مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 13 يونيو 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*كل تلك أجراس الخطر.. ألا تكفي؟!
*التباطؤ.. سلوك مذموم.. ولكن في حمامات الدم جريمة..!
*يعني إيه.. حماس تدرس.. وإسرائيل تنتظر .. وأمريكا تتمهل؟!
*حقا صدق الرئيس السيسي: أبرياء غزة محاطون  بالقتل والتجويع والترويع والحصار المخجل!
*الكتائب الإلكترونية إياها تهاجم العرب وتناصر إسرائيل عيني عينك!
*نعم وألف نعم.. مصر لا تنسى شهداءها!
*أسر ضباط الشرطة.. يؤدون فريضة الحج على نفقة الدولة
*كان الله في عون الوزراء.. سيمضون العيد وهم يضربون أخماسا xأسداس
*تفاؤل حذر.. يحيط بمشاورات مدبولي
*الوزير الذي يشارك في مؤتمر رسمي أو في مهمة في الخارج.. هل يمكن أن يطاله التغيير؟!
********************** 
أجراس الخطر تدق كل يوم ولا مجيب.. أو بالأحرى ولا مغيث..!
إن ما يجري لأبناء قطاع غزة يندى له الجبين بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. نعم يعيشون أو لا يعيشون  تحوطهم عمليات القتل والتجويع والترويع والحصار المخجل حسب تعبيرات الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام مؤتمر "الاستجابة الإنسانية الطارئ" الذي انعقد مؤخرا في الأردن.
لقد مس الرئيس كبد الحقيقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهي التي لا تقبل لبسا ولا تأويلا ولا ينكر أي ذي عينين ما يجري لهؤلاء الأبرياء على أيادي عصابة إرهابية فقدت كل القيم والمعاني ورغم ذلك مازال هذا المسمى مجازا بالمجتمع الدولي ينظر إلى ما يجري بنظرات اللامبالاة والسلبية وكأن حمامات الدم التي يشهدها قطاع غزة لم تعد تؤثر في الضمير الإنساني من قريب أو من بعيد.. 
ليس هذا فحسب بل إن أصحاب القضية أنفسهم لا يقيمون وزنا لعنصر الوقت فها هي حماس تأتي لتقول إنها قدمت تعديلات على مشروع وقف إطلاق النار وهي تعرف مسبقا أن صلب هذه التعديلات لا يروق الإسرائيليين ورغم ذلك يظل الأبرياء وأطفال الحضانات والنساء ينتظرون ماذا ستسفر عنه هذه التعديلات..!
نفس الحال بالنسبة لإسرائيل التي يقول رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إنه لن يتوقف عن القتال إلا بعد الإجهاز على كل أعضاء وقيادات وقواعد حماس في الوقت الذي يعرف فيه جيدا أن ما يصبو إليه يدخل في نطاق المستحيلات..!
أما أمريكا فموقفها يشوبه الغموض من كل جانب فقد باتت تتحدث كثيرا عن حل الدولتين وعن ضرورة وقف إطلاق النار الفوري وتوصيل المساعدات الإنسانية لأبناء غزة..ثم تقول إنها تحتاج إلى مهلة لدراسة مقترحات حماس دون تحديد لمدة هذه المهلة.. يعني هل تكون أسبوعا أو شهرا أو حتى سنة..؟
وبديهي أن الذي يقبض على جمرات النيران يختلف جذريا جسديا ونفسيا وماديا عمن هو حر طليق .. يعمل كل ما يريد أن يعمله دون أن يظل في انتظار ليل أسود كئيب لا يعرف تفصيلات تداعياته وسلبياته سوى الله سبحانه وتعالى.
*** 
المهم.. رغم كل ذلك فإن الكتائب المشبوهة في أمريكا تعمل ليل نهار من أجل تشويه صورة الفلسطينيين وكيف أنهم ينتمون إلى فصيلة العرب الذين اشتهروا بممارسة الإرهاب من خلال الدواعش والتكفيريين والمتطرفين في شتى بقاع الأرض.. 
بكل المقاييس.. عندما يقرأ الأمريكيون مثل هذا الكلام فسوف يفقدون تلقائيا تعاطفهم مع أبناء غزة مهما اشتد عليهم الحصار وذلك ما تهدف إليه إسرائيل ومعها أمريكا بطبيعة الحال.
*** 
والآن.. دعوني.. أنتقل بكم ومعكم إلى العزيزة مصر بلد الوفاء والشهامة والمروءة والتي تبدو في مظهر من مظاهرها تسفير أسر شهداء الشرطة لأداء فريضة الحج.
وغني عن البيان أن الطواف بالبيت العتيق بمكة المكرمة وزيارة مسجد الرسول الكريم في المدينة المنورة كفيلان بتخفيف آلام وأوجاع الفراق.
ثم.. ثم.. فإن الرحلة المقدسة ليست هي الوحيدة التي تكرم بها الدولة أسر الشهداء بل إن الدولة تتابع أبناءهم في مدارسهم وجامعاتهم وتسدد لهم المصروفات .. ولعل حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن يحضر مع أطفال الشهداء الاحتفالات بالأعياد وتوزيع الهدايا عليهم واحتضانهم في دفء ومودة كل هذا يعكس ردود فعل إيجابية تتمثل فيما بعد في سلوكيات الأبناء.. والبنات ويضفي عليهم وعليهن الإحساس بالكبرياء والعزة والكرامة.
*** 
وما دمنا تحت سماء المحروسة فلابد أن نتعرض لآخر الأحداث التي تشغل بال الناس وأهم حدث كما تقول التجارب الواقعية هو التشكيل الوزاري المرتقب.
لا جدال أن تأخير إعلان هذا التشكيل سوف يسبب أرقا وتوترا للوزراء –كل الوزراء- سواء المستمرين في مواقعهم أو الذين سيغادرون هذه المواقع.. 
المهم.. أن هذا الأرق وذلك التوتر لا يقتصران على أصحاب الشأن الأساسيين فقط بل يمتد إلى أسرهم وإلى موظفيهم. 
عموما.. ربما قصدت الدولة من فترة إجازة عيد الأضحى لتصبح ستة أو سبعة أو ثمانية أيام إشاعة أجواء من الاطمئنان النفسي والبعد عن عمليات الأخذ والرد.. ومع ذلك يثور سؤالان:
*الأول: ماذا عن الوزير الذي مازال في يديه بعض الملفات الأساسية التي لم يتم الانتهاء منها .. هذا الوزير هل يمكن أن يطاله التغيير؟
*الثاني: الوزير الذي في مهمة في الخارج هل تكون هذه المهمة بمثابة طوق نجاة أم العكس؟
في جميع الأحوال نرجو للجميع إجازة عيد سعيدة يمضونها مع الأهل والأبناء في سرور وأمل وتفاؤل لاسيما لو أيقن هؤلاء وأولئك أن المناصب زائلة وأن التغيير بحق سنة الحياة واقعيا وعمليا وليس مجرد عبارات فضفاضة.
*** 
في النهاية تبقى كلمة:
شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعل الناس  مختلفين في الشكل والمضمون كما جعلهم فوق بعضهم البعض درجات.. تلك سنة الله في خلقه .. وإلا ما استمرت الحياة بطبيعتها ووفقا لما يريده الحق سبحانه وتعالى.
لذا.. لا تتعجب إذا تفوق عليك زميل أو إذا نال جار أو صديق مكافأة، فالله سبحانه وتعالى مقسم الأرزاق وهو على كل شيء قدير.
*** 
و..و..شكرا