أرجوكم.. أرجوكم.. رفقا بالأبناء الذين يؤدون غدا امتحانات الثانوية العامة.
هذا النداء.. أوجهه إلى جميع فئات المجتمع باعتبار أن غالبية الأسر في مصر لديها ابن أو ابنة سوف يشاركان في هذا الماراثون السنوي والذي تعرض على مدى سنوات وسنوات لمفاجآت ومطبات وتوقعات لم تكن محسوبة.
"الجمهورية" خصصت أمس مساحة لا بأس بها للاستعدادات القائمة ولتصريحات وزير التعليم واستعدادات اللجان وما إلى ذلك وكلها تبث في نفوس الطلبة والطالبات الطمأنينة التي نتمنى أن تتوفر بالفعل على أرض الواقع.
لكن السؤال: وماذا عن باقي الصحف وقنوات التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي؟
هؤلاء جميعا نناشدهم تخفيف الضغوط حتى تبدو الأمور وكأنها عادية تماما وبالتالي تتوارى التوترات وتخفت أصوات التشنجات ومعها موجات الشد والجذب التي تحيل الأجواء المحيطة بهذا الامتحان إلى ما يوحي بأنها بمثابة معركة حربية في حين أنها تمثل بداية مرحلة في حياة الشباب المفترض أنها مرحلة زاخرة بالاستعدادات والملكات الطبيعية وبسمات الأمل والتفاؤل وليس العكس..!
***
ثم..ثم.. فإن النصيحة الخالصة التي أقدمها أنا شخصيا لأسر هؤلاء الطلبة والطالبات تكمن في الحيلولة تماما بينهم وبين مشاهدة أحداث القتال في غزة وهي الأحداث التي تتمثل في أعمال القتل والتدمير والنسف وقطع رؤوس الصغار قبل الكبار..!فضلا عما صاحب كل تلك الجرائم من عويل وصراخ ولطم على الخدود وما من مغيث.
وللأسف مع كل يوم يمر يزداد هوس سفاح القرن وتشتد حدة صلفه وجبروته وكأنه الحاكم بأمر هذا الكون كله.
الأهم والأهم.. فإن العملية الاستخباراتية التي أسفرت عن إطلاق سراح أربعة إسرائيليين كانت تحتجزهم حماس سوف تشعل نار جنون الإسرائيليين أكثر وأكثر ولكنها تؤكد في نفس الوقت على أن أنها بحق الطفل المدلل للولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت أنها اشتركت مشاركة فعلية في عملية تحرير الأسرى من خلال رجالها المتواجدين في إسرائيل.
***
بالله عليك أيها العالم ماذا تريد أكثر من ذلك؟!.. فها هي إسرائيل تفعل ما يحلو لها دون وازع من ضمير أو أخلاق وها هي أمريكا تقول كلاما ثم تفعل نقيضه تماما وفي الحالتين فإنها تضع إسرائيل في داخل مقلتي عينيها..!
لذا فليس أمام الفلسطينيين سوى الصبر إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
***
و..و..شكرا