إنكارها..!
***
المهم ..وماذا بعد..؟!
يعني بصراحة أكثر..إلى متى تظل "الرياضة" عندنا غير قادرة على استيعاب ما يجري في المجتمع..؟!
ها نحن نشاهد انطلاقة في الاقتصاد.. وفي السياسة .. وفي الاجتماع .. وفي التعليم.. وفي الصحة.. وكلها مجالات حيوية وبالغة التأثير في بعضها البعض..وإذا ما أتينا إلى هذا الجزء الحيوي والمهم.. نجد أن ثمة علاقة بين القائمين عليه وبين نقطة "الصفر" التي طالما لصقت بهم في مناسبات شتى..!
من هنا.. الحكاية ليست في استيراد مدربين أو لاعبين بمئات الآلاف من الدولارات.. ولا في التعلق بتلابيب من يدفع أكثر.. ومن يقدم هداياه بمبالغ هائلة ولا فيمن تفرغوا لغرس الأسافين بين الأندية من ناحية .. ووزارة الشباب والرياضة من ناحية أخرى ..!
صدقوني.. الرياضة في مصر تحتاج إلى هزة وهزة عنيفة جدا..من خلال برنامج إصلاحي شامل يعده ويتولى تنفيذه أو الإشراف على عمليات التنفيذ.. رجال محايدون .. فاهمون.. مجردون عن الهوى.. لا يخشون في الحق لومة لائم..!
..و..و..ونحن في الانتظار..!
***