سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " الكوبري المعجزة .. يتعذر علي الكثيرين مجرد التفكير في إقامته "

بتاريخ: 18 مايو 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

* عبور دائم .. في توقيت ملائم
* الكوبري "المعجزة .. يتعذر علي الكثيرين مجرد التفكير في إقامته
* لماذا نقف مشدوهين أمام مثيله في أي مكان بالعالم بينما هنا ننظر للأمر علي أنه "عادي"؟!
* شركة الحديد والصلب.. قطعا ليست مرضا معديا..!
* الروس .. لا يعجبهم العجب .. "براحتهم"!
* صدقوني .. لا حرب .. ولا طبول تدق .. كلها .. أفلام"هوليودية"!!
* ماذا يعني تصريح ترامب بأنه واثق من دخول إيران في مفاوضات مع بلاده..؟!
* تحية جديدة .. للجنيه الذي يتقدم في ثقة وتفاؤل
* لا تخشوا علي الزمالك في المغرب .. الفوز من نصيبه
من أهم سمات المصريين في عصرهم الحالي.. حرصهم علي تحقيق عبور دائم ومستمر نحو المستقبل.. عبور قائم علي إنجازات حقيقية بعيدا عن الشعارات والبيانات الحماسية.. والأهم .. والأهم .. أن الإعلان عن النتائج يأتي بعد أن تكون الشمس قد بدت ساطعة علي أرجاء المحروسة بأكملها. 
بكل المقاييس.. ما حدث بالأمس فوق نهر النيل الخالد.. يعد معجزة ربما إذا تأملت في تفصيلاتها وأبعادها لتخيلت أنها من صنع الملائكة.. وليس من صنع البشر..! 
لكن ما يزيدنا فخرا ومباهاة.. أن من فكروا وشيدوا.. وأبدعوا.. وتحدوا الصعب هم عقول أبناء هذا النهر العظيم.. وسواعد من عاشوا علي ضفافه.. يعملون .. ويكدون.. ويجتهدون.. و.. و.. ويعبرون..! 
ليس هذا فحسب.. بل في التوقيتات المناسبة.. حسبما أعلن الرئيس السيسي أن مشروعات الطرق تكلفت 170 مليار جنيه بينما قيمتها الآن تتجاوز الـ 400 مليار. 
يعني التأجيل أو التأخير بسبب أو لآخر.. لا يفيدان في الوصول إلي المنظومة المأمولة.. أما الإقدام الجريء المحسوب بدقة فإنه يحقق المستحيل.. أو ما كان يعتقد أنه كذلك. 
واسمحوا لي هنا أن أشير إلي ملاحظة قد تبدو عابرة لكنها في واقع الأمر تحمل بين طياتها الكثير من المعاني.. والدلائل.. والتساؤلات: 
لماذا حينما نشهد مثل ذلك الكوبري الهائل الذي دخل موسوعة جينيس في أي بلد أجنبي نقف مشدوهين .. متعجبين.. بل وشديدي الإعجاب بهؤلاء القوم الذين صنعوا ما صنعوا .. أما نحن.. فننظر للأمر علي أنه "عادي"..!! 
أبدا.. يا سادة .. إنه ليس عاديا بحال من الأحوال.. بل من يتعامل معه بهذه النظرة الخاطفة.. يخطئ أبلغ الخطأ في حق وطنه.. وحق نفسه.. وحق إخوانه وزملائه وأهله وذويه الذين حملوا فوق أكتافهم تبعات ثقيلة ربما لم تخطر علي بال أي منا..! 
*** 
لذا.. ها آنذا أطالب جميع أجهزة الإعلام المصرية وما أكثرها بأن تجعل من هذه المعجزة مادة تليفزيونية وإذاعية وصحفية دائمة ومستمرة.. تمتد إلي ساعات من الإرسال.. وإلي صفحات من الورقيات المطبوعة..! 
ليس هؤلاء فقط هم الذين ينبغي عليهم فعل ذلك.. بل يجب علي الهيئة العامة للاستعلامات أن تنشط.. وتنشط.. وأن تقدم للعالم شرقه وغربه ما يجري علي أرض مصر وآخرها ذلك المحور العملاق.. وهذا الكوبري المعجزة كما وصفته. 
قد يجيء من يعقب معترضا: 
ومن قال إننا لا نفعل ذلك..؟! 
لا.. يا سادة .. كل ما تقومون به.. ليس إلا مجرد قشور.. أو ليست لديكم القدرة علي الاستمرار.. بحيث تبدو الصورة وكأن الملل قد تسلل إلي أعماقنا.. وهذا غير صحيح علي الإطلاق..! 
ثم.. ثم.. هناك وسائل جاذبة تجعل الجماهير في الداخل والخارج تتلهف علي رؤية "أعجوبة" لا تقل إثارة وأهمية عما ينشغل به العالم صباحا ومساء مثل برج بيزا المائل.. أو تاج محل.. أو حدائق بابل المعلقة.. فتلك كلها قد عفا عليها الزمن.. ولم تعد من الأعاجيب كما كان يطلق عليها من قبل..! 
أيضا.. هذه "الدراما" التي يتحدثون عنها ليل نهار.. زاعمين أنها أم الفنون لا يفهمها إلا أصحابها..! 
أقول هذه الدراما أمامها فرص هائلة تكمن في استثمار تلك المشروعات العملاقة التي أقامتها مصر خلال الخمس سنوات الماضية.. لكي تكون موضعا لسيناريوهات .. وحوارات .. ومجالا لإبداع الذين يستحقون أن يطلق عليهم "مبدعين".. لا جزارين.. أو تجار خردة.. وما شابههم..! 
*** 
علي الجانب المقابل.. فإن إنجازاتنا الحالية لا تجعلنا ننسي .. أو نهمل.. أو نسقط من حساباتنا بعض محاولات الماضي..! 
مثلا.. ألهذه الدرجة أصبحت شركة الحديد والصلب بمثابة مرض معدي لا يجرؤ أحد علي الاقتراب منه.. بحيث ترفض روسيا ذاتها قبول عرض تطويرها وتحديثها.. وهي التي طالما تمنت خلال حقبات زمنية سابقة أن يكون لها تواجد عندنا من أي نوع..! 
لكن الملاحظ أن الروس هذه الأيام للأسف يبدون وكأنهم لا يعجبهم العجب.. ولعل أبلغ مثل.. حكاية.. استئناف رحلاتهم الجوية إلي مصر بصورة كاملة. 
*** 
والآن.. بينما العالم يدخل في عطلة نهاية الأسبوع.. أو دخل بالفعل مثلما هو الحال بالنسبة للعرب والمسلمين.. أو في سبيله إليها.. كما هو عند الأمريكان والأوروبيين.. "السبت والأحد"..! 
أقول واضح هذه الأيام.. أن حدة التهديدات قد خفت سواء من جانب أمريكا.. أو من جانب إيران.. وها هو الرئيس ترامب يقول في تصريح غريب ومفاجئ إنه واثق أن الإيرانيين.. سينضمون إلي مائدة المفاوضات السياسية..! 
إذن.. هل نفهم من ذلك.. أن التلويح بالحرب.. أو التغني بطبولها لا يعدو أن يكون مجرد فيلم سينمائي هوليودي .. أم أن العكس هو الصحيح..! 
صدقوني.. إنه فيلم من أفلام الأمريكان.. إياها ولا شيء أكثر من ذلك..! 
*** 
وبالعودة مرة أخري إلي شئوننا في مصر.. فنحن جميعا مطالبون بتقديم التحية للجنيه الذي طالما قض مضاجعنا.. وكاد يفقدنا الثقة في نفوسنا..! 
هذا الجنيه.. ترتفع قيمته يوما بعد يوم.. وإذا كنت قد أشرت في مقال الخميس الماضي.. إلي انتصاره علي الدولار "الإمبراطور" سابقا .. فها أنذا أعود اليوم.. لأقول إن انخفاض سعر الدولار إلي أقل من 17 جنيها إنما يعد نجاحا مشهودا لمن وضعوا السياسة النقدية وأصروا علي تنفيذها رغم موجات الهجوم الضاري وحدته. 
ألف مبروك.. يا جنيهنا العزيز وإن شاء الله قريبا تقف مع الدولار جنبا إلي جنب في ثقة واقتدار.. يعني الجنيه يساوي الدولار أو العكس. 
*** 
أخيرا.. نحن علي وشك وداع شهر رمضان فقد دخلنا في العشرة أيام الوسطي التي سرعان ما تمر هي وما بعدها وكأنها غمضة عين..! 
الزمن الآن.. يجري في عجالة بالغة.. فمن يصدق أننا الآن قربنا من منتصف عام 2019 ومن يتصور أن شهر رمضان تتوالي أيامه ولياليه وكأننا لا نقدر علي متابعتها..؟!! 
إذن.. ليس أمامنا.. سوي أن نؤدي واجباتنا تجاه الله سبحانه وتعالي بكل إيمان ويقين..! 
نصيحة.. لا تدع لحظة واحدة تمر في حياتك دون أن تقدم ما يقربك إلي ربك الكريم.. عسي أن تلقاه وهو راضي عنك.. وما أحلي رضا الخالق الكريم.. إنه يعني حياة أبدية تنعم فيها بجنات عرضها السموات والأرض . 
اللهم ارزقنا إياها..! 
*** 
ومع ذلك "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا.. واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا".. وبالتالي ليس ثمة ما يمنع أن نتحدث في الرياضة..أو الفن.. أو السياسة.. أو .. أو..! 
من هنا.. أقول للقائمين علي نادي الزمالك.. لا تخشوا أبدا علي لاعبيكم في لقائهم غدا.. مع فريق نهضة بركان المغربي.. وتأكدوا أن كل الظروف في صالحهم.. سواء من حيث الإعداد الجيد.. أو حسن الاختيار.. أو الالتزام بالهدوء.. والابتعاد عن الانفعال لأي سبب من الأسباب..! 
وتأكدوا أنكم سوف تنتزعون النصر.. وتعودون لبلدكم وأنتم مرفوعو الرؤوس لتثبتوا أن من جد وجد.. وأن الحكاية برمتها تكمن في الأفعال..وليست في الأقوال. 
دعونا نرقب وننتظر.. 
*** 
مواجهات 
* أستهل مواجهات هذا الأسبوع بلقطة تستحق التوقف أمامها: 
المواطن توفيق إسماعيل الفيومي يقول إن معه نسخة من المصحف الشريف مطبوع منها 40 ألفا وكلها تحمل خطأ في الآية رقم 114 من سورة الأنعام. 
صحيح الآية يقول: "أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا". 
أما النسخ المتداولة فقد سقطت كلمة "هو"! 
اتصل الرجل بمشيخة الأزهر فلم يعره أحد التفاتا. 
عموما.. إنه يؤكد أن النسخة المغلوطة تحت يديه.. ورقم تليفونه لدي.. والمسئولية في عنق أصحابها.. أو الذين يفترض أنهم كذلك..! 
*** 
* من عاش حياته دون أن يعرف معني العطاء.. لن يجد من يجفف له عرقه في أحرج اللحظات.. 
*** 
* ومن عاش حياته لا يعرف ماذا قدمت يده اليمني لشقيقتها اليسري رزقه الله بثروة طائلة لا تنفد أبدا في الدنيا والآخرة. 
*** 
* الرجال نوعان.. نوع يستحق بالفعل صفة رجل والثاني يظل "بين بين" متأرجحا بين هذا وتلك ..! 
طبعا فهمتم..! 
*** 
* حقا.. وألف حقا.. الغني هو غني النفس.. أما الذين يتشدقون بالأموال ويقضون حياتهم في جمع المليارات.. فهم لا يساوون أكثر من شعرة رأس.. طالها المشيب..! 
*** 
* كم كنت أتمني أن يعود إلي صوابه خلال شهر رمضان .. لكن للأسف مازال علي غيه وضلاله..! 
لذا أقول له: 
أقسي ما يصيب الإنسان.. أن يفقد رحمة الله.. ومع ذلك أرجو أن تنالك رحمته .. فهو العلي المتعالي. 
*** 
* الناس كانوا ورقا لا شوك فيه.. أما الآن.. فأصبحوا شوكا لا ورق فيه. 
"أبو ذر الغفاري" 
*** 
* أعجبتني هذه الكلمات: 
كل مر سوف يمر.. حتي يأتي اليسر الذي يسر. 
*** 
* ونأتي إلي مسك الختام.. لقد اخترت لك هذه الأبيات الشعرية: 
صديقي قال لي يوما يعاتبني 
لماذا أنت كالتمثال أحيانا 
تطيل الصمت حي تبتغي فلكا 
من الأفلاك تأويه وتنسانا 
أطيل الصمت لا للصمت أعشقه 
ولكن فيه دنيا غير دنيانا 
نداء من وراء الكون أسمعه 
فيبعث في حطام النفس.. إنسانا 
*** 
و.. و.. وشكرا