دعوني أبدأ مقالي بطرح ثلاثة أسئلة مهمة تشغل بالفعل الرأي العام داخل مصر وخارجها.
*السؤال الأول: هل مصر تنتوي الدخول في حرب سواء ضد إسرائيل أو غيرها؟
*السؤال الثاني: ما هو الهدف الصريح والواضح من المناورات الحية التي يقوم بها الجيش المصري بين كل وقت وآخر لاسيما إذا افترضنا أن خيار الحرب ليس واردا حتى الآن؟
*السؤال الثالث: إلى متى تستمر مصر على موقفها إزاء القضية الفلسطينية وإصرارها على حلها حلا سلميا من خلال إقامة الدولتين بينما على الجانب المقابل هناك من انعدمت ضمائرهم وتمزقت البقية الباقية من حيائهم وأخلاقياتهم فأخذوا يشعلون النار أكثر وأكثر في الإنسان والحيوان والأشجار رافضين الانصياع إلى نداءات السلام بشتى ألوانها وأشكالها..؟
بالنسبة للسؤال الأول..فقد أجاب عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي مرات عديدة مؤكدا أن جيش مصر مسئول عن حماية أمنها القومي أولا وأخيرا.. ولا أحد يستطيع أن يفرض علينا حربا قد تحدد موعدها ومكانها وشكلها مسبقا..
مثلا.. قال الرئيس من بين ما قال إذا كان الجيش المصري قدر على تحقيق النصر المؤزر مرة فإنه قادر على أن يعملها كل مرة.
كما قال أيضا.. "الجيش المصري يبني ويصون ويحمي ولا يعتدي ثم في ظل الظروف الموجودة في المنطقة الآن مهم جدا أنك وأنت تملك القوة والقدرة أن تستخدمها بتعقل ورشد وحكمة ولا تطغى" .. وفي نصائحه لضباطه وجنوده يقول : "اوعى الغضب والحماسة تخليك تفكر بشكل تتجاوز فيه".
ثم عاد الرئيس ليقول:" أوضح أكثر اوعى أوهام القوة تدفعك إلى أن تأخذ قرار وتعمل إجراء وتقول بعد كده مكنتش داري كويس كنت مدفوع بغضبي بحماسة زيادة عن اللزوم".
كل هذا الكلام من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي قد حسم مسبقا الإجابة عن السؤال الأول.. التي تعني باختصار شديد أن قرار خوض الحرب أو عدم خوضها يأتي ممن يتولى زمام المسئولية والذي تتوفر لديه كل المعلومات والبيانات والاحتمالات التي تعكس أصول وقواعد المصلحة العامة.
***
أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني فالإجابة عنه لا تحتاج إلا لنوع من التحليل العلمي الدقيق خصوصا مع ما أعلنه الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة والذي يستند إلى أركان السياسة العامة للدولة المصرية حيث يؤكد وزير الدفاع أن القوات المسلحة المصرية قادرة على مجابهة أي تحديات تفرض عليها بفضل قوة وتلاحم الشعب المصري وقيادته الوطنية فضلا عن أن الدولة المصرية لها ثوابت لا تحيد عنها ولا تنحاز إلا لمصلحة الأمن القومي المصري..
***
يبقى السؤال الثالث وقد جاءت الإجابة عنه من خلال السؤال الأول والسؤال الثاني حيث تعود مصر للتأكيد على أنها حريصة على الحل السلمي للقضية الفلسطينية بقدر حرصها على حماية أمنها القومي وبذلك ستظل تقف بقوة وجرأة وشجاعة ضد أية محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرا وأيضا على من يتجرأ على الاقتراب من أراضيها.
***
في النهاية تبقى كلمة:
استنادا إلى كل تلك الحقائق السابقة فإني أقول لسفاح القرن بنيامين نتنياهو إن العنف والغرور والصلف كلها نقائص في طريقها للاختفاء اختفاء مبرما سواء أكان اليوم أو غدا دون الوصول إلى بعد غد.. لأن خزائن الغضب قد امتلأت عن آخرها ولم يعد هناك وجود إلا بإنهاء مخلفات عقود آن لها أن تختفي.
أيضا..أقول للسادة الأمريكان إن هذا الانحياز السافر لأعمال القتل والنسف والتدمير واغتصاب الحرمات لا يكون أبدا بهذه الطرائق التي تثير استفزاز الشعوب.. بل وتشعل نيران الغضب في صدورهم.. إذ كيف يا رجال تعدون قانونا أو قوانين تصدر عن الكونجرس بالتحقيق مع أعضاء المحكمة الجنائية الدولية بسبب حكمهم القضائي ضد نتنياهو ووزير دفاعه ..
أبدا.. أبدا هذا غير مقبول بل ولن يكون مقبولا في يوم من الأيام.
***
مواجهات
*القوة..إذا لم تسندها الحكمة أصبحت لا تساوي جناح بعوضة..
***
*نصيحة: لا تحاول أبدا الظهور بمظهر غير مطابق للحقيقة وإلا ستتكاتف عليك طوابير "الغربان" وتظل تطاردك حتى تلقي بنفسك في ماء النهر.
***
*"الغراب".. كائن سيئ الشكل.. مستفز الملامح وللأسف يتصور أنه صاحب صوت خلاب كلما أراد التعبير عن مشاعره..!
من هنا أرجوك.. أن تذبحه قبل أن يحاول التحليق فوق رأسك وأنت مستقر في النوم.
***
*جاءتني سهير ترجوني لأطلب لها العفو من عند حسن .
سألتها في حدة:
من أين وأي عفو وعلى أي أساس تأتين للقائي؟
ردت وقد اختنق صدرها بدموع العين:
آسفة إذا كنت اخترت الطريق الخاطئ فقد اكتشفت اليوم فقط أن حسن ليس إلا شخصية كرتونية وهمية يضحكون بها على عقول الناس.
***
*الأيادي التي تعودت على أن تتفكك في أحلك الظروف صعب وصعب جدا إعادة تشابكها من جديد..
***
*الآن نأتي إلى حسن الختام..
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم شاعر النيل حافظ إبراهيم:
أُعيذُكَ مِن وَجدٍ تَغَلغَلَ في صَدري
خَليلَيَ هَذا اللَيلُ في زَيِّهِ أَتى
فَقُم نَلتَمِس لِلسُهدِ دِرعاً مِنَ الصَبرِ
وَهَذا السُرى نَحوَ الحِمى يَستَفِزُّنا
فَهَيّا وَإِن كُنّا عَلى مَركَبٍ وَعرِ
خَليلَيَ هَذا اللَيلُ قَد طالَ عُمرُهُ
وَلَيسَ لَهُ غَيرُ الأَحاديثِ وَالذِكرِ
فَهاتِ لَنا أَذكى حَديثٍ وَعَيتَهُ
أَلَذُّ بِهِ إِنَّ الأَحاديثَ كَالخَمر
***
و..و..شكرا