يتصرف بنيامين نتنياهو الشهير بسفاح القرن كأنه ملك الدنيا وما عليها بعد استرداده أربعة أسرى كانوا محتجزين لدى حركة حماس من خلال عملية عسكرية واستخباراتية عادية للغاية وهي التي يقولون إنها أسفرت عن مصرع 274 فلسطينيا قامت القوات الإسرائيلية بتصفيتهم في غارات مجنونة وقصف مدفعي لم يسبق له مثيل. واضح أن نتنياهو قد فقد البقية الباقية من عقله وهو يصدر تعليماته باستمرار حرب الإبادة ضد الفلسطينيين الذين فقدوا أي قدرة على المقاومة حسب تعبيره.
على الجانب المقابل تؤكد حركة حماس أن لديها المئات من الإسرائيليين الذين مازالوا تحت قبضتها مهددة بالفتك بهم رويدا رويدا حتى أن ينتهي هذا الهوس الإسرائيلي..!
***
ولعل ما يدعو للدهشة والعجب أن العالم كله يبدو وكأنه يتلذذ من حمامات الدم التي يشهدها يوميا على أيادي القوات الإسرائيلية دون وازع من ضمير أو أخلاق..!
مثلا.. هل سمعتم أن أحدا في الإدارة الأمريكية قاطع إجازته الأسبوعية..؟
أبدا.. فقد كان أمس هو يوم الأحد الذي شهد كالعادة لهوهم ورققصهم وارتيادهم المتنزهات دون أي تغيير حتى ولو بذكر كلمة واحدة عن مذبحة الصخيرات التي ارتكبها نتنياهو حيث استرد الأسرى الأربعة .
نفس الحال بالنسبة لمن يهمهم الأمر أو من لا يهمهم في شتى البلدان الأوروبية..!
ورغم ذلك فإن أمريكا تبدو متناقضة حيث يبدي البيت الأبيض مرة تأييده للعملية الوحيدة لتحرير الرهائن من جانب إسرائيل ومرة أخرى تعود نفس الإدارة لتتحدث عن مشروعها بشأن وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية لأهالي غزة وأيضا النظر في إعادة إصلاح البنية الأساسية الذي سوف يستغرق كما يقولون هم أنفسهم ما يقرب من عشر سنوات وأكثر..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
عذرا.. وعذرا.. أيها السادة.. الأعين كلها متجهة نحو حرب إسرائيل الباغية ضد فلسطينيي غزة لكن هل دار بمخيلتهم أن إسرائيل تمهد حاليا لضرب لبنان من خلال حزب الله..؟ حزب الله هذا يصدر بيانات عنترية متتالية حول إطلاق صواريخه تجاه سكان إسرائيل التي ترد بدورها بغارات جوية وقصف مدفعي لا يكاد يتوقف.
لذا.. فإن إسرائيل تنتظر اللحظة المناسبة التي تقوم فيها بشن الحرب الشاملة ضد لبنان كله.. جنوبه ووسطه وشماله..
عندئذ.. ماذا سيكون رد الفعل؟
هل سيعلن المجتمع الدولي احتجاجه المعاد والمكرر وهل ستربط المنظمات الدولية بين العدوان على غزة ونظيره في لبنان؟
صدقوني.. الأوضاع كلها لا تحمل مزيدا من الانتظار فأسرعوا لمحاصرة ألسنة اللهب قبل أن تزداد اشتعالا ونسفا وتدميرا.
***
و..و..شكرا