*.. وتبددت أطماع أردوغان!
*طرده من جزيرة سواكن السودانية درس "قاسٍ".. هل يستوعبه..؟!
*الأتراك غاضبون.. بل وثائرون بسبب تسلط الحاكم وقراراته العشوائية!!
الوالي العثماني الجديد.. القابع في قصر الحكم المنيف في أنقرة.. يهيئ له خياله المريض.. ؟ إقامة إمبراطورية تركية شاسعة الأطراف يصول ويجول كما يحلو له.. متبعا في ذلك شتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة ومن بينها –كما عرف عنه- الجرائم الإرهابية التي تستهدف الإنسان.. والمكان .. وتقتلع جذور الأمن والأمان في مناطق عديدة من العالم.
***
من هنا امتدت أطماعه إلى السودان حيث استولى على جزيرة سواكن في السودان بغية السيطرة على الساحل الغربي للبحر الأحمر من خلال الاتفاقية التي وقعها عام 2017 مع الرئيس السوداني السابق عمر البشير والتي قضت بتسليم الجزيرة لتركيا تتصرف فيها كيفما تشاء.
وقتها.. علت أصوات الاحتجاج.. وأنا شخصيا.. انتقدت التفريط في تلك الجزيرة الحيوية والإستراتيجية.. لكن جاء رد الخرطوم.. بأن الغرض من توقيع الاتفاقية.. تشجيع الاستثمار .. وهذا حق مشروع.
لكن واقع الأمر يقول.. إن أردوغان فرض سيطرته الكاملة على الجزيرة بحيث لم يعد هناك أدنى وجود للسودان.. وبدأ بالفعل في إقامة قاعدة عسكرية فوق أرض الجزيرة التي تتميز بموقعها داخل ممر متصل بالبحر الأحمر يقود إليه طريق ممهد ليس هذا فحسب.. بل إن أردوغان لم يخف رغبته في إعادة تاريخ أجداده القدماء الذين كانوا قد أقاموا عام 1517 مستعمرة كاملة لهم تضم مباني مشيدة بالحجر ذات أبواب ونوافذ مغلقة ومزخرفة بشرائح مقاطعة وهي التي تعرف بالمشربيات ثم سرعان ما حمل الأتراك عصيهم على أكتافهم ورحلوا عن الجزيرة أثناء ثمانينيات القرن التاسع عشر ليحل محلهم البريطانيون الذين سيطروا على الجزيرة سيطرة كاملة..!
***
من هنا.. لقد أحسن المجلس العسكري الانتقالي الجديد في السودان بقراره إلغاء اتفاقية سواكن ومنح تركيا مهلة تنتهي آخر مايو القادم لإخلائها مع وقف كافة أعمال إنشاء القاعدة العسكرية الأمر الذي يعد بمثابة ضربة قاصمة لأردوغان وحكمه الذي أخذ يترنح.. بسبب عوامل كثيرة اقتصادية.. وسياسية..و..و..و؟.!
مثلا.. لقد انهارت الليرة التركية انهيارا غير مسبوق.. حيث أصبح الدولار الآن يعادل ؟؟ ليرات تقريبا وارتفعت معدلات التضخم إلى 50.. ومعها نسبة البطالة حيث أصبح العاطلون.. يتسكعون في الشوارع والميادين منذ الصباح الباكر وحتى منتصف الليل.. ثم ازدادت الأمور تعقيدا.. بعد إلغاء اتفاقية سواكن.. وأدرك الأتراك أن أموالهم تتبدد نتيجة غياب الرؤية.. وأطماع الحاكم.. والتسرع في إصدار القرارات..!
ولقد حاول أردوغان الاتصال بالمجلس العسكري عارضا إرسال وفد تركي للتفاوض.. إلا أن أعضاء المجلس بالإجماع رفضوا مناقشة القضية من قريب.. أو من بعيد..!
ولعل هذا الموقف لا يختلف كثيرا عن موقف السودانيين من قطر التي تعد ثانية اثنين من حيث إثارة القلاقل.. وتأليب الشعوب على بعضها البعض.. دون مراعاة لأية قيم أو أخلاق.. أو اعتبارات دينية..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
لقد سبق أن وقف أردوغان يتيه عجبا عند استيلائه على جزيرة سواكن.. ويومها قال إن البحر الأحمر دخل تحت عباءته..!
اليوم .. ماذا عساه فاعلا.. بعد أن أطاح السودانيون بأطماعه وطردوه شر طردة؟!
***