سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان "التكنولوجيا.. عندما تكون خطرا على مصالحك..! حذارِ.. من ماكينات الصرف الآلي "

بتاريخ: 15 مايو 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*قطار التكنولوجيا.. والسرعة الفائقةبين سلبيات واقعية.. وإنجازات مأمولة..!

*مائدة إفطار.. جميع من حولها التزموا الصمت.. وركزوا على الموبايلات

*"السيستم" واقع.. حكاية سخيفة جدا.. وماكينات الصرف الآلى.. التي تلتهم "فلوسك".. ثم تتركك على القدر..!

الثورة التكنولوجية التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة حققت مزايا جمة بكل المقاييس.. لكن السؤال:

هل تتساوى إيجابيات تلك الثورة مع سلبياتها.. أم العكس هو الصحيح.. أم أن السلبيات غلبت في بعض الأحيان.. حجم الإنجازات الهائلة في مجالات شتى..؟!

دعونا ننحي جانبا ما يحدث في الخارج ولنركز على كيفية تعاملنا مع ما تسمى بالشبكة العنكبوتية بصفة عامة.

***

قبلت مضطرا دعوة على الإفطار.. ولاحظت ما أن جلسنا حول المائدة.. أن العيون كلها كبارا وصغارا مركزة على أجهزة الموبايل.. الأطفال يصيحون إذا ما تاهت منهم خيوط اللعبة التي يتابعونها بشغف واهتمام بالغ.. والكبار انغمسوا في كتابة الرسائل على الواتسآب.. أو استقبال الصور من خلال الماسنجر..أما السيدات بالذات فكل منهن تكشف ملامح وجهها عن ردود فعل غريبة.. تارة تعكس مشاعر غاضبة.. وأخرى تنم عن سعادة وابتهاج وبسمات تصل إلى حدود الضحكات العالية.. وبصراحة.. استفزتني تلك المشاعر الغريبة مما دفعني إلى سؤال صاحب الدعوة:

*هل جئت بنا إلى هنا.. ليعم الصمت.. ويتوقف الكلام.. ويكاد الطعام الذي تزخر به المائدة يعلن صيحات الاحتجاج.

 وكم كانت دهشتي أكثر وأكثر.. عندما جاءني رد مائع كلماته مهتزة.. وعباراته مخلخلة غير مترابطة:

Xللأسف .. إنها سمة العصر.. عندئذ لم أجد بدا من الانصراف نادما على قبولى مثل تلك الدعوة الباهتة..!

***

ليست تلك السلبية الواحدة للثورة التكنولوجية إياها..بل ها نحن نصطدم كل يوم بأخطاء وخطايا مواقع التواصل الاجتماعي التي تنقل أخبارا كاذبة وروايات مفبركة.. وتعليقات بذيئة ومنا من يصدق.. ومنا من يكتفي بإبداء استغرابه أو استنكاره.. ويمضي..!

***

أما ما يقال حول التطبيق العملي للتكنولوجيا في حياتنا العامة.. فحدث ولا حرج..!

Xشبكة النت في معظم الأحيان معطلة.. وإذا سألت عن السبب لا تجد ردا مقنعا بل كل شركات الاتصالات تبدو تائهة يعمل بها أناس غير مدربين أو غير واعين.. أو غير مدركين لطبائع الأشياء..!

Xالسيستم وما أدراك ما السيستم.. فهو غالبا "واقع".. وبوقوعه تتعطل مصالح الناس الذين يضطرون للانتظار بالساعات إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

Xماكينات الصرف الآلي التي أنشئت أساسا لكي تحل محل التعاملات الورقية المعقدة.. هذه الماكينات هي الأخرى إما معطلة .. أو شاردة.. أو خاطفة للأموال..!

أنا شخصيا وقفت أمام ماكينة من هذا النوع لأضع الكارت طالبا 8000 جنيه.. ارتد الكارت ولم يظهر المبلغ في الوقت الذي تم خصمه من الحساب الأساسي..!

سألت البنك الذي به ماكينة الصرف وهو بنكHSBCفلم أجد ردا مقنعا.. كل ما هنالك أن قالوا لي ارجع إلى البنك الأهلى الذي به رصيد حسابك.. نفذت المطلوب .. فجاءني رد أسخف وأسخف..!!

ينبغي علىّ الانتظار عشرين يوما وبعدها ربما يعود المبلغ أو لا يعود..!

بالفعل مرت العشرون يوما.. ولم أسترد فلوسي..!

بالذمة هل هذا كلام..؟!

هل تلك هي تكنولوجيا التعامل بعيدا عن الأوراق وأقلام الحبر الجاف وغير الجاف.. وعقد حسينأفندي وروتينية عبد السلام أفندي..؟!

***

عموما.. شكرا.. فالمهم النية.. أما الفعل فهذا من صنع القضاء والقدر..!

***