مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 06 يونيو 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*قراءة مسبقة.. في أوراق التعديل الوزاري
*نصيحة للدكتور مدبولي: لا تتمسك بمن يتمنى "الشيء" ويتظاهر برفضه
*ومن يعترف بالخطأ قل له شكرا وكفى!!
*نسبة المرأة ضرورية ولكن.. في فورمة جديدة
*شكرا لمن أسهموا في رفع الاحتياطي النقدي إلى 46 مليار دولار وأكثر
*57 عاما على هزيمة يونيو1967
لماذا الخجل من تذكرها؟!
*نعم.. هدمت الجبال لكنها لم تطفئ جذوة الكبرياء!
*الرئيس السيسي أعاد بناء الإنسان والمكان
***************
طبعا.. الكلام في مصر لا يتوقف فيما يتعلق بالتعديل الوزاري الجديد وكالعادة كل من له صلة مباشرة بهذا التعديل وأيضا من ليس له أدنى صلة الكل يدلي بدلوه والذين تخصصوا في الإفتاء فيما لهم به علم أو ليس لهم يحولون التوقعات إلى حقائق قائمة ويتابعون ما يصدر عن شبكة المعلومات التكنولوجية المسماة بالنت.. معلومات يعتبرونها مسلما بها في حين أن كل ما ينشر في هذا الصدد ليس له أي أساس من قريب أو من بعيد..!
إنها عادة المصريين الذين يبدون متحمسين لأشياء بعينها تحمسا بالغا ثم سرعان ما يهدأ هذا الحماس ويفتر بعد أن ينتهي الحدث أو الأحداث إما بحكم المدة أو الوصول إلى النتائج النهائية بصرف النظر ما إذا كانت تتفق مع أهواء وميول البعض أو لا تتفق.
***
لكن ما لا يمكن إخفاءه أن د.مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المكلف بإجراء التشكيل قد بدأ اتصالاته بالفعل ببعض الذين يريد ضمهم إلى حكومته الجديدة أو من أدوا دورهم وأصبح من الواجب أو من الملائم توجيه الشكر لهم وجها لوجه.!
وفي هذا الصدد أقول للدكتور مصطفى مدبولي نصيحة خالصة ألا تتمسك بشخص يبدي لك أنه عازف عن قبول أي منصب رسمي في نفس الوقت الذي يتمنى في قرارة نفسه أن يكون ضمن الهيئة الحاكمة التي يتمتع المنضوون تحت لوائها بالسلطة وبالأبهة والعظمة.. والتميز.. وكلها أشكال وألوان تستهوي البشر.. أي بشر في أي مكان يكونون..
أيضا.. قد ينبري وزير من الوزراء الحاليين لتقديم أسفه واعتذاره عن قصور بعينه شاب أداءه في العمل .. مثل هذا النموذج يكفيه كلمة شكر إذ لماذا لم يقدم على مثل هذا التصرف الحضاري في وقت ملأت الثقة قلبه بالاستمرار في المنصب أبد الأبدين؟!
***
أيضا كم نتمنى ألا يضع د.مدبولي في حسبانه كل من له عيادة طبية خاصة أو مكتب هندسي أو مكتب محاماة أو محاسبة..أو..أو .. هذه النماذج يتعهد أصحابها بوقف نشاطهم شبه التجاري فور توليهم المنصب الوزاري وهو مقعد لا يدوم طويلا، إذ سرعان ما تصبح العيادة أو المكتب مصدر دخل يفوق أضعافا وأضعافا الفترة السابقة وطبعا كله مجاملة للسيد الوزير الذي يدير النشاط من وراء ستار .. إما عن طريق ابن أو ابنة له أو صديق أو قريب المهم الأبواب لم تغلق.
***
أما بالنسبة للعنصر النسائي في الوزارة الجديدة فالأفضل أن يقع اختيار رئيس الوزراء المكلف على سيدات أو آنسات لم يشغلن الموقع من قبل حتى يضمن أنهن جئن لأداء عملهن بكل إخلاص وصدق.. لا أن يضيعن الوقت في سباق من أجل الموضة ومن التي تمسك بحقيبة يد من أرقى الماركات العالمية ومن ترتدي زيا لا تقدر عليه الأخرى.. وبالتالي يضيع الوقت في هامشيات ما أنزل الله بها من سلطان.
أما في ظل التغييرات الجديدة فالمهم أن يأتي تغيير المرأة وهو تمثيل ضروري بأفضل النتائج.. وأحسن العناصر والحمد لله لدينا منهن الكثيرات.
***
والآن اسمحوا لي أن أتحدث معكم عن إنجاز حقيقي حدث في مصر خلال الشهور الماضية وتجلى بفعالية وافتخار هذه الأيام أعني بهذا الإنجاز ذلك المبلغ المحترم الذي وصل إليه احتياطينا من النقد الأجنبي والذي يؤكدون أنه لم يحدث على مدى الـ27 عاما الماضية.
نعم.. وألف نعم.. إن 46 مليار دولار وأكثر إنما يسجل كافة بشائر الخير على أن اقتصادنا يسير والحمد لله في اتجاهه الصحيح وأن الذين يديرون الأعمال المصرفية والبنكية أثبتوا كفاءتهم بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
أين كنا عندما هبط هذا الاحتياطي إلى أقل من 20 مليارا ..؟!
ألم يعتصر الألم قلوبنا وقتئذ؟!
الآن انتصرنا على أنفسنا والحمد لله .. وحقا ألف حق.. الله سبحانه وتعالى لا يضيّع أجر من أحسن عملا.
***
ثم..ثم.. فلنطرح على أنفسنا سؤالا من الأهمية بمكان وأحسب أن هذا وقته بحكم التسلسل الزمني..
السؤال يقول:
تشاء الظروف أن يوم أمس صادف الخامس من يونيو وهو يوم حينما تأتي سيرته على ألسنتنا نشعر بغصة في الحلوق ونتمنى محوه من الذاكرة فهل نكون عندئذ على خطأ أم على صواب؟!
في رأيي أننا يجب ألا نسقط من الذاكرة هذا اليوم الكئيب والذي دفعنا فيه من أرواحنا ورجالنا وأبنائنا وأموالنا ومعداتنا الكثير والكثير..لكن فلنحمد الله سبحانه وتعالى أننا استطعنا انتزاع النصر بعد ذلك بنحو ست سنوات وهو نصر لم يكن ممكنا أن يتحقق إلا بعد أن استوعبنا الدرس واجتهدنا وثابرنا وصبرنا وسجلنا في تاريخ العسكرية العالمية ما تسمى بحرب الاستنزاف التي لا ننكر أن الهزيمة القاسية في يونيو 1967 هي التي دفعتنا لشن تلك الحرب التي مهدت للنصر الأعظم في 6 أكتوبر 1973.
وللعلم.. لا توجد أمة في العالم إلا وتعرضت للهزيمة التي اتخذت منها سلاحا ناجعا لتحقيق النصر.
واليوم وبعد مرور 57 عاما من الزمان نترحم على شهدائنا الأبرار الذين دفعوا حياتهم في سبيل العزيزة مصر ونشكر القائد الذي قدم لجيشه وشعبه كل الإمكانات حتى ارتفعت في عصره.. عصر الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلام الفخار والتقدم والعبور إلى أوسع الآفاق وأرحبها.
وفي النهاية دعونا نقول إن هزيمة يونيو1967 إذا كانت قد أدت إلى هدم الجبال الشامخة فإنها على الجانب المقابل لم تطفئ جذوة الكبرياء للمصريين وأكدت عزتهم ورفعت هاماتهم إلى عنان السماء..
 والحمد لله رب العالمين.
***
في النهاية تبقى كلمة:
هذه هي مصر دائما رمز الحضارة والمجد التليد .. مصر التي وهبها رب العزة والجلال واحدا من أبنائها ليعيد بناء الإنسان ويزيد من عمار الأرض.. ويقابل التضحية بتضحيات والوفاء بمزيد من الوفاء.
إنه الابن المخلص عبد الفتاح السيسي..
حماه الله.
***
و..و..وشكرا