سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " انتهى زمن الحكم بالميكروفونات ..والهتافات مدفوعة الثمن! "

بتاريخ: 04 أبريل 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

* انتهى زمن الحكم بالميكروفونات ..والهتافات مدفوعة الثمن!
*حزب أردوغان سقط فى أهم المدن »والوالى العثمانى« يتهم سلطاته بالتزوير..!
*مذيعوه الهاربون من مصر.. يحاولون تجميل الصورة بوجوه ضاعت منها حمرة الخجل..!
*بريطانيا.. حائرة ..بين الخروج والدخول .. لكن:
 يبقى الشعب صاحب القرار..!
*ليبيا.. عطشانة.. وميليشيات العراق.. يقيمون منافذ جمركية خاصة!
* أخيرًا..موظفو الحكومة يتحررون من جمود السنوات العجاف
*برافو جهاز حماية المستهلك في مصر.. تعهد بعدم إبرام صفقة الاستحواذ إياها.. إلا بعد أبحاث ودراسات
* المهندس أسامة الجنايني: لم يكن مفروضا .. الإعلان إلا بعد موافقة الجهاز..!
* المدارس الدولية.. انفلت عيارها.. والوزارة لا تشغل بالها..!
*محمد رمضان.. ومن يقف فى طريقه..؟!

زمـان.. كان الحكام في دول بعينها .. يعتمدون في علاقاتهم مع الجماهير علي الميكروفونات »الزاعقة« التي يبثون من خلالها خطاباتهم »الحماسية« والتي تقابل أيضا 

بهتافات أبلغ حماسا ترددها حناجر يتلقي أصحابها أجرا مقابل ما يؤدونه من أدوار..!
الأن.. تغيرت الـظـروف.. وتبدلت الأوضــاع.. وأصبحت الشعوب تتمتع بقدر من الوعي الكافي الـذي يمكنها من التفرقة بين الحق والــبــاطــل.. والــصــواب 

والـخـطـأ.. وبالتالي توارت »الأنظمة« التي تعتمد علي »الشعبية« المصنوعة لتحل محلها زعــامــات تتحلي بـالـصـدق وتمتنع عــن الـتـلاعـب بمشاعر الجماهير..! ومع 

ذلك .. مازالت بعض البقايا موجودة .. وتحتل مواقعها في الصدارة مستخدمة نفس أدوات عصور الستينيات والسبعينيات وما بعدهما ..! ولعل الرئيس التركي رجب 

طيب أردوغان يمثل أقرب نموذج لحكام تلك العصور السالفة..!
أردوغان يملأ الدنيا صياحا عن ديمقراطية حكمه.. وعـن الحقوق التي يتمتع بها أبناء شعبه.. بينما الواقع يؤكد العكس تماما.. ولعل ما حدث في انتخابات المحليات 

الأخيرة خير شاهد وأبلغ دليل ..!
لقد خاض حزب أردوغان المعركة الانتخابية بمرشحين في جميع الدوائر الذين لقوا تأييده ومساندته .. حيث كان يقوم بجولات بنفسه.. ليخطب في مؤتمرات الحشد 

والتأييد..!
ثم جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن أردوغان.. لقد سقط مرشحوه .. في أهـم المــدن وعلي
رأســهــا أنـــقـــرة.. وإسـطـنـبـول .. وأزمــيــر .. وأنطاكيا..!
طبعا.. لم يكن الوالي العثماني الجديد يتوقع تلك النتائج التي رأي أنها يمكن أن تهز عرش إمبراطوريته.. فهاج.. وماج.. وأوحي إلي أعضاء حزبه بالاعتراض بحجة أن 

العملية الانتخابية شابها التزوير علما بأن أردوغــان نفسه هو الذي سبق أن قال في اليوم السابق إنه عرف أسباب تفوق الحزب المنافس وسيعمل علي تلافيها..!
طبعا.. واضح أن الهزيمة ثقيلة خصوصا وأن كلا من أنقرة وإسطنبول تمثلان أهمية بالغة.. فالاولي هي عاصمة البلاد وظلت علي مدي 16 عاما في قبضة حـزب 

العدالة والتنمية الذي هو حزب الرئيس .. كما أن الثانية تحتل مكانة عزيزة في قلبه حيث كان يوما رئيسا لبلديتها..!
علي الجانب المقابل.. فقد انبري مذيعو قنواته التليفزيونية الهاربون من مصر.. لتقديم المــبــررات الـسـاذجـة للهزيمة وقــد سقطت عن وجوههم حمرة الخجل.. فتارة 

يلقبونها بالديمقراطية.. وتارة أخري يلمحون بالتزوير .. وتـارة ثالثة.. لا يجدون ما يقولونه .. سوي ترديد كلام فـارغ لا معني لـه.. ولا جـدوي ولا فائدة..!
والسؤال الان:
هـل يستمر أردوغـــان فـي سياسة الغرور الــكــاذب.. متصورا أنـه الزعيم الأوحــد.. وحامي حمي البلاد والعباد.. أم سيثوب إلي رشده ويعرف أن التهليل والتصفيق.. 

لا يقيمان دولة .. بل يؤديان في النهاية.. إلي الانهيار الذي ال مفر له..!
..و.. والايام بيننا..!
>>>
وليأخذ أردوغـــان بريطانيا مثال.. فها هي رئيسة الـــوزراء عاجزة عن تمرير الاتفاق الــذي سبق أن عقدته للخروج من الاتحاد
الأوروبـــي والشعب فـي النهاية هـو صاحب الـقـرار الأصـيـل.. فبين كـل يـوم وآخــر تدعو البرلمان للاجتماع..للحصول علي موافقته.. لكن مشروعها قوبل بالرفض 

.. وها هي الأن حائرة بين الخروج بصفة كاملة أو الاستمرار فـي عضويتها.. لكنها أيــضــا.. تنتظر رأي الجماهير..!
وتـلـك هـي نظم الحكم الـسـديـدة والرشيدة ..حيث لا يتخذ قرار واحد إلا من خلال الأغلبية وذلــك بعد مناقشات وحـــوارات تشارك فيها كل فئات المجتمع.. وحتي إذا 

استمرت أصوات الاحتجاج بعد موافقة الأغلبية .. يصبح الاستفتاء الشعبي.. الخيار الوحيد.. وهذا ما قد يلجأ إليه
البريطانيون لاحقا..!
>>>
والان .. دعونا نعرج إلي الجيران.. والأشقاء.. إلي من يعتبر أمنهم.. امتدادا لأمننا القومي وأول هؤلاء ليبيا..ليبيا ذات الثروات الهائلة من النفط .. والتي أصبح أهلها 

الأن يعانون من البطالة ومن التشتت ومن الإرهاب.. ومن نقص السيولة المالية..!
أمـــــا الأدهـــــــي والأمـــــــــر.. أنـــهـــم بـــاتـــوا يشكون«العطش«..!
تصوروا 75 ٪من سكان ليبيا الأن لا يجدون المـاء الـذي يشربون.. بعد أن تحطمت البنية الأساسية بما فيها من شبكات المياه.. وبعد أن سيطر الإرهابيون علي مناطق 

الأبار الجوفية ثم دمروها تدميرًا.. وتتركز الأزمة في كل من طبرق والبيضاء ومرادة وهي مدن ..يستيقظ أهلها صباحا فـلا يـجـدون ســوي الجفاف يحوطهم من كل 

جانب..!
وللأسـف.. لا أحـد يعرف إلـي متي تظل تلك الأزمـة العاتية خصوصا في ظل عدم وجود خطة متكاملة مــن شأنها إعـــادة إصـلاح المـحـطـات بحيث تلبي احـتـيـاجـات 

سكان الشريط الساحلي.. وإيجاد السبل الكفيلة بإحياء صناعة تحلية مياه البحر الأمر الذي يحتاج إلــي رؤوس أمـــوال ضخمة يصعب توفيرها حاليا..!
>>>
ولننتقل من ليبيا.. إلي شقيقها العراق الذي تبذل حكومته ـ إحقاقا للحق ـ أقصي الجهد من أجل العمل علي استقرار الأوضـاع وعلي تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع 

مواطنيه..  لكن مـاذا عساه أن يفعل .. والاحـتـلال ترك بؤرا عديدة.. والصراعات العرقية تقف حائلا دون إقامة المـشـروعـات.. أو الاستفادة من الاستثمارات..!
أمــا.. ما يثير الدهشة والعجب.. بل والألـم والحزن.. أن قامت بعض الميليشيات بإنشاء منافذ جمركية خاصة علي الحدود .. وأخذت في تحصيل الرسوم لصالحها 

لتحرم الحكومة مـن دخــل كبير.. يـدخـل جـيـوب العصابات والمارقـين الذين مـازالـوا حتي الأن يجولون ويصولون في حرية وتحد صارخ..!
>>>
والأن.. لنتوقف أمـــام أحـوالـنـا فــي مصر المحروسة.. وهي أحوال تتقدم يوما بعد يوم.. حيث يسود الاستقرار والأمـان.. والحمد لله.. وحيث أصبح المواطن حريصا 

علي المشاركة فـي إعـــادة بـنـاء وطـنـه مشاركة إيجابية .. وفعالة..!
وكنت قـد أثــرت فـي نفس هــذا المكان منذ أيـــام حكاية اسـتـحـواذ شـركـة اوبـــر للنقل علي منافستها شركة كريم وقلت إن هذا الاستحواذ قد يخلق نوعا من 

الاحتكار.. مما يضر بمصالح الناس..!
علي الفور.. أعلن جهاز حماية المستهلك ومنع الاحتكار أن الاتفاق الذي أبرم بين الشركتين.. لن يتم تنفيذه إلا بعد موافقة الجهاز الذي قام بدوره باستطلاع آراء الجمهور 

والسائقين وكذلك الشركات الصغيرة التي استثمرت أموالها مؤخرا في هذا السوق الواعد..!
كلام جميل وطيب وإن كان المهندس أسامة الجنايني الذي سبق أن شغل مواقع قيادية في العديد من شركات قطاع الاعمال والقطاع الخاص يري أنه لم يكن من 

الواجب.. الاعلان عن الصفقة قبل الحصول علي الموافقات اللازمة..كما طالب الجهاز بوضع المعايير التي تحفظ حقوق المستهلكين قبل إصـدار الترخيص.
وأنا شخصيا أحسب أن الاجراءات االاحترازية ضرورية ولازمة .. قبل أن نفاجأ بما لا يرضينا
ولا يحقق لنا ما نبتغيه..!
وفي كل الاحوال .. نحن في الانتظار..!
>>>
ومن قضايانا الداخلية المثارة علي الساحة تتعلق بالمدارس الدولية التي تفرض مصاريف باهظة وتـصـر علي تحصيلها قبل الموعد بشهور .. وشهور وكأنها تصر علي 

أن تضرب عرض الحائط بتوجيهات وتعليمات وقرارات وزارة التربية والتعليم ..!
آخر نوادر هذه المدارس.. إرسالها.. إيميلات شــديــدة اللهجة لاولــيــاء الأمـــور تطالبهم بسداد مصاريف العام القادم الذي يبدأ في شهر سبتمبر .. أي بعد حوالي ستة 

شهور.. مهددة إياهم بفصل الأبناء .. إذا لم ينفذوا الفرمانات الدكتاتورية..!
نعم.. قد يقول قائل إن هذا النوع من المدارس لا يلتحق به إلا أبناء القادرين .. ونحن إذا افترضنا ذلك جدال.. فهل من المنطق .. أو من القانون.. أو من الانضباط أن 

تتعرض تلك الفئة للاستغلال وعلي قبول الأمر الواقع دون أدني مناقشة..!
ثم..ثم.. لماذا تصمت وزارة التربية والتعليم لتبدو وكـــأن الأمـــر لا يهمها.. أو كــأن هذه المــدارس تحظي بالحماية .. والمساندة دون غيرها..؟!
سـيـادة وزيــر التربية .. المــســاواة مطلوبة.. وأيضا.. المظلة الحكومية لا ينبغي أن تغيب تحت وطأة أي ظرف من الظروف..!
>>>
أخيرا.. لقد احتفظت بحسن الختام.. لهذه الحركة الضخمة من ترقيات موظفي الحكومة وتحسين مستواهم.. ورفع الأعباء عنهم..!
لقد توقفت الترقيات في الحكومة منذ سنوات عـديـدة مضت .. وتــم الاكـتـفـاء بالعلاوات الدورية التي لم تكن تحرك المرتبات إلا بالنذر اليسير..!
الأن.. بعد قـرار الرئيس السيسي .. انفتحت طاقات الأمـل.. وتحررت الدرجات الوظيفية من الجمود وأصبحت الأجور تقترب إلي حد كبير من الأسعار .. وتلك غاية 

طالما تمنيناها نحن جميعا وليس موظفي الحكومة وقطاع الأعمال فحسب.
لـــذا.. فالشكر واجـــب.. والتحية ضـروريـة.. والتقدير يستحقه صاحب الفضل بلا تحيز .. ودون مجاملة.
>>>
..و..وأرجــو أن تلتمسوا لي العذر.. لأني بعد ما كتبت هذا المقال بما فيه الخاتمة المتفائلة المضيئة.. طاردتني الإيميلات ورسائل الواتس أب التي يطالب أصحابها 

بتفسير ظاهرة محمد رمضان والتي تجلت في أوضح صورها من خلال الحفل الذي أقامه مؤخرًا..!
بصراحة.. أنـا لست ضد محمد رمضان .. وأيضا لست من مؤيديه شأني شأن الكثيرين فالرجل حقق نجاحا وشهرة وموقعا متميزا علي الخريطة الفنية بجهده 

واجـتـهـاده ومثابرته .. وهو الابن الفقير .. لأسرة أشد فقرا الأمر الذي يحسب له .. لا عليه..!
لكن هذا النجاح ـ للأسف ـ اصطدم كالعادة .. بغل الحاسدين .. والحاقدين والجالسين القرفصاء ينتظرون أن تسقط الأشجار عليهم رطبا جنيا.. وقطعا لن تسقط..!
علي الجانب المقابل.. فهناك من يعترض علي سيناريو »عـرض رمضان« الأخير متهمينه بـالـخـلاعـة.. تـــارة وبـالإبـاحـيـة تـــارة ثانية.. وبتشجيع البلطجة تارة ثالثة..!
كلها تحفظات لها وزنها.. لكن يبقي السؤال:
وهل هو المسئول وحده عن تأصيل الظاهرة.. أم تشاركه المسئولية جهات أخــري داخـل المجتمع..؟؟
.. و.. ولا تعليق..!
>>>
و.. و.. وشكرا