* بعد التخلص نهائياً من الظاهرة التي طالما مثلت سُبة في جبين الوطن
* لا عشوائية واحدة في مصر.. معقول..؟!
نعم معقول.. نتيجة الجهد والعمل والإصرار والحرص علي أن يعيش القوم كلهم.. حياة إنسانية مشرفة
* الآن.. لابد أن نكون عرفنا أصل الحكاية
بالله عليكم.. من كان يصدق أن يحدث ذلك الذي حدث..؟!
تلك العشوائيات التي طالما مثلت سُبة في جبين الوطن ستختفي نهائياً من حياتنا بعد ما لا يقل عن ستة شهور من الآن..؟!
هل تذكرون القاطنين تحت صخرة المقطم.. والذين كانوا يعيشون مكدسين بالعشرات داخل ملاجئ.. أو مخيمات.. أو أكشاك من الصفيح.. في مواقع متناثرة هنا.. وهناك..؟!
الحمد لله لقد تم توفير حياة كريمة لهم ولغيرهم لكي تضرب مصر القدوة والمثل في قهر المستحيل..!
بديهي.. لم يكن ممكناً أن نحقق ذلك الإنجاز الهائل دون إرادة سياسية حقيقية.. تؤمن بضرورة تغيير وجه الحياة في مصر.
من هنا.. جاءت توجيهات الرئيس السيسي وتعليماته ومتابعته الدقيقة في كل يوم.. وكل لحظة.. حتي كانت الطفرة الكبري.. وأنشئت أحياء جديدة قامت وفقاً لخطط مرسومة.. وأسس متينة.. بعد أن كان عندنا 40% من المدن والقري بدون تخطيط.
ها هو حي الأسمرات 1 و2 و3 بالمقطم.. الذي ضم في حضن دافئ القادمين من غياهب الجب ليعيشوا تحت أضواء الشمس الساطعة.
.. ها هي المحروسة 1 بمدينة السلام والمحروسة 2 والمحروسة 3 وها هي روضة السيدة زينب وروضة البحر الأحمر.. و.. و..!
باختصار شديد.. لقد تكاتف المجتمع كله حول إرادة الرئيس السيسي.. فجاءت تلك النتائج المذهلة.
طبعاً.. لا تنسوا أن تلك العشوائيات كانت من أخطر البؤر لتفريخ ودعم الإرهاب والإرهابيين.
ومن أهم عوامل الفساد الاجتماعي والأسري والأخلاقي.. فكم من جرائم زنا المحارم تم ارتكابها.. وكم من عمليات اغتصاب وشذوذ.. تتم "عيني عينك" تحت سمع وبصر الأهل والأقارب بمن فيهم الآباء والأمهات..!
من هنا.. فإن الرسالة التي ستصدرها القارة في شهر ديسمبر القادم تكون مثار مباهاتنا وافتخارنا أمام الدنيا بأسرها.. لأنها ستؤكد كيف أننا تفوقنا علي الكثيرين في الغرب والشرق.
تفوقنا علي الولايات المتحدة الأمريكية التي تزخر أحياء سكن الزنوج فيها بأغرب أنواع العشوائيات.
تفوقنا علي بريطانيا التي تشهد بعض مدنها.. حياة غير منظمة لمواطنين إنجليز تربوا فوق أرض بلادهم.
أما بالنسبة لأفريقيا.. فحدث ولا حرج.. فالظاهرة تتفاقم يوماً بعد يوم.
حتي الدول العربية.. الثرية منها وغير الثرية لا تخلو من العشوائيات التي تنتشر علي أطراف المدن والتي منها ما أقيم بطريقة فردية.. وأيضا من خلال وسائل جماعية..!
وفي جميع الأحوال فإن مصر.. من حقها - كما أشرت آنفاً - أن تزهو أمام العالمين بنجاحها في التغلب علي مشكلة من أعقد المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والأسرية.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فقد حان الوقت لنعرف جميعاً أصل الحكاية..!
والحكاية التي أعنيها.. تتلخص في أن تكون مصر هدفاً للأكاذيب.. والحكايات المفبركة.. والأخبار التي تنبع من خيال المرضي والحمقي..!
وهذا ما أثبته تقرير استطلاع للرأي الدولي الذي تضمن ضمن ما تضمن أن مواقع التواصل الاجتماعي لا يتوقف زيفها وضلالها وخداعها ليلاً ونهاراً وأن مصر تحتل المرتبة الأولي في الأخبار المضللة من خلال شبكة الإنترنت..!
وهكذا يكون قد اتضح الآن.. أسرار إطلاق الإشاعات.
وهكذا.. انكشف المستور.. وتأكدوا أن وراء هذه الحيل والأكاذيب.. جماعة الإخوان الإرهابية ومن يسيرون في فلكها..!
لكن.. ها هي ورقة التوت الأخيرة قد سقطت عنهم ليعرف القاصي والداني أنهم أناس سيئو السمعة.. منحرفو السلوك.
ولعلها فرصة لكي نوضح ونشرح أن من أهم أسباب ذلك الحقد.. وتلك الغيرة.. ما نحققه يوماً بعد يوم.. من استقرار سياسي.. وأمني.. ونجاح اقتصادي.
ويكفي هذا الارتفاع الملحوظ في سعر الجنيه الذي قلت عنه في مقال أول أمس الخميس إنه سيثير حفيظة الكارهين.. والحاسدين وأولهم إسرائيل..!
لذا.. أنصحكم بأن يعمل كل منا ما في وسعه لدعم الجنيه ومساندته والوقوف بجانبه حتي يتقدم ويرقي ليصل إلي اليوم الذي يستطيع أن يهزم فيه هذا المغرور الأخضر المسمي بالدولار.
أرجوكم.. أرجوكم.. أرجوكم.. اعلموا جيداً.. أن قوة الجنيه من قوتنا وتقدمه يعكس تقدمنا وثباته في المعركة يؤكد علي أننا نملك من الأدوات والأسلحة ما يمكننا من دحر المنافقين.. والمتشدقين بالكلمات الذين توهموا يوماً أن الدنيا قد دانت لهم بالولاء.
ومع ذلك.. فإن من حقنا أن نتساءل: هل الاستعانة بشركة أجنبية أو بالأحري أمريكية مثل شركة ماكينزي لإجراء إصلاح إداري في مصر.. يمكن أن تكون منزهة عن الهوي؟! وهو إصلاح يتطلب ولاشك الغوص في أعمال الأعماق.. وفتح جميع الملفات.. ونزع الأحشاء من داخل الدواليب المغلقة وغير المغلقة.
فهل نضمن حسن النوايا؟
من حيث المبدأ.. أنا شخصياً أؤيد ضرورة الاستعانة بخبراء أجانب للقضاء علي بيروقراطية وروتين طالما عانينا منها علي مدي عقود.. وعقود..!
لكن السؤال:
هل نضمن ولاء ماكينزي..؟!
أم أنها ستخترق الثغرات وتضع يديها علي مكامن العيوب.. وأوجه القصور.. انتظاراً ليوم.. أو أيام تحقق فيها مكاسب علي حسابنا..؟!
الله وحده أعلم.. ودعونا نجرب.. ونرقب وننتظر..!
والآن.. دخلنا في موسم الصيف.. وبدأت الأفواج تتدفق علي المصايف والشواطئ.. ولاشك مع حلول الصيف لابد أن تقفز إلي الأذهان رواية إحسان عبدالقدوس الشهيرة البنات والصيف التي كتبها عام 1959.
اليوم.. يكون قد مر ستون عاماً علي هذه الرواية التي لم يأت مثلها طوال تلك المدة.. فهل البنات.. هن البنات.. وهل الإسكندرية التي دارت فصول الرواية علي شواطئها هي نفس الإسكندرية..؟
وهل العادات والتقاليد.. هي نفسها..؟!
وهل ظهر عندنا روائي وقاص لديه نفس موهبة إحسان عبدالقدوس..؟!
أرجوكم لو توصلتم إلي الإجابة عن تلك الأسئلة.. أن تبعثوا لي بها أفادكم الله وأفادنا.
ثم.. ثم.. دعونا نعبر الحدود لنتوقف أمام قضيتين مهمتين:
* الأولي: ضرب المدنيين الأبرياء بالصواريخ في مطار أبها السعودي.. والمعتدون طبعاً.. الحوثيون المتطرفون الذين تستخدمهم إيران كأدوات ذميمة لها.
حينما وصل الأمر ولاشك إلي حد إسالة دماء الأطفال والنساء والرجال الذين لا ذنب لهم ولا جريرة.. اللهم إلا أن مرتكبي الجريمة أناس فاقدو العقل والضمير والإنسانية عندئذ يصبح علي الدنيا السلام.. ومع ذلك يصر مجلس الأمن علي الإشادة بالمبعوث الأممي وعلي حياديته وجهده في تحقيق السلام..!
أقول حينما يصل الأمر إلي كل ذلك بالمسئولية تحتم علي المجتمع الدولي.. بعيداً عن مجلس الأمن التدخل لردع هؤلاء.. المهووسين.. وإلا فسوف يستمرون في غيهم وضلالهم إلي أقصي مدي..!
أمريكا مطالبة بموقف أكثر حزماً.. نفس الحال بالنسبة لبريطانيا وفرنسا وألمانيا.. وإلا فسوف ينفلت الزمام أكثر وأكثر وبعد ذلك يصبح من الصعوبة بمكان محاصرة الخطر كما ينبغي أن يكون..!
يا سادة.. الوضع في اليمن.. يتفاقم من أسوأ إلي أسوأ وللأسف النيام كثيرون.. كثيرون..!
* أما القضية الثانية فهي قضية السودان الشقيق.. لقد سبق أن نبهنا إلي أن الخلافات لن تزيد الأزمة إلا تعقيداً.. وبالتالي لابد من حلول واقعية.. وإلا أتت الرياح بما لا تشتهي السفن..!
ها هم يقولون إن ضباطاً إخوانجية حاولوا القيام بانقلاب يمكنهم من سيطرة العصابة علي الحكم..!
تصوروا لو كان هذا الانقلاب قد نجح.. ماذا كان يمكن أن يحدث..؟!
ببساطة شديدة.. سيتفكك الوطن.. ويتقاتل الناس مع بعضهم البعض.. والفئة الباغية.. تحرض وتقتل وتتشفي.. و.. و.. وتتفرج..!
أيها الإخوة السودانيون.. حذار.. حذار.. من الفرقة.. حاولوا قدر استطاعتكم تنحية الخلافات جانباً.. وانسوا أو تناسوا.. أية مصالح ذاتية.. وإلا فالكارثة لن تبقي ولن تذر..!
اللهم.. قد أبلغنا.. اللهم.. فاشهد..
مواجهات
* إذا طلع الصباح.. علت البسمات الوجوه..!
لكن إذا افترضنا أن الصباح لم يطلع ماذا يمكن أن يحدث..؟؟
* الحب الحقيقي.. أن تواجه عناد الطرف الآخر.. باللين والمودة.. والرقة.. وإلا انقلب هذا الحب إلي كراهية ما بعدها كراهية..!
* فرق كبير بين من ينام وهو قرير العين.. وبين من تثقل الأوهام والشكوك والمشاكل قلبه وعقله.. فيضيع بين متاهات أحلام الرعب والفزع وتلك قمة الخطر..!
* تأتي علي الإنسان لحظة يوقن عندها.. أن من رافقه الطريق منذ زمن طويل.. يستحيل تركه بلا غطاء أو حماية. عندئذ.. الله سبحانه وتعالي يحاسب الجاني حساباً عسيراً.
* الناس في السكينة سواء.. فإن جاءت المحن تباينوا.
"عبدالرحمن ابن خلدون"
* شكراً لمن يلتمس لنا العذر قبل أن نعتذر ولمن يقدر ظروفنا قبل أن نشرحها ولمن يتحملنا رغم عيوبنا.
فأسوأ الناس في حياتنا.. من يغضب منا فينكر فضلنا ويفشي سرنا ويقول عنا ما ليس فينا.
* بالمناسبة.. حاولت مرة من خلال المساحة تقديم النصح للأخ والصديق رشاد رفاعي رئيس شركة مصر للسياحة.. فأخذ الكلمات علي غير معناها فماذا كانت النتيجة..!
ها هم.. سيصدرون خلال أيام قراراً بتنحيته من موقعه..!
تري.. لو كان استجاب لرأي مخلص سديد..؟!
* أخيراً.. أقول لك:
الله وحده الذي يبده سعادتك فلا تبحث عنها بعيداً عنه.
* وهذا مسك الختام.. اخترت لك تلك الأبيات الشعرية لفضيلة الإمام الشافعي:
رأيت الناس قد مالوا إلي من عنده مال
ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوا
رأيت الناس قد ذهبوا إلي من عنده ذهب
ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا
رأيت الناس منفضة إلي من عنده فضة
ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة
و.. و.. وشكراً.