فليعلموا جيداً .. أن المفاوضات المباشرة
تفتح طرائق الحل.. أما الخصام فلا يؤدي
إلا لمزيد من الفرقة والبعاد!!
أخيراً.. كلمة عتاب لجامعة الدول العربية:
لماذا تتحركين دائماً .. متأخرة؟!!
هل يدرك الإخوة السودانيون أنه كلما احتدت خلافاتهم
تاهت منهم معالم الطريق يوماً بعد يوم!!
وهل يعلم الإخوة السودانيون.. أنهم كلما أداروا ظهورهم
لبعضهم البعض.. اتسعت هذه الخلافات أكثر وأكثر؟!!
وهل يعلم الإخوة السودانيون أن الشعوب التي تمكنت منها
نار الفرقة.. تحولت إلى حمامات دماء.. وإلى أمواج متلاطمة
من العنف.. والعنف المضاد؟!!
***
إذا كان الإخوة السودانيون يعرفون ويدركون
ويتفهمون تلك الحقائق، ثم يستمرون على مواقفهم
المتشددة بين كل فريق وآخر. فإنهم بذلك يرتكبون
خطأ جسيماً، لن يعرف مداه سوى الله سبحانه
وتعالي!!
ها هي الأزمة تتفاقم نتيجة الهوّة الشاسعة بين المجلس
العسكري المؤقت، وبين ما تسمى بقوى الحرية والتغيير،
التي ينضم إليها كل يوم أحزاب.. وأشخاص.. وجماعات..
كانت متوارية تحت ظلال النخيل منذ ما يقرب من عشرين
عاماً!!
وللأسف لا يفهم هؤلاء.. وأولئك.. أن من يقفزون
على مسرح الأحداث فجأة.. ليسوا منزهين عن الهوى
مهما كانت المبررات والحيثيات.. و.. و.. وليتذكروا
جميعاً.. أن الطرف الثالث الذي سبق أن عاث في
الأرض فساداً من قبل في دول، بعضها قريب من
السودان أو بعيدة عنه.. هو من كان أس البلاء!!
***
ثم.. ثم.. وهذا هو الأهم أن المفاوضات المباشرة بين الأطراف
وبعضها البعض، تفتح الطريق للحل.. أما أن يخاصم هذا
ذالك.. وأن ترفض فئة لقاء فئة أخرى.. فتلك ليست سياسة
بمعناها الصحيح، والمفهوم، لقد حاولت أثيوبيا التدخل لحل
الأزمة.. ولم توفق.. وإن كان السودانيون قد أحسنوا عندما
رفضوا نقل المفاوضات إلى أديس أبابا، مصرين على أن يتم
التلاقي فوق أراضيهم، وليس فوق أراضى غيرهم!!
في نفس الوقت .. يحسب للمجلس العسكرى يقظته
وسلامة قصد أعضائه عندما اكتشف محاولة انقلاب،
دبر لها مجموعة من الضباط المنتمين لجماعة
الإخوان المسلمين، الإرهابية!!
ومن هنا يثور السؤال:
ترى.. لو أن تلك المحاولة قد نجحت ـ لاقدر الله - ماذا كان
سيئول إليه المصير؟!!
وفي هذا الصدد أعجبني ما أدلى به مؤخراً "تيبور
ناجي" مساعد وزير الخارجية الأمريكية.. حيث قال
بالحرف الواحد محذراً أهل السودان:
الفوضى قد تنتهي إلى نموذج ليبيا.. أو الصومال.
ثم أضاف:
بديهي.. آخر شيء تريده مصر أن يكون لديها على حدودها
الجنوبية ليبيا أخرى.. بالضبط كما أن آخر شيء تريده
أثيوبيا هو صومال آخر على حدودها الشمالية الغربية..
أو.. أو أن يعود القوم إلى نقطة الصفر.. وهذا ما لم يعد
مقبولاً الآن!!
***
استناداً إلى كل تلك الحقائق، وانطلاقاً من هذه
التحذيرات، أو النصائح.. أو أو.. أقول للإخوة
السودانيين
مازالت الفرصة قائمة أمامكم للوفاق.. والوئام
والسلام. ونرجوكم.. نرجوكم ألا تضيعوها!!
وأخيراً.. سؤال وعتاب لجامعة الدول العربية
لماذا تتحركين دوماً متأخرة؟!!
ها هو الاتحاد الأفريقي يحاول التدخل سواء سلباً
أو إيجاباً. وها هم الجيران والأصدقاء يسعون للم
الشمل!!
ثم.. ثم بعد ذلك كله. يذهب أحمد أبوالغيط اليوم
إلى السودان!!
سيادة الأمين العام:
كنت أتمنى أن تكون في مقدمة الساعين للمصالحة!!
عموماً شكرأ وألف شكر مع دعوات وتمنيات بأن ينقذ
الله سبحانه وتعالى شعب السودان الشقيق والجار والصديق
من "دوامات" قد لاتبقى ولا تذر.