مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 08 يونيو 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*هل من رجال عقلاء يوقفون نزيف الدم؟!
*لماذا تتلكأ حماس في إعلان موافقتها.. وإلى متى يصر نتنياهو على الاستمرار في عناده؟!
*القتلى والشهداء والجرحى .. أصبحوا مادة للدعاية الانتخابية..!
*أمس هلّت على البشرية أفضل أيام الدنيا.. فليطمئن الفلسطينيون بعد هذا البلاء سيحققون النصر..
هلت على البشرية أمس أفضل أيام الدنيا وأقصد بها العشر الأوائل من شهر ذي الحجة والتي تعد من أفضل الأيام التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه والتي أقسم بها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:" وَالْفَجْرِ ۝ وَلَيَالٍ عَشْرٍ " ولقد ركز الأئمة في معظم مساجد مصر على فضل هذه الأيام والتي قال عنها الرسول الكريم:" ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللَّهِ ولا أحِبُّ إليهِ العملُ فيهنَّ من أيَّامِ عشرِ ذي الحِجَّةِ فأَكثِروا فيهنَّ منَ التَّسبيحِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ والتَّهليلِ".
ليس هذا فحسب بل إن الله سبحانه وتعالى عندما يبتلى عباده ابتلاء ربما يعتبره البعض أليما وموجعا فإنما يمهلهم حتى يوم يستعيدون فيه مكانتهم ويستردون ما فقدوه في مرحلة الابتلاء.
لذا.. أقول للإخوة في غزة إنه كلما طغى بنيامين نتنياهو في العدوان عليهم سوف يتحقق لهم إن آجلا أو عاجلا النصر المبين بفضل الله وكرمه.
*** 
ومع ذلك أليس هناك من رجال عقلاء يعملون على وقف نزيف الدم المستمر منذ يوم 7 أكتوبر الماضي وحتى كتابة هذه السطور؟!
بالله عليهم.. لماذا يتلكأ زعماء حركة حماس في قبول مقترح وقف إطلاق النار؟! هل يريدون مزيدا من الضحايا والمصابين والمشردين والجوعى لاسيما والناس في معظم بقاع الأرض ينتظرون في لهفة وشوق عيد الأضحى المبارك..؟!
 نفس الحال بالنسبة لسفاح القرن بنيامين نتنياهو الذي لابد وأن يعترف بأن ما كان يهدف إليه من الحرب ضد غزة لم يتحقق على أرض الواقع وأنه لم يستطع إبادة أعضاء وكوادر حركة حماس كما كان يردد من قبل بل لم يقدر على تركيع أهالي غزة.. 
إذن لماذا المكابرة؟!
هل هو يقدم على كل هذا الهوس في محاولات يائسة لإنقاذ نفسه من براثن أعدائه ومعاونيه في إسرائيل ذاتها بل من المطالبين بمحاكمته من الأغلبية العظمى من مواطني دولته المهترئة ماديا وجسديا ومعنويا..؟!
عموما نصيحتي لكل الأطراف حكموا عقلكم اليوم قبل غد وإلا ستصبح المصيبة بالنسبة لكم جميعا أعظم وأعظم.. 
*** 
ما لا يريد أن يفهمه الطرفان المتحاربان أن هذه الحرب الضارية قد أصبحت مادة دسمة للإتجار بكل ما هو مستباح وغير مستباح والدليل أن بعض مسارح مدينة نيويورك الأمريكية بدأت تقدم مسرحيات مليئة بالتهكم على هؤلاء وأولئك .. الأكثر والأكثر أنها دخلت ضمن الحملات الانتخابية للرئاسة .. وها هو الرئيس السابق دونالد ترامب أخذ يزيد النيران اشتعالا قائلا إن جميع الأسرى لدى حماس قد تم قتلهم الأمر الذي لم يكن يحدث لو ظل في موقعه رئيسا لأمريكا.. أما وأن بايدن هو الرئيس فلا تتوقعوا منه خيرا.. 
يعني الكارثة باتت لا تهم إلا من يدفعون كل يوم من أرواحهم وممتلكاتهم ومعداتهم وسمعتهم الكثير والكثير .. فمن يقرأ.. ومن يسمع؟!
*** 
والآن اسمحوا لي أن أنتقل بكم إلى مصر الغالية .. مصر التي تتمتع الآن -والحمد لله- بكل مقومات الأمن والأمان والاستقرار والتفاؤل والأمل.. 
مصر تنتظر التشكيل الوزاري الجديد الذي يعده د.مصطفى مدبولي والذي لابد أنه أوشك على الانتهاء من اختيار الوزراء الجدد الذين يشاركونه المسئولية خلال المرحلة الزمنية القادمة.
ورجاء.. رجاء.. للدكتور مدبولي أن يحسن الاختيار وألا يأتي إلا بمن هم فعلا أهل للمسئولية.. ويضع في اعتباره أنه في بعض الأحيان لا يصادف الاختيار أهله وعندئذ تتفاقم المشاكل ويضرب الناس أخماساx أسداس حول معايير الاختيار وأسس المفاضلة بين هذا وذاك وفي النهاية لا يصلون إلى إجابات مقنعة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ويأتي تغيير أو تعديل وزاري جديد..
*** 
وما دمنا في أرض المحروسة العزيزة فلابد أن نتعرض لمباراة الكرة التي جرت أمس بين المنتخب المصري ومنتخب بوركينا فاسو.. وإنصافا للحقيقة ودون تحيز أو مجاملة من أي نوع فإن الصورة التي ظهر عليها المنتخب في مباراة أمس تفوق كثيرا عن نظيرتها أيام المدرب الأجنبي البرتغالي فيتوريا والدليل ذلك الأداء المتميز في الشوط الأول من جانب المنتخب المصري وهذا يكفي في المرحلة الحالية لكن هذا يقودنا إلى إقرار مبدأ هام وثابت يقول.. المدرب المصري في جميع الظروف أفضل وأحسن وهذا ما ثبت في وجود حسام حسن رغم أن البعض حاول الوقيعة بينه وبين العالمي محمد صلاح.
يا سادة.. يا سادة.. أرجوكم اتركوا أعضاء المنتخب دون أسافين وإثارة مشاكل لا معنى لها فربما نصل إن شاء الله إلى مونديال كأس العالم القادمة.
*** 
في النهاية تبقى كلمة:
ترى.. لو أن القتال توقف في غزة ولو أن بنيامين نتنياهو عاد لصوابه أو توقف عن هوسه وجنونه هل يمكن أن تصير الأوضاع إلى الأحسن..؟!
بديهي نعم.. لكن في ظل العلاقات الإنسانية المعقدة سواء عند هؤلاء أو لدى أولئك فإن مساحة التفاؤل تقل تدريجيا.
يعني.. بوضوح أكثر الفلسطينيون لابد أن يتصالحوا مع بعضهم البعض.. والإسرائيليون تقع عليهم مسئولية اختيار رئيس وزراء جديد ومع ذلك.. دعونا نرقب وننتظر.
*** 
          مواجهات 
*دكتور شوقي علام مفتي الجمهورية وعالم علماء المسلمين .. مثقف وواعٍ ومدرك لحقائق الأشياء والأهم والأهم وسطي النزعة.
لماذا لا تسلط عليه أضواء الحق التي يستحقها بعيدا عن المجاملات أو الاستثناءات أو الوساطات؟!
*** 
* المصالحة مع النفس أولا وبعد ذلك تفكر في المصالحة مع الآخرين لسبب بسيط أن فاقد الشيء لا يعطيه ..!
*** 
*ثبت بكل الأدلة القاطعة أن الحب بالفعل بمثابة شجرة ترويها دموع الفرح أحيانا ودموع الندم أحيانا أخرى..وبدون هذين النوعين من الدموع تفقد الشجرة الحياة حتى ولو طال بها العمر سنوات وسنوات.
*** 
*المفكر والصديق الصدوق المصري مبروك بركة  يسأل:
كنت قادما من عين السخنة إلى القاهرة وفي عز الحر رأيت شبابا شغالين في مشروع النقل السريع.. ألا توجد كاميرا تلتقط لهم صورا ناطقة ونابضة بالحياة عسى أن يستيقظ شباب الرفاهية..؟
عندك حق.. يا صديقي العزيز.
*** 
*ولقطة أخرى من وحي الأخ مبروك:
بعيدا عن إعلام الطبخ والتخسيس والثرثرة والنميمة وشاكوش وحمو بيكا وشيرين وياسمين .. التحية واجبة لرجالنا وأبطالنا الرابضين على الحدود والمتواجدين في بطن الجبال ولا تحية للنائمين  والكسالى من الشباب أبو توكة والبنطلونات الساقطة والوسط المخلّع!!
*** 
*صديقي أو من كان صديقي تجاوز كل خطوط النذالة الحمراء وغير الحمراء ومع ذلك يصر على أنه ينتمي إلى عالم الرجال..!
يا رجل كفاك بلاهة واستعباطا..
*** 
*اخترت لك هذه الكلمات من تأليف الراحل د.مصطفى محمود:
لأن الشيطان مخلوق من النار فلا مدخل له على الإنسان إلا إذا
تهابط إلى المرتبة النارية من نفسه « وهي مرتبة الشهوة والجوع والغضب والحقد والحسد والغل » حينئذ يمكن أن يتم التواصل بين الاثنين بحكم المجانسة .. فيستطيع الشيطان أن يوصل إلى الإنسان وسوساته وأن يؤجج شهواته ويشعل غضباته .. ولكنه يظل معزولًا عمن هم في المراتب الروحية العالية بحكم عدم التجانس فهو لا يستطيع أن يوصل إليهم وسوسته.

لهذا يقول الله تبارك وتعالى في القرآن للشيطان :

"إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " .

لأنهم ارتفعوا إلى منطقة يستحيل فيها التواصل وخرجوا من نارهم
الكثيفة إلى أرواحهم اللطيفة .. حيث لا يُسمَع إلا رفيف الملائكة
وإلهامات الأرواح العالية .. 
*** 
و..و..شكرا