مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 30 مايو 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

تقرير سياسي عن أحداث الساعة
الصين.. لماذا الآن؟
68 عاما على الاعتراف بحكومة بكين وإقامة أول علاقات دبلوماسية 
رئيس الصين .. حرص على أن تكون زيارة الرئيس السيسي زيارة دولة تؤكد جوهر ومعنى منتدى التعاون العربي الصيني
الرئيس السيسي.. بدا وكأنه يدافع عن القضية الفلسيطينية حتى ولو في الصين
فعلا.. اتفقوا في بكين مع كل مواقف مصر.. مشجعين ومساندين 
بالمناسبة.. الصين دولة لا يستهان بها على الخريطة الدولية
والأمريكان.. والأوروبيون يقيمون لها ألف حساب وحساب
..وهذه صورة حضارية مضيئة للجمهورية الجديدة
من التجلي الأعظم.. وحتى توشكى
*********
في السياسة النظيفة كل شيء لابد أن يجري بحساب دقيق.. وإلا لا قدر الله تتحول إلى العكس والنقيض والقائد الذي أقام حكمه على العدل والنزاهة والحكمة لابد أن يجد له مؤيدين ومناصرين يتبعون نفس مبادئه ونفس الثوابت التي يدعو إليها دائما بل يعمل على تأكيدها يوما بعد يوم..
ووفقا لتلك المفاهيم فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي حينما يقوم بزيارة لدولة ما فإنما يحرص مسبقا على أن تسفر عن نتائج أساسية تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين لاسيما إذا كانت هذه العلاقة قائمة من قبل على مبدأ عدم تدخل أحد الطرفين في شئون الآخر وعلى تأكيد الاحترام المتبادل بينهما .
من هنا فإن الزيارة التي يقوم بها الرئيس السيسي حاليا للصين تخضع لتلك المبادئ والأسس والتي تمثلت في هذا الاحتفاء المبهر من أول هبوط طائرته للمطار ثم مراسم الاستقبال ثم ما بدا واضحا أمام خط سير المباحثات سواء التي اقتصرت على الرئيس فقط أو التي امتدت بعد ذلك لتشمل الأعضاء من الجانبين والذين روعي اختيارهم بكل دقة حتى تصل إلى قاطرة العمل والأمل إلى المحطة المأمولة والتي تكون حاليا مبشرة بالخير الوفير.
*** 
وما يلفت النظر أن تأتي هذه الزيارة في ذكرى مرور 68 عاما على إقامة أول علاقة دبلوماسية بين مصر وبكين وهي العلاقة التي اهتزت لها وقتئذ بلدان الشرق والغرب حيث سجلت اعتراف مصر رسميا بدولة الصين الشعبية والتي كانت تلقى اعتراضا دوليا من جانب الكثيرين لاسيما في أمريكا وأوروبا بل وفي آسيا ذاتها.
ويذكر التاريخ أن يوم 18 مايو عام 1956 كان بمثابة يوم عيد لدى الصينيين واستمر على هذا النحو حتى عندما كانت تتخلله عقبات ومطبات إلا أنها غالبا ما كانت تمر دون أدنى تداعيات سلبية.
*** 
أعود لأقول إن الرئيس عبد الفتاح السيسي اختار هذا التوقيت لزيارة الصين كنوع من التجديد لعلاقات قديمة قوية راسخة بفضل هذه السياسة. 
*** 
أيضا.. ولأن الحكم في الصين الآن.. أصبح يحتل قاعدة موسعة تشمل الكثير من الاتجاهات والتوجهات بحيث أصبح مثار إعجاب وتقدير الكثير من المؤسسات الدستورية وأكاديميات البحث في مناطق شتى فإن القرارات التي تصدر عن مؤسسة الرئاسة في الصين لابد وأن تكون مدروسة بعناية وفائقة.
لذا.. حينما وجه الرئيس الصيني الدعوة للرئيس السيسي لزيارة بلاده حرص على أن تحمل صفة زيارة الدولة التي تتسم بمقومات وصفات مؤثرة عن غيرها من الزيارات ليس هذا فحسب بل راعت الحكومة الصينية أن تكون زيارة الرئيس السيسي متزامنة مع اجتماعات المؤتمر العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني والذي افتتحه كل  من الرئيس السيسي والرئيس شي جين بينج وسوف تتم مناقشة أكثر القضايا حيوية من خلال هذا المؤتمر والتي يشارك فيها متخصصون صينيون مع نظرائهم العرب  ويتوقع الجميع أن الخطوات الجادة التي تخطوها الصين مع مشاركة قوى عديدة سواء داخل المنطقة الآسيوية أو خارجها ستأتي بنتائج إيجابية لصالح الشعوب بصفة أساسية.
*** 
ثم..ثم.. فإن هذا الجهد الخارق الذي يبذله الرئيس عبد الفتاح السيسي في سبيل إنقاذ الفلسطينيين من المعاناة التي يعيشونها على يد سفاح القرن بنيامين نتنياهو وسعيه الدائب والمستمر لوقف إطلاق النار واقتناعه البات والقاطع بضرورة حل الدولتين.
كل تلك المهام التي أخذها الرئيس على عاتقه وضعها على مائدة الحوار مع الزعماء الصينيين حيث شرح الرئيس باستفاضة كل ما يجرى على أرض الواقع الآن والكوارث المنتظرة مستقبلا.. حيث بدا الرئيس وكأنه يبحث عن الحل حتى ولو في الصين  .. بالفعل أصدرت الصين أمس تصريحات بالغة الوضوح وشديدة التأثير وكلها متفقة مع ما ينادي به الرئيس عبد الفتاح السيسي وموضحة أكثر وأكثر موقفها بالنسبة لحل الدولتين ومنع تهجير الفلسطينيين قسرا مع حماية الأمن القومي المصري..
*** 
وغني عن البيان أن الصين دولة لا يستهان بها على خريطة السياسة الدولية بل إنها المنافس الأقوى للولايات المتحدة الأمريكية في تسيير  دفة العالم مما يجعل أمريكا حريصة على أن تقيم معها جسورا من العلاقات التي إن لم تكن قد وصلت إلى الحد المطلوب إلا أنها  تخشى معاداتها في مواقف كثيرة وبالتالي فإني شخصيا أرى أن أمريكا سوف تتوقف برهة أمام القضية الفلسطينيىة قبل أن تعيد التعامل معها بأسلوب مختلف في ضوء التصريحات الصينية. 
ودعونا نرقب وننتظر.
*** 
والآن اسمحوا لي أن أنتقل إلى محطة تستحق التأمل والبحث والدراسة هذا الاهتمام الزائد من الدولة إلى كل من منطقة التجلي الأعظم وصولا إلى توشكى.
دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا ونقول إن منطقة التجلي الأعظم هذه كان مفروضا أن تلقى الاهتمام والرعاية منذ مئات السنين .. إنها المنطقة التي كلم فيها موسى عليه السلام رب العزة والجلال.. والمنطقة التي شهدت دكة الجبل عندما استمع موسى إلى الله وهو يقول:"قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا".
هذه المنطقة تعد الآن لتصير بالفعل مزارا عالميا ومقصدا سياحيا  نادرا.
 الدولة في مصر الآن رصدت مليارات الجنيهات لتكون منطقة التجلي الأعظم مثار إقبال الملايين من السياح .
بصراحة لا نعرف ماذا كان يقف في سبيلنا حتى لا ننظر هذه النظرة المتأملة لأهم مقاصد بلدنا.
أما فيما يتعلق بتوشكى فأعيد وأزيد أنها تحتاج إلى ملف كامل وأكتفي بالقول اليوم إن هذا المشروع العملاق بعد أن توقف توقفا كاملا لعدة سنوات جاء الرئيس يأمر بأحيائه من جديد وإن شاء الله سيكون مصدر خير وفير على مصر والمصريين
*** 
و..و..شكرا