سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " ليست بالأغاني ولا بالأمنيات..ولكن.. فعلا بالأحضان يا سينا "

بتاريخ: 09 مايو 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

* ليست بالأغاني ولا بالأمنيات..ولكن.. فعلا بالأحضان يا سينا 
* أنفاق العبور المعجزة.. حققت ما كان مستحيلا 
* طال الانتظار بالساعات..بالأيام.. وبالسنوات والآن.. يحدث الالتحام الحقيقي بعد 20 دقيقة فقط 
* عبد الحليم حافظ غني لها متسائلا: 
مين قال إنك كنت بعيدة عني 
إنت اللي ساكنة في سواد النني 
وللأسف.. ظلت بعيدة حتي جاء الاقتراب الواقعي والعملي 
* صروح التنمية ترتفع.. شباب مصر يعيش فوق أرضها حياة جديدة 
* التعليم.. والمالية..عتاب.. أم خصام..؟ 
* أقول للدكتور طارق: حذارِ.. القفز من السفينة..!! 
* تحية للرجال الذين يفطرون في الشارع لكي ننعم نحن.. بالجدران الآمنة 
* صلاة التراويح.. تجمع القوم المتحابين المتآلفين 
* في أنقرة..بلطجة رئاسية ما بعدها بلطجة!! 
إلغاء الانتخابات.. والتنقيب عن الغاز قسرا يؤكدان أن الإرهابي.. يظل إرهابيا! 
* إيران.. هل تلعب بالنار .. أم واثقة من قدراتها..؟ 
منذ أكثر من ثلاثين سنة.. كتب الشاعر عبد الرحمن الأبنودي أغنية شهيرة.. غناها عبد الحليم حافظ فحظيت بقدر كبير من الشعبية..! 
كلمات الأغنية.. مؤثرة وجميلة.. لكن كل من المؤلف..والمطرب.. اكتفيا بمجرد مداعبة مشاعر المصريين ليس إلا.. ولعلك تلمس تلك الحقيقة لو عدت إلي النص المكتوب للأغنية: 
الأولة.. قلنا جاينلك وجينالك ولا تهنا ولا نسينا 
والثانية قلنا ولا رملاية في رمالك عن القول والا ما سهينا 
ثم.. نصل إلي بيت القصيد عندما يتساءل الأبنودي وعبد الحليم: 
مين اللي قال كنت بعيدة عني 
إنت اللي ساكنة في سواد النني 
طبعا.. أكدت السنوات الطوال.. أن سيناء كانت بالفعل بعيدة عن باقي أرض الوطن .. مكانا.. وبشرا.. إذ يكفي أن الوصول إليها كان يحتاج إلي إجراءات أمنية وغير أمنية.. وانتظار بالساعات بل وبالأيام حتي يلامس أي منا أرضها التي طالما رويناها بدمائنا ومهدناها بكافحنا وصبرنا ونضالنا. 
نعم. لقد سمعنا وعودا كثيرة عن تعمير سيناء.. وعن أهمية ضمها لحضن الوطن.. وعن.. وعن.. لكنها وعود لم ترق إلي حيز التنفيذ الفعلي حتي اقتحم الرئيس عبد الفتاح السيسي.. الصعب.. وحول الكلمات والأغاني والأمنيات إلي واقع عملي تشهد عليه الدنيا كلها. 
وأنا لن أزيد وأعيد عن تلك الأنفاق المعجزة التي تمت إقامتها خلال فترة وجيزة من الزمن.. فهي في واقع الأمر كفيلة بأن تتحدث عن نفسها..لكن ما أريد التركيز عليه.. أن عصور الشعارات .. والهتافات.. والتصفيق بسبب وبدون سبب.. قد انتهت إلي غير رجعة.. وأصبحت مصر تقول لقيادتها وشعبها: شكرا.. لقد فعلتم.. ولا تقول: ماذا ستفعلون. 
والله.. والله.. منذ 36 سنة.. مررت أنا شخصيا بتجربة أليمة دارت فصولها علي ضفاف بحر مياه نويبع التي تعد أحد كنوز شبه الجزيرة العزيزة. ووقتها.. تابعت ما يجري هناك متابعة دقيقة ودائمة.. وفي كل يوم كانت تتسلل إلي أذني.. تصريحات حماسية.. وبيانات عصماء حول"المجد" الذي ينتظر سيناء.. وكيف أننا سنرد بتعميرها..وتحديثها.. وتطوير بنيتها الأساسية علي مزاعم الإسرائيليين الذين طالما رددوا أنهم أقاموا في سيناء نهضة .. غابت عنها كثيرا.. كثيرا.. 
وللأسف.. ظل الحال كما هو عليه حتي ارتفعت بالفعل وليس بالقول صروح التنمية الحقيقية في سيناء. والتي ستغير وجه الحياة فيها تغييرا جذريا وشاملا..والتي ستكون "نقطة تلاقي" لشباب مصر من كل حدب وصوب.. ليعملوا.. ويكدوا.. ويجتهدوا.. وينتجوا.. ويثبتوا وهم كتفا بكتف.. أن المستقبل للأيادي التي تبني وتعمر وتشيد.. وليس العكس..! 
*** 
وبما أن شئوننا الداخلية تهمنا جميعا فردا.. فردا.. فقد توقفت أمام التصريحات التي أدلي بها د.طارق شوقي وزير التربية والتعليم وهي تصريحات علنية.. وليست مستترة والتي اعترض فيها علي قلة الاعتمادات المخصصة لوزارته والتي تضطلع حاليا بمهمة عزيزة.. وهي تحديث وتطوير التعليم..! 
قال الوزير ضمن ما قال إن وزارة المالية خفضت ما طلبه بـ11 مليار جنيه مما اضطره إلي رفع نبرة الاحتجاج مهددا- مجازا طبعا- بإغلاق الوزارة حيث إن مشروع تطوير التعليم سوف يتوقف. 
وأنا هنا أود التركيز علي قضيتين أساسيتين: 
Xالأولي: لقد تخلصنا من الجزر المنعزلة.. وبالتالي لم يكن هناك مبرر.. لتتصرف وزارة المالية بمفردها دون الرجوع إلي الطرف الأصيل في المعادلة.. أي وزارة التربية والتعليم. 
Xالثانية: لا يجوز للدكتور طارق شوقي أن يهدد بالقفز من السفينة بعد أن أخذت تشق طريقها وسط الأمواج المتلاطمة. 
نعم.. قد تكون المسافة طويلة حتي تصل إلي المرفأ المأمول بسلام.. لكن علي الأقل.. بشائر الأمل موجودة وقائمة. 
عموما.. في جميع الأحوال نرجو أن يتم التوصل إلي الصيغة التي ترضي وزير "التطوير" والتحديث.. دونما إخلال بالهيكل العام لموازنة الدولة والتي ترتكز علي بنود أساسية تعيها الوزارة جيدا وكلها بنود تتعلق بالأموال.. وبالأرصدة.. وبمرتبات الموظفين وأصحاب المعاشات.. ووسائل الخدمات..و..و.. 
وكلها ولا شك مسائل حيوية في حياة نفس الشعب الذي يتطلع إلي نوع جديد متميز من التعليم. 
وفق الله الوزيرين.. ورمضان كريم.. 
*** 
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن شئوننا الداخلية تلك تشمل من بين ما تشمل.. هذا الأمان الذي يلف المجتمع كله والذي نستشعره ونحن نؤدي الصلاة في المساجد وأيضا ونحن نجلس علي المقاهي.. والكافيتريات.. وداخل المطاعم والفنادق. 
إنها حياة بهيجة تكاد تنفرد بها مصر دون غيرها من بلدان كثيرة في العالم. 
لذا.. لابد من تحية هؤلاء الرجال الذين يفطرون في الشارع.. ويتسحرون وهم يتفقدون الميادين.. والحواري .. والمنعطفات سواء في القري أو في المدن.. بينما نحن مسترخون.. تغمرنا مشاعر الطمأنينة من كل جانب داخل جدران نوقن تماما..بأنها حصينة وعصية علي الاختراق. 
شكرا وألف شكر لجهاز الشرطة من أول الوزير حتي أصغر"فرد" في كل مديرية أمن. 
*** 
ثم.. ثم.. إن صلاة التراويح لها في مساجد مصر طابع خاص.. لأنها تجمع القوم كلهم.. أثرياء.. وفقراء.. أساتذة وطلبة.. مهندسين وعمالا.. الجميع متجهون لله بقلوب خاشعة.. وإيمان ويقين بأن دعواتهم التي تطلقها حناجرهم سوف يستجيب لها الحق سبحانه وتعالي. 
أصلي في مسجد صغير.. يؤم المصلين فيه شاب عذب الصوت.. بهي الطلعة اسمه الشيخ محمد وهو حاصل علي ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية.. وما أن نصل إلي المسجد حتي يستقبلنا رجل مهذب اسمه المهندس هشام نذر نفسه لخدمة المصلين.. ليلقانا مبتسما وقد حمل معه أطباق الحلوي من كل نوع وصنف ليوزعها أثناء فترة الاستراحة ما بين الأربع ركعات الأولي والأربع ركعات الثانية وسط رائحة البخور التي تملأ المكان كله والتي يأتي بها خصيصا جيران أعزاء من المملكة السعودية وسلطنة عمان. 
إنه تلاحم الناس الذي يسوده الود والمحبة والوئام والتعاطف الوجداني.. والسمو إلي أرقي القيم وأغلي المعاني. 
أما فترة ما بعد صلاة التراويح أي من الحادية عشرة مساء تقريبا حتي الثالثة صباحا.. فتحتاج هي الأخري إلي نظرات تأمل سريعة نعيشها سويا قريبا بإذن الله. 
*** 
والآن دعونا نعبر الحدود.. لنقوم بزيارة بلد المفترض أنه بلد إسلامي شقيق.. فضلا عن أن شعبه صديق.. ومحب لنا.. كما نحن محبون له. 
لكن للأسف..حاكمه المغرور.. المتغطرس.. أقام بيننا وبينهم جسورا من العزلة لا هم يريدونها.. ولا نحن كنا نتمني هذا البعاد..! 
الوالي العثماني الجديد.. الملقب برجب طيب أردوغان رئيس تركيا الذي يتغني بحرية زائفة.. وديمقراطية أشعل في أغصانها النيران.. بعد أن صفعته نتائج انتخابات البلدية التي أسفرت عن فوز مرشح المعارضة في مدينة إسطنبول.. لم يتحمل ما نتج عن هذا الفوز من تداعيات.. فجاء ليـأمر بإلغاء النتائج وإعادة الانتخابات من جديد.. 
كل هذا بعد أن كان أكرم أوغلو الفائز فيها قد أخذ يمارس مهام عمله بالفعل..!! 
هكذا.. يتصرف الحاكم الفرد الذي يرتدي ثيابا خيوطها تتشابك فيها مظاهر الغش والخداع..! 
إنها بلطجة سياسية رئاسية بكل ما تحمله الكلمة من معني..! 
لكن هل تعرفون ما نتيجة هذا التصرف الأحمق من جانب الوالي الإرهابي..؟! 
لقد عادت الليرة تهوي مرة أخري وامتنع معظم موظفي بلدية إسطنبول عن الذهاب لمقار أعمالهم.. وارتفعت أصوات المعارضين في سماء المدينة منددة بدكتاتورية القرار في البلاد أما ما يدعو للدهشة والعجب أن يعلن أردوغان أن الانتخابات سادها فساد منظم.. مما استوجب إلغاءها..! 
.. وكان الله في عون الشعب التركي المغلوب علي أمره.. الذي بات أبناؤه يخجلون من انتسابهم لبلد رئيسه يمارس الإرهاب دون وازع من ضمير أو أخلاق..وبسببه تسيل دماء الأبرياء أنهارا.. وتنتهك حرمات.. وتدمر بيوت فوق رءوس قاطنيها..! 
لا سامحك الله يا رجل..! 
أما إصراره علي التنقيب عن الغاز والنفط شرق البحر المتوسط في مناطق لا تدخل ضمن مجاله البحري.. فذلك يعد دلالة جديدة علي أن الرجل اتخذ من عدم المشروعية سياسة ونهجا.. لكن فليعلم أنه سيدفع الثمن غاليا.. بعد أن حاصره أصحاب الحقوق.. وأجمعوا علي ضرورة الدفاع عنها بكل ما أوتوا من قوة..! 
*** 
.. ولنختتم هذا التقرير.. بأناس من نفس عينة أردوغان.. اتخذوا الإرهاب سبيلا.. والبلطجة وسيلة وغاية.. وأعني بهم ملالي إيران..! 
هؤلاء الملالي.. ماذا عساهم فاعلين في بلدهم وشعبهم..؟! 
هل هم حقا يملكون من القدرات العسكرية ما يجعلهم قادرين علي مواجهة أمريكا حسب زعمهم.. أم أن كل ما يرددونه.. ويطلقونه من تصريحات زاعقة لا تعدو أن تكون مجرد كلامxكلام مثلما فعل صدام حسين من قبل..! 
ها هي أمريكا تدفع بحاملات طائراتها وقاذفات قنابلها إلي منطقة مياه المتوسط ومنها قد تتوجه إلي الخليج بهدف ردع إيران ووكلائها في المنطقة..! 
السؤال: ماذا عن رد الفعل الإيراني..؟ 
إنهم مازالوا حتي كتابة هذه السطور.. يهددون.. ويتوعدون الأمريكان بإعادة جثث قتلاهم في أكياس بلاستيكية بعد هزيمتهم شر هزيمة..! 
نفس ما كان يردده صدام حسين قبل أن تدك قصوره وثكناته العسكرية حتي قبضوا عليه مختبئا داخل ماسورة مجاري ليتدلي جسده فيما بعد من حبل المشنقة صباح وقفة عيد الأضحي..! 
إنها حكايات لمجرد التذكرة.. لعل وعسي تعود العقول إلي صوابها.. هذا إذا كانت لديهم عقول أصلا..! 
*** 
..و.. وشكرا