سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان "التزاحم في اللحظات الأخيرة عادة.. يجب التخلص منها"

بتاريخ: 05 يونيو 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*زحام.. زحام.. وخناقات أمام مكاتب البريد والتأمينات والبنوك خلال اليومين الأخيرين من رمضان.. لماذا..؟؟

*الرئيس السيسي مس كبد الحقيقة عندما طالبنا جميعا بضرورة مراقبة أقوالنا وأفعالنا

*حكاية من اليابان.. توضح لماذا هم منظمون .. ومتعاونون..ومقدرون لبعضهم البعض؟

في اليومين الأخيرين من شهر رمضان تكدس الناس أمام مكاتب البريد ومنافذ الصرف في فروع هيئة التأمينات الاجتماعية.. وأمام شبابيك البنوك.. وياليت الأمر اقتصر على التكدس فقط.. بل للأسف نشبت المشاجرات والمشاحنات والخناقات .. حيث إن كل واحد يريد أن يقضي مصلحته ويمضي بصرف النظر عن مصالح الآخرين..!

***

وتلك-للأسف- مشكلتنا كمصريين.. فنحن ننتظر حتى اللحظات الأخيرة.. ثم نتسابق لكي يلحق منا بدور غير دوره.. أو "يتشعبط" في حبل بغض النظر ما إذا كان متينا أو متهالك الخيوط..!

***

وها أنذا أقولها لكم من الآن.. فبالرغم من تحديد موعد الدراسة في الجامعات والمدارس يوم 12 سبتمبر القادم أي بعد نحو أربعة شهور .. إلا أنكم سوف تشهدون مكتبات بيع المستلزمات المدرسية ومحلات الملابس .. ومعظمها لا يوجد فيه موقع لقدم بسبب تلك العادة المتأصلة والتي أحسب أن الأوان قد حان للتخلص منها..!

***

وكما يقول علماء الاجتماع .. إن السلوك الإنساني بمثابة سلسلة متصلة الحلقات ..حيث إن تلك الرغبة في الانتظار حتى اللحظات الأخيرة تنعكس على أسلوب المرء في تعامله مع الآخر وعدم استعداده لتحمل التضحيات- أي تضحيات -ومدى تقبله لمبدأ المشاركة الوجدانية في حد ذاته.. وحرصه على الترفع في أحاديثه وأقواله بحيث لا ينطق بكلمة بذيئة ويرفض لسانه التفوه بلفظ خارج.

***

ولقد مس الرئيس عبد الفتاح السيسي "لب القضية" يوم الاحتفال بليلة القدر عندما تحدث عن السلوك الإنساني بصفة عامة ضاربا المثل بنفسه بأنه لم يقل أبدا لفظا خادشا أو مسيئا لأحد سواء أكان عدوا أو صديقا مطالبا على الجانب المقابل بضرورة مراقبة أقوالنا وأفعالنا وأن نتذكر بأننا سنقف جميعا أمام الله سبحانه وتعالى ليحاسبنا على كل ذلك.

***

نعم.. وألف نعم.. أي تقدم يحرزه أي مجتمع من المجتمعات يتوقف على طبيعة تكوين أفراده.. ليس التكوين البدني.. ولكن النفسي والعقلي.. والذهني والأخلاقي..فالمعايير حينما تكون منضبطة تنضبط باقي الأشياء.. والعكس صحيح بطبيعة الحال..!

وهنا نعود ونكرر على أهمية دور الأسرة والمدرسة والنادي والجامع والكنيسة.. وكافة المؤسسات المهتمة بتنشئة وتربية وتقويم الطفل منذ نعومة أظفاره.

ودعوني أسرد لكم تلك الحكاية في عجالة:

مرة كنت في زيارة اليابان .. وطبعا أول ما يلفت انتباهك عندهم.. تلك الانحناءات المتكررة صباحا ومساء لبعضهم البعض..!

المهم.. رتبوا لي زيارة لإحدى مدارس رياض الأطفال ليشدني نفس المشهد الذي أعترف بأني دهشت له وأعجبت به في آن واحد.

قبل أن أسأل أي سؤال.. قالوا لي وقد أشاروا إلى طفل بطريقة عشوائية.

هذا الطفل يستحيل أن يستولي على لعبة زميله..أو كراسته.. أو جهاز الكومبيوتر الخاص به.. بل حتى لا يفكر في العبث بأي من تلك الأشياء لأنه تعلم ونشأ على احترام ممتلكات الغير..وإرادتهم في نفس الوقت.

إذن الحكاية ليست صعبة..فما الذي يمنعنا من أن نفكر في خلق جيل جديد.. يحترم نفسه ويحترم الآخر ليكون نواة فيما بعد لأجيال قادمة محبة لنفسها وأيضا للمدرسة.. والجامعة.. وكل خلية من خلايا المجتمع.

دعونا نجرب وإن شاء الله سنصل إلى نتائج مثمرة.