مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 26 مايو 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

لم يكد يمضي على قرار محكمة العدل الدولية سوى دقائق معدودة حتى كانت الطائرات والصواريخ الإسرائيلية تدك منازل الفلسطينيين في رفح بل أضافت إليها أيضا كلا من بيت حمدان مع خان يونس ودير البلح فضلا عن هدم المستشفيات على رؤوس من فيها من جرحى ومرضى وأطفال لا يجدون شبرا واحدا في حضانة لم تعد صالحة للاستعمال من أساسها.
*** 
أيضا.. عندما أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أنه يسعى لإصدار أحكام ضد بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه بتهمة ارتكاب حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين هاج وماج السفاح الأكبر ومعه أعضاء حكومته من الإرهابيين وما في حكمهم معلنين في  بجاحة عدم اعترافهم بأحكام المحكمة الدولية ومحذرين أي دولة من دول العالم من تنفيذ قرارها وبالتالي الامتناع عن تسليم نتنياهو تحت وطأة أي ظرف من الظروف.
وكالعادة طار نتنياهو إلى واشنطن ليلتقي الرئيس بايدن محرضا إياه على معاقبة أعضاء المحكمة الجنائية الدولية وللأسف استجاب الرئيس وقرر تكليف الكونجرس بإعداد قرار بذلك..
 يعني ببساطة شديدة يريدون رغم أنف أي قوانين واتفاقات دولية وقانونية..تحويل الجاني إلى"ضحية" وليلقوا بآلاف الضحايا الحقيقيين وسط جحيم النيران.. لتشوى وجوههم وتمزق أجسادهم وأجساد أبنائهم وبناتهم بلا هوادة أو رحمة مع تهديدات مستمرة ودائمة باتخاذ إجراءات أقسى وأفظع.." واللي عاجبه"..!
*** 
كل ذلك يجري ويحدث أمام ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي يلقى النقد والهجوم من جانب الرئيس الأمريكي نفسه ورغم ذلك مازالت حقول الدماء تغطي شوارع وبيوت ورمال غزة وضواحيها ومخيمات اللاجئين الذين يفرون من الموت قصفا بالصواريخ لتقتلهم قنابل الطائرات وهاونات المدافع .. وأيضا لا مغيث..!
*** 
إذن.. والحال هكذا ماذا بعد؟!
الآن لم يعد هناك أي حل لذلك العدوان الضاري وتلك الهمجية التي تمارسها إسرائيل ضد أناس لا حول لهم ولا قوة سوى بإجبار حكومتها على التوقف عن إطلاق النار وكذلك كافة الأعمال الانتقامية لمدة لا تقل عن 45 يوما على سبيل المثال..!
وهنا يثور سؤال آخر ومن الذي يجرؤ على إجبار بنيامين نتنياهو على أن يفعل ذلك؟!
دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا.. ونقول أمريكا هي القادرة بحكم عوامل كثيرة وعلاقات مفتوحة ومشاعر دفينة وغير دفينة على إقناعه ولا أقول إجباره على وقف هذا العدوان الضاري وغير المسبوق في أي مكان بالعالم.
ولعل بايدن يكون بالفعل قد بدأ يخطو خطوات واقعية وعملية وجريئة حيث اتصل بالأمس بالرئيس عبد الفتاح السيسي معربا له عن تقديره وشاكرا الرئيس السيسي  على ما تبذله مصر من محاولات.. للوساطة بين الطرفين المتنازعين. المطلوب من الرئيس بايدن الآن الاستمرار في طريق التهدئة وغرس جذور من الثقة والتفاؤل وهي السياسة التي لم يتوقف الرئيس السيسي عنها يوما واحدا.
وأحسب أنه قد آن الأوان لإيقاف ضراوة الهوس الإسرائيلي وذلك الصلف والغرور والتجبر من جانب بنيامين نتنياهو وإلا اكتوت البشرية جميعها بنيران صديقة وغير صديقة في آنٍ واحد.
*** 
و..و..شكرا