سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " نعم.. هناك سياسة نظيفة رغم الفوضى الدولية "

بتاريخ: 12 مايو 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الفوضى الدولية.. والسياسة النظيفة كيف..؟!

*مصر تؤكد مواقفها الواضحة والمعلنة والصريحة تحارب الإرهاب عيني عينك.. بينما يتوارى الآخرون.. أو "يوازنون"!!

*استقبال الرئيس السيسي لقائد الجيش الليبي.. المعنى..والمغزى.. والرسالة

في ظل الفوضى الدولية.. يتعذر وجود سياسة نظيفة.

 هكذا يكاد يجمع العلماء والخبراء والمفكرون والدارسون بعمق ووعي.

 لكن السؤال: ما المقصود بالفوضى الدولية.. وبالسياسة النظيفة..؟!

الفوضى الدولية تعني أن يعم العالم الصراعات.. والنزاعات والحروب دون ضابط أو رابط أو أن يصبح العنف والعنف المضاد هما السلاحان اللذان يستخدمهما الناس في معاملاتهم مع بعضهم البعض..!

وطبعا.. يكفي ما تعانيه البشرية الآن من هذا الإرهاب اللعين الذي فاق حدود الأديان.. وتخطى كل معاني القيم والمعايير الأخلاقية.

أما بالنسبة لما يعرف بالسياسة النظيفة.. فإن نفس هؤلاء العلماء والمفكرين يرون أن مثل ذلك النوع من السياسة  يتعذر وجوده في ظل ظروف اضطرارية متمثلة في تلك الفوضى التي أشرت إليها.. وما خلفته من تمزيق للخيوط وسيطرة كاملة لنزعات الذات بحيث باتت كل مجموعة أو جماعة أو مجتمع تتصرف كأنها صاحبة الأمر والنهي.. وأنها الوحيدة التي تعيش فوق سطح الكرة الأرضية وما عداها فلا حق لها حتى في أن تتنفس نسمة هواء واحدة.

***

وسط هذه الأوضاع المتشابكة والمعقدة.. نجحت مصر والحمد لله.. في إقامة سياسة نظيفة قوامها الحق والعدل والصراحة والوضوح.. وأيضا الجرأة والقوة.

يعني.. أنها في علاقاتها مع الآخرين ما تقوله في السر هو نفس ما تقوله في العلن.. كما أنها لا تعرف اللف ولا الدوران.. ولا تدخل في مساومات أو صفقات مشبوهة أو مريبة مهما كانت الإغراءات المعلنة أو غير المعلنة.

***

ولقد تجلت هذه السياسة المصرية النظيفة في مواقفها إزاء ما يجري في كل من السودان وليبيا..واليمن.. والصومال والجزائر والعراق..وسوريا.. وهي مواقف تقوم على مبدأ أساسي واحد.. قوامه عدم التدخل في إرادة الشعوب ورفض أي محاولات تمس سيادة الأوطان مع الأخذ في الاعتبار ضرورة التمييز بين من يرفعون السلاح ومن يكتفون بصد العدوان..!

أما فيما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب فلم يحدث أن أخفت مصر خططها في هذا الصدد في وقت آثرت فيه دول كثيرة منها دول كبرى- للأسف- أن تقف عن بعد رغم الأخطار التي تحيط بشعوبها من كل جانب.. فتمتنع حتى عن إصدار قوانين رادعة ضد عصابات الإجرام .. أو أنها ظلت مترددة حتى الآن في تعريف ماهية الإرهاب.

***

من هنا.. واستنادا إلى تلك الحقائق كان استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني..استقبالا علنيا أكد خلاله الرئيس بكل الصراحة والوضوح والشجاعة وأيضا القوة على أن مصر تدعم الجهود الكفيلة بمكافحة الإرهاب في ليبيا بجماعاته وميليشياته المتطرفة بما يستلزم مساندة المؤسسة العسكرية في استعادة مقومات الشرعية وتهيئة المناخ للتوصل إلى حلول سياسية وتنفيذ تطلعات الشعب الليبي نحو الحياة الآمنة وتحقيق وبناء المستقبل الأفضل.

وهكذا تبعث مصر برسالة للعالم كله تقول فيها إنها لن تترك الشعب الليبي نهبا للإرهاب والإرهابيين..الذين سيطروا للأسف على ما تسمى بحكومة الائتلاف الوطني والتي باتت تسير شئونها.. جماعات الدم التي روعت الآمنين من الأطفال والنساء والرجال.. وجعلت من العاصمة طرابلس معبرا لتهريب السلاح والمرتزقة الأجانب.. فهذه مصر دائما وأبدا.. صاحبة الموقف.. والكلمة.. والرؤى السديدة..والصراحة التي لا تقبل لبسا ولا تأويلا..!

***

في النهاية أوجه سؤالا "للأخت" تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا التي تبنت قرارا في مجلس الأمن يطالب كل الأطراف بوقف إطلاق النار:

هل من المنطق في شيء.. أن يتساوى القتلة والسفاحون ومغتصبو الأرض والعرض.. بمن يبذلون المستحيل لتطهير نفس الأرض من هذا الشر المستطر..؟!

***