هذا نداء للإخوة الصحفيين والإعلاميين في شتى مواقعهم ومختلف إصداراتهم..!
أرجوكم.. أرجوكم.. كفوا عن استخدام عبارة سفاح التجمع أثناء تغطيتكم لتطورات قضية هذا الشاب الأحمق الذي ارتكب جرائم متعددة كلها كفيلة بأن تقدم رأسه إلى مقصلة الإعدام..!
***
أنا أهيب بكم ألا تستخدموا هذا التعبير الذي يسيء إلى منطقة حضارية في مصر يتمتع أهلها بصفات كل الذين يعشقون الهدوء ويسعون إلى البعد عن أماكن الازدحام بما فيها من تلوث سمعي وبصري فإذا بهم يجدون منطقتهم المفضلة مرتبطة بسلوك شائن لأحد قاطنيها الذي جاء لها عابرا لمدة شهور قليلة قبل أن يأخذه شيطان الإثم إلى آتون النيران.
***
أيضا.. إذا كان هذا اللفظ مستساغا في مرحلة زمنية معينة فاليوم لا مكان له.. أو المفترض أن يكون ذلك كذلك..
في بداية الستينيات شهدت مغامرات محمود أمين سليمان الذي أطلق عليه في ذلك الوقت السفاح وهي الصفة التي كانت تروقه شخصيا بل كان يتباهى بها كلما التقى بضحاياه أو حتى الذين لم يصلوا إلى مرتبة الضحايا.. حيث كان يقول لهم بكل بجاحة وقلة حياء .. أنا السفاح محمود أمين سليمان .. وفي تلك المرحلة الزمنية كان المجتمع المصري يعاني من أزمات عديدة ربما أسهمت في الترويج لحكاية السفاح والذي كان يتنقل من القاهرة إلى الإسكندرية والعكس وهو يقفز من سيارة إلى قطار إلى تاكسي أجرة وكأنه عفريت من الجن.. ولقد استغل محمود أمين وقتئذ أسماء لبعض المشاهير مطالبا إياهم بمبالغ مالية يحدد لهم مكان إيداعها إما أمام أبواب شققهم أو في مدخل العمارة أو في حديقة من الحدائق أو.. أو.. ومن أفعاله التي أحدثت دويا .. ذلك الخطاب الذي تركه مع أحد سائقي التاكسي لتوصيله إلى مدير البحث الجنائي كنوع من أنواع السخرية أو التهكم..
***
كل هذه الصور الشاذة لم يعد لها مكان في مصر الجديدة التي تقام قواعدها على أسمى المبادئ وأحلى الأساليب والغايات.
ثم..ثم.. فإن العناوين بل وحتى المانشيتات البديلة كثيرة ومتنوعة مثل المجرم القاتل أو جزار النساء.. أو مستبيح الدماء.. أو..أو..!
يعني.. ليست معضلة اختيار عناوين لا يكون لها صلة بالتجمع ولا بكلمة سفاح..!
ثم.. المهم والمهم فأنا أكتب ذلك ليس من باب التدخل أو فرض الرأي أبدا.. بل مجرد ملاحظة أردت أن أنقلها لكم وبالطبع أنتم في النهاية أصحاب الرأي والقرار..
***
في النهاية تبقى كلمة:
إذا كان الشيء بالشيء يذكر فهناك سفاح أصيل اسمه بنيامين نتنياهو الذي جاء بالأمس ضمن قائمة العار التي أصدرتها الأمم المتحدة باعتباره منتهك أرواح الأطفال الأبرياء ومغتال كل الأماني الطيبة بصلف وعنجهية وغرور ما بعده غرور..!
هذا هو السفاح ابن السفاح الذي قربت نهايته السياسية بل والشخصية أيضا .. والأيام بيننا..!
***
و..و..شكرا