سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " أخيرا.. اللغة العربية تحاول استرداد مكانتها بعد طول غياب "

بتاريخ: 19 يونيو 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

أخيرا.. اللغة العربية تحاول استرداد مكانتها بعد طول غياب

فاتحة خير.. حصول 53 شابا على الدرجة النهائية

ربما.. الوقت قد حان.. لتصحيح المسيرة

وامتحان القبول فى كلية الإعلام.. ضرورى.. ولازم.. ولكن:

ماذا عن التعليم المفتوح؟!

 

 

غمرتنى سعادة بالغة عندما عرفت شأنى شأنكم بأن هناك 53 شابا مصريا من أصل 19 ألفا يجيدون اللغة العربية إجادة كاملة.

هؤلاء الشبان هم الذين - كما قالت وزارة التربية والتعليم - حصلوا على الدرجات النهائية بعد تصحيح العينة العشوائية للاجابات.

ومعنى الحصول على الدرجات النهائية أنهم لم يخطئوا لا فى النحو.. ولا فى الصرف.. ولا فى الإملاء ولا أى شىء.. وبالتالى يعتبرون ركيزة أساسية لجيل أو أجيال تتقن اللغة الأم وهذا ما افتقدناه على مدى زمن طويل.

للأسف.. تفرخ لنا الجامعات من خلال الكليات المتخصصة مثل دار العلوم.. والأقسام المتخصصة أيضا فى اللغة العربية بكليات الآداب وما أكثرها.. أناس لا يعرفون الفارق بين الفاعل والمفعول به.. أو بين المبتدأ والخبر.. أو بين المضاف والمضاف إليه!

حتى الامتحانات التى تصر وزارة التربية على إجرائها لشعبة المدارس الدولية قبل حصولهم على الثانوية العامة.. هى مجرد امتحانات شكلية يسودها فى الأغلب عمليات الغش العلنى لاسيما وأن الطالب يكتفى بنسبة 50٪ سواء فى العربى أو الدين ليصبح بعد ذلك مؤهلا للالتحاق بالجامعة..وهكذا دواليك.

الجميع يدورون فى نفس الدوامة.. وما من جديد.. سوى سيناريوهات مكررة.. ومعادة.. ليس لها حبكة درامية أو غير درامية!

>>>

كما سعدت أيضا لأن كليات الإعلام سوف تجرى اختبارات قبول بعيدة عن مكتب التنسيق.. وهى خطوة إيجابية بكل المقاييس.

طالب الإعلام - يا سادة - ثم الخريج بعد أربع سنوات لابد له من مقومات معينة.. أهمها حسن المظهر.. والثقة بالنفس.. وإجادة لغة أجنبية.. ثم.. ثم.. الموهبة حتى لا يستقبل المجتمع عاما بعد عام.. طوابير ممن رقصوا على السلالم.. فلا هم.. صحفيون.. ولا إذاعيون.. ولا تليفزيونيون فىنفس الوقت يظنون فى أنفسهم.. ان شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد وميكروفونات الإذاعات.. كلها سوف تمنى بخسارة فادحة إذا لم ينضموا إلى صفوفها!!

>>>

على الجانب المقابل.. فإن السؤال الذى يدق الرءوس بعنف:

وماذا عن التعليم المفتوح الذى لا أعرف ما إذا كان مستمرا أم لا.. فهل ينطبق على المتقدمين له نفس الشروط التى يخضع لها الطلبة النظاميون أو الذين يفترض أنهم كذلك؟!

صدقونى التعليم المفتوح هذا أساء اساءة بالغة لسمعة الجامعات بصفة عامة.. لأنه لم ينتج سوى نوعيات متواضعة المستوى.

يعيش أصحابها ويموتون دون أن يعرفوا كيف يكتبون خبرا.. أو ينفذون تحقيقا صحفيا.. أو يجرون متابعة سريعة لحدث طارىء أو جريمة غامضة مفاجئة!

هذا ما لمسناه جميعا بالنسبة لخريجى الإعلام المفتوح.. أما فيما يتعلق بباقى الكليات.. فلا أعتقد ان الموقف سيختلف كثيرا!

>>>

عموما.. وفى جميع الأحوال من حق مكتب التنسيق والمؤيدين له والذين عاش فى كنفهم عقودا.. وعقودا.. أن يصفقوا ويهللوا لأن هذا المكتب العتيق مازال متشبثا بالحياة رغم انه فى رأيى من أهم أسباب ضعف المستوى.. وبالتالى هو الذى يقف وراء انصراف معظم الدول العربية وغيرالعربية.. عمن خرجوا من تحت عباءته!!

>>>

فىِ النهاية.. أرجو التوفيق لأبنائنا وأحفادنا من طلبة الثانوية العامة وأن تتاح لهم فرصة الالتحاق بالكليات التى يفضلونها.. لا التى تفرض عليهم فرضا!!

كما أتمنى أن يختلف المناخ العام القادم اختلافا جوهريا.. وجذريا.. فى الشكل والمضمون فى آن واحد.. وأن تتوالى ثمار تطوير التعليم يوما بعد يوم!

و.. و.. وشكرا..