سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " الزيادات ترجمة حقيقية للنجاحات "

بتاريخ: 13 يونيو 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

* نسأل مرة.. واثنتين.. وثلاثا:

ماذا يريد المجتمع.. ممن حصلوا علي حقوقهم وأكثر..؟!

* نريد معاملة حسنة.. "انضباط".. "حل العقد" منع الوساطات والاستثناءات.. ثم.. ثم.. إغلاق الأدراج المفتوحة منذ زمن طويل!

* انتبهوا.. انخفاض الدولار.. أمام الجنيه.. لابد وأن يثير حفيظة الحاقدين والحاسدين وأولهم إسرائيل.

* نجاح مصر في "أمم إفريقيا" سيكون شاهدًا جديدًا علي القوة.. والقدرة.. والارادة.

* عذرًا .. حفيدي "مهند"..!

حاولت الحصول علي تذكرة مباريات .. فعرفت ما الحكاية.. وسعدت..!

* سؤال لوزير التعليم العالي:

إذا كان لدينا "وفرة" في الصيادلة فلماذا "القاعدون" في الإجزاخانات.. لا يمتون للمهنة بصلة..؟!

* أليس غريبًا .. أن ينحاز مجلس الأمن للتطرف..؟!

* وأليس استفزازا أن تسلم إيران الجاسوس اللبناني لحزب الله.. وليس للحكومة الشرعية..؟

.. وهكذا تحققت الآمال.. واطمأن الموظفون إلي أنهم سيحصلون علي الزيادات غير المسبوقة في مرتباتهم أول الشهر القادم بعد موافقة مجلس النواب.

يعني أمامنا وأمامهم ما يقرب من عشرين يومًا أقترح أن نعتبرها فترة تمهيدية يدربون خلالها أنفسهم علي أساليب معاملتهم للجماهير الذين يطالبون علي الجانب المقابل بالحصول علي حقوق غابت عنهم طويلا.. وهي حقوق عادية.. وبسيطة.. ولعل أهمها:

* حسن المعاملة .. الانضباط وعدم "التزويغ".

* حل "العقد" المصطنعة وغير المصطنعة.

* منع الوساطات والاستثناءات.. يعني لا تدعني واقفًا في طابور طويل وعندما يقترب دوري للوصول لسيادتك أجدك تقدم غيري بلا سبب مفهوم أو مفهوم من ناحيتك فقط.

أخيرًا.. وهذا هو الأهم.. اغلاق الأدراج التي ظلت مفتوحة علي مدي عقود.. وعقود.. وأحسب أننا جميعًا نعرف حكاية هذه "الأدراج" والتي إذا أغلقت تعطلت المصالح.. وارتفعت الأصوات بالعبارة "السخيفة".. فوت علينا بكره..!

كل هذه المطالب سهلة.. ومنطقية.. بل ضرورية وواجبة لاسيما في ضوء التعديلات الجديدة للمرتبات التي ارتفعت بصورة غير مسبوقة والتي تفرض علي أصحابها.. أن يضعوا في اعتبارهم يوما أن "المال الحلال" هو مفتاح الرزق دون غيره.

عمومًا.. نحن نلمس أن ثمة سعادة بالغة تغمر القلوب.. ومادام ذلك كذلك.. فالنتائج إن شاء الله سوف تكون مبشرة بالخير للجميع.

***

هنا لابد من إعادة الاشارة إلي نقطة جوهرية.. فهذه المرتبات لم يكن ممكنا أن تزيد بهذه النسبة دون إصلاح اقتصادي فعال وناجح.

هذا الإصلاح ــ بالمناسبة ــ هو الذي أدي ضمن ما أدي إلي انخفاض الدولار.. أمام الجنيه يوما بعد يوم.. وتوقعوا.. أو انتبهوا إلي أن تلك الهزيمة التي مني بها الدولار.. سوف تثير حفيظة الحاقدين والحاسدين ولعل أولهم إسرائيل التي مهما أبدت من نوايا طيبة أو غير طيبة.. لا تريد لمصر التفوق.. أو التميز.. أو أن تكون الأكثر جذبًا للسياح.. مقارنة بها..!

وفي جميع الأحوال.. فإني متفائل شخصيًا بأن خطوات النجاح المصرية.. سوف تزداد.. وتتسع مع طلعة شمس كل صباح.

***

وبما أننا قد أصبحنا والحمد لله.. بالغي الثقة في أنفسنا.. فنحن مطمئنون إلي نجاح بطولة الأمم الأفريقية التي ستجري فوق أراضينا.

لقد عقد الرئيس عدة اجتماعات مهمة ضمت عددًا كبيرًا من معاونيه قائلا لهم:

نريدها احتفالية متميزة علي أرضنا مشددا علي ضرورة اتخاذ كافة التدابير والاجراءات قبل انطلاق البطولة حتي تخرج بالصورة المثلي فضلا عن حسن ادارة جوانبها الاقتصادية وعوائدها السياحية.

وبكل المقاييس.. سوف تتحول توجيهات الرئيس إلي برنامج عمل يعكس مدي قدرة وعزيمة وارادة المصريين في عصرهم الجديد.. وها هي المؤشرات الأولية تتنبأ بتحقيق النجاح المنشود.. وقد تمثلت تلك المؤشرات في حجز تذاكر المباريات وكيف أنها تتم بالدقة الواجبة ووفقا لبرامج معلومات متكاملة مما أدي إلي اختفاء السماسرة والوسطاء وتجار السوق السوداء الذين طالما عانينا منهم من قبل في مناسبات مماثلة..!

وبالمناسبة طلب مني حفيدي "مهند" ثلاث تذاكر له ولصديقيه.. لأية مباراة من المباريات دون تحديد واحدة بعينها..! بصراحة.. لم أكن أعرف ما يجري.. وعندما سألت عرفت.. وسررت في آن واحد.

لقد أبلغني من أبلغني.. أن الجميع سواء.. وطرق الحجز معلنة وواضحة.. وبالتالي لا فائدة من تضييع الوقت فيما لا يفيد..!

وها أنذا أقول للعزيز "مهند".. اعتمد علي نفسك.. وتول الحجز بمعرفتك أنت وأصدقائك.

ولعلنا ننتهز الفرصة لنضع لحياتنا نهجا جديدا.. نقيم أسسه وقواعده وفقا لمقومات الحق والعدل والمساواة.

***

وقبل أن ننتقل من شئوننا الداخلية إلي العالم الخارجي.. فإن ثمة سؤالا يدق رأسي بعنف أوجهه للدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي:

السؤال يقول إذا كان لدينا وفرة في الصيادلة مما سيجعلنا نقلل من اعداد المقبولين بكلياتها.. فما المبررات إذن لتسليم تلك المسئولية الجسيمة.. مسئولية إعداد وتجهيز وبيع الدواء لأناس لا علاقة لهم بالمهنة.. بل معظمهم طلبة جامعات.. أو خريجو كليات سياحة أو آداب.. أو.. أو.. بل منهم للأسف "عمال ديلفري"؟؟

***

والآن .. دعونا نعبر الحدود إلي مكان بعيد.. إلي مدينة نيويورك مقر الأمم المتحدة بمؤسساتها وهيئاتها.. ووكالاتها المتخصصة وغير المتخصصة بما فيها مجلس الأمن.

تصوروا مجلس الأمن هذا الذي لجأت إليه الحكومة الشرعية في اليمن معلنة احتجاجها علي عدم حيادية مندوبه المكلف بحل الأزمة اليمنية وانحيازه للحوثيين المتطرفين..!!

وجاء الرد.. إن هذا المبعوث.. أفضل وأحسن رجل.. وبالتالي يتعذر تغييره..!

بالله عليهم ماذا نقول..؟!

وحتي إذا قلنا .. ما فائدة الكلام..؟!

المعروف أن التحالف الدولي لتحرير اليمن من المتطرفين تسانده الولايات المتحدة الأمريكية التي لا يستطيع مجلس الأمن ولا غيره.. اتخاذ قرار دون موافقتها.. أو توجيهاتها.. أو تعليماتها..!

وعلي هذا الأساس.. فلابد أن تكون أمريكا راضية عن القرار الخاص بالمبعوث الأممي لليمن.. الذي لا يرضي الحكومة الشرعية ولا قوات التحالف..!

لقد حيرونا.. وكلما يقترب حل احدي المعادلات الصعبة من جهة.. سرعان ما يتدخلون هم أنفسهم لزيادتها تعقيدًا..!

***

وفي جميع الأحوال إذا كان قرار مجلس الأمن يثير الاستغراب.. فإن ما تقوله إيران يوما بعد يوم يشعل نيران الاستفزاز وأقرب هذه النوادر الاستفزازية.. قيام حكومة طهران بالإفراج عن جاسوس لبناني كانوا قد ألقوا القبض عليه منذ خمس سنوات.. وهذه الأيام قرروا الإفراج عنه.. وتسليمه.. ليس للحكومة الشرعية.. بل لحزب الله.. استجابة لوساطة أمينه العام حسن نصر الله..!

ليس هذا فقط .. بل الذي سافر إلي طهران وقام باستلام الجاسوس "تزار زكا".. هو مدير الأمن العام اللبناني "الرسمي" اللواء عباس إبراهيم.. والذي يتضح من الشواهد أنه عقب وصوله إلي بيروت توجه به إلي أحد مقار حزب الله.. وليس للحكومة..!

هل هناك من أعاجيب.. وآلاعيب.. وصفقات.. ومؤمرات.. وتوازنات.. أكثر من ذلك..؟!

فليفيدونا .. أفادهم الله.. أو بالأحري لا أفادهم الله.

***

و.. و.. شكرا