مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 18 يونيو 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

صباح الخير والجمال والأمل والتفاؤل.

ها نحن نستقبل ثالث أيام عيد الأضحى وبيننا من يؤدي فريضة الحج وأيضا منا من لم يكن له خيار سوى أن يبقى في بلده بسبب ظروف قد تكون قاهرة أو غير قاهرة.
ومنا من ذهب إلى الساحل الشمالي مستغلا الإجازة الطويلة التي قررتها الحكومة لموظفيها ومن شابههم.
ومنا من فضل السفر إلى المصايف التقليدية والتي يقولون إنها خضعت طوال العام الماضي لإجراءات تغيير وتطوير ملموسة.
 ثم ..ثم بقي فريق آخر وهو الذي ارتضى راضيا مرضيا بالخضوع لاستغلال الفنادق إياها التي لم يسبق لها مثيل حيث بلغ متوسط سعر الغرفة في فنادق الخمس نجوم في الغردقة أو الجونة أو سهل حشيش أو في القاهره ذاتها ما يتراوح ما بين 30 و50 ألف جنيه في الليلة الواحدة.
***
عموما.. الحمد لله تمضي بنا أيام العيد ونحن نستظل تحت سماء هذا الوطن برايات الأمن والاستقرار والطمأنينة.
ولا أريد أن أذكركم بتلك المرحلة السوداء من تاريخ البلاد والتي سيطرت فيها جماعة الإخوان الإرهابية على مقاليد الحكم إلا أنه يكفينا أن نرجع إلى الوراء عدة سنوات حيث كانت أيام الأعياد تشهد أحداث عنف غير طبيعية ومظاهرات حاشدة تجوب الشوارع ونقص حاد في الوقود سواء البنزين أو الكيروسين أو السولار أو .. أو فضلا عن انقطاع الكهرباء في فترات متعددة آناء الليل وأثناء النهار.
***
 مرة أخرى الحمد لله.. استنادا إلى تلك الحقائق فإن الغالبية العظمى من المواطنين تعرف كيف تستثمر طرائق الاحتفال بالعيد كل على طريقته وأسلوبه وإمكاناته المادية لكن في النهاية فظاهرة المشاركة الوجدانية بين الناس وبعضهم البعض وعمق الإحساس بأهمية العيش في وطن واحد إنما يضفي على أيام العيد كل مظاهر البهجة والفرح والرضا والتفاؤل.
لقد كانت الجماعة الإرهابية تخطط لتحويل العزيزة مصر إلى بلد مهترئ ومفكك الأوصال جيشا وشعبا.. تاريخا وحضارة حتى جاءنا النصر المبين الذي صنعه واحد من الأبناء الأبرار بشجاعته وجرأته وإحساسه العميق بما يجيش في صدور الآباء والأبناء والبنات والشيوخ.
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن المحافظات قامت بتجديد وتجميل وتطوير كافة المتنزهات والحدائق وشواطئ النيل التي تقع في نطاقها فصارت الأمور على أفضل ما يكون.
***
ولعل ما يميزنا نحن كشعب أننا بالفعل نتعاطف مع إخواننا وأصدقائنا في أي مكان يكونون.. يعني مثلا نحن نبذل الجهد تلو الجهد من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى أبناء غزة الذين يعيشون أسوأ أيام حياتهم بلا طعام ولا شراب ليس ذلك فحسب بل يكفي مشاعر الخوف والفزع التي تحوط بهم من كافة الجوانب بسبب الجرائم البشعة التي يرتكبها سفاح القرن نتنياهو. وبالمناسبة فالواضح أن نتنياهو هو الآخر يعاني من أزمة حادة وهو أول من يدرك أبعادها وتداعياتها إذ يعلن بأنه سيوقف الحرب ضد الفلسطينيين من الصباح حتى المساء لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية في نفس الوقت الذي لا يتورع فيه عن ارتكاب مجزرة جديدة يسقط بسببها عشرات الشهداء ومئات الجرحى .
ولعل ما يلفت النظر أنه بات متخبطا في قراراته فها هو يلغي مجلس الحرب الذي سبق أن شكله بعد أحداث سبعة أكتوبر لينشئ مجلسا جديدا يقول إن أعضاءه يفهمون في السياسة أفضل ممن استغنى عن خدماتهم.
لذا .. تأكدوا أن نهايته قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى ..
والأيام بيننا.
ثم .. ثم.. منذ متى وإسرائيل تذيع بيانات تتضمن أعداد قتلاها بل كانوا فيما مضى يقلبون الدنيا رأسا على عقب عندما يقتل لهم ضابط أو ضابطان أو أكثر أو أقل أما اليوم فهم يذيعون رسميا بأن عدد قتلاهم جراء الحرب بلغ 3848 إلى جانب إصابة وجرح 1942 .. تلك كلها مؤشرات تنبئ بأن هؤلاء القردة والخنازير يلفظون أنفاسهم الأخيرة بعد أن اكتشفوا بأنفسهم أن جيشهم الذي لا يقهر قد أصبح خيالات مآتة..
وأيضا الأيام بيننا.
***
و..و..شكرا