سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان "وماذا تنتظرون.. من ثالوث الشر "اللعين"!"

بتاريخ: 22 يونيو 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

.. وماذا تنتظرون.. من ثالوث الشر "اللعين"!
الوالي التركي يتغني بالديمقراطية.. وهو أكبر دكتاتور في العالم..!
.. وأمير قطر شعبه ينزف دماً.. ثم يرقص علي أشلاء ضحاياه..!
والانفصالي الأكبر في "غزة".. متخصص في قتل أبناء شعبه..!
ثم.. ثم.. خالد مشعل هذا.. ما مهمته في الحياة أصلا..؟
بوخارست من مدينة شديدة الظلام إلي عاصمة دولة أوروبية متقدمة..!
الرومانيون عانوا كثيراً.. وصبروا.. فغيروا حياتهم تغييراً جذرياً!
أحلي فرصة أمام السياحة.. أرجوكم.. أرجوكم عدم الاستغلال!
محاولات إعادة الحياة لـ "قها" وإدفينا.. تبشر بالأمل في الاحتفاظ بقطاع الأعمال!
يستحيل.. أن تفكر الحكومة في رفع سعر الرغيف.. نحن واثقون من تأكيداتها..!
إعانات العاطلين في أمريكا.. تراجعت تماماً وطبعاً ترامب مبسوط.. وكل يوم يشتم الديمقراطيين..!
وحملته الانتخابية تجمع 50 مليون دولار خلال يومين
الصيف بدأ رسمياً أمس.. أهلاً وسهلاً.. ولكن:
الناس في هذا الكون.. ليسوا جميعاً أسوياء.. فالله سبحانه وتعالي لم يجعلهم كأسنان المشط.. بل جعلهم مختلفي الأشكال والألوان.. والطباع والعادات.. و.. و..! 
ومع ذلك.. فهناك من بين غير الأسوياء.. من يشعرون بالخجل بينهم.. وبين أنفسهم.. أو حينما يحكموا ضمائرهم ولو مرة.. أو مرتين.. خلال مسيرتهم العرجاء في الدنيا..! 
في نفس الوقت.. توجد طائفة يصر أفرادها علي ممارسة الخطأ والخطيئة دون وازع من دين أو أخلاق ضاربين بالقيم والمعاني عرض الحائط.. وإذا جاء من يحاولون إثناءهم عن أفعالهم الرديئة.. يكابرون ويعاندون لأن الطبع هنا يغلب التطبع..! 
*** 
ولعل ما يؤكد تلك الحقائق في عالم الواقع.. "ثالوث الشر اللعين" الذي يضم كلاً من الوالي العثماني الجديد.. الباغي والطاغي.. المتكبر رجب طيب أردوغان رئيس تركيا ومعه كل من تميم بن حمد أمير قطر الصغير.. ومع طرفيهما.. الانفصالي الأكبر في غزة.. إسماعيل هنية الذي يستخدمه الاثنان.. كبوق رخيص يردد نفس عباراتهما وكلماتهما التي ينطبق عليها وصف واحد.. هو "قلة الأدب"..! 
وقديماً وحديثاً أيضا.. قالوا إن قليل الأدب يأبي إلا أن يكون.. مجرد حذاء في قدم غيره يذهب به يميناً وشمالاً كيفما يشاء وحسبما ما يريد..! 
*** 
رجب طيب أردوغان هذا يتغني بالديمقراطية.. ويتاجر بالحرية.. وهو أول من يضربهما في مقتل آناء الليل وأطراف النهار..! 
هذا الرجل الذي يريد تنصيب نفسه والياً عثمانياً جديداً.. عقدته في الحياة.. رجل آثر أن يرفع صوته بكلمة الحق.. فكان له العدو المبين..! 
إنه عبدالله جول الذي اكتشف ألاعيب زميله وصديقه القديم فكان له بالمرصاد..! 
المهم.. استغل الأخ أردوغان.. هذا الخلاف الحاد.. لينتقم من الشعب التركي أشر انتقام..! 
يعتقل هذا.. يقتل ذاك.. يفصل كبار ضباط الجيش.. والقضاة.. وأساتذة الجامعات.. و.. و.. و..! 
لا شك كل تلك الأفعال مكشوفة للعيان سواء داخل تركيا أو خارجها.. لكن ما يثير الدهشة أن "الدكتاتور" المستبد.. والقاسي.. والقاتل.. يتغني بالديمقراطية التي هي منه براء.. ويروج للحرية التي لا تعرف لها طريقاً عنده..! 
ولعل ما حدث منذ أيام قليلة مضت خير شاهد وأبلغ دليل.. فقد قام زبانيته بحملة اعتقالات واسعة في الفجر لاعتقال 1500 ضابط كبير في الجيش التركي..! 
وعندما طلعت الشمس كان أردوغان يخطب في الجماهير متطاولاً علي أسياده.. وأسياد أسياده.. ومنصباً نفسه مدافعاً عن الحق الذي يمزق خيوطه تمزيقاً وعن العدل الذي يؤكد أصحابه الحقيقيون أنهم يتعاملون مع أسوأ نموذج بشري في التاريخ.. فهم يصفونه بالحاكم البلطجي الذي نزع كل ثياب الشرف والفضيلة..! 
*** 
وبما أن الطيور علي أشكالها تقع ــ كما يقولون ــ فبديهي أن يضم أردوغان إلي جوقته أو بالأحري خليته واحداً نذر نفسه لتبديد ثروة بلاده علي سفك الدماء وعلي تخريب وتدمير ديار الآخرين.. وهو الأمير الصغير تميم بن حمد. 
وهكذا.. كلما نفث أردوغان سماً من سمومه.. سرعان ما يأتي تميم.. لينشر هذا السم بين ربوع الآمنين.. وكأن الاثنين يجدان في الانجراف عن الطريق القديم ضالتهما المنشودة..! وفيما بين ظواهر الضلال والكذب و الرياء.. ومشاهد الزيف والخدع.. يأتي رجل تعود علي تغيير وجهه في اليوم مائة ألف مرة ومرة فتارة يشن هجوما ضارياً ضد إسرائيل.. وتارة أخري يتعامل معها باللين.. والنغمة الهادفة التي تبدو و كأنها مقطوعة موسيقية..! 
وهذا الرجل هو الذي اتخذ من الانفصالية وسيلة وغاية.. فقد أقام دولته في غزة علي الترهيب.. والتخويف.. تاركاً السلطة الرسمية تناضل وحدها في معركة المصير..! 
من هنا.. فالجميع يجدون "إسماعيل هنية" جاهزاً دائماً.. أردوغان يشير له بطرف اصبعه.. فيأتيه مهرولاً.. وتميم يبعث له بالفتات من المعونات.. فيلهفها لنفسه ولأعوانه تاركاً باقي الشعب المغلوب علي أمره.. صامتاً.. محروماً.. عارياً.. مريضاً. 
*** 
وقطعاً هذا الثالوث.. يحتاج إلي ندابة مآتم.. تلطم الخدود.. وتذرف الدموع الزائفة.. وتلطخ رأسها في الطين.. حزناً علي شخص غادر الحياة لا تعرف أصله ولا فصله.. لكنها مهنة يستخدمها البعض لتسخين "الجو"..! 
هذه الندابة تتمثل في خالد مشعل الذي سبق أن رأس المكتب السياسي لحماس قبل إسماعيل هنية.. والآن يعيش في قطر عيشة الأثرياء.. المفعمين.. حيث ينفق عليه الأمير تميم ببذخ وبلا ضابط أو رابط.. مقابل قيامه بدور الندابة.. وهذا دور ليس من السهولة بمكان بالنسبة لرجل.. أو شبه رجل يدعي البطولة والشجاعة ويمارس النضال من خلال الميكروفونات الزائفة.. بينما هو في الأساس يتساوي مع "لواحظ" الندابة.. لاطمة الخدود.. مقابل أجر معلوم أو غير معلوم..! 
*** 
الآن.. وبعد السطور السابقة التي رأيت أنه من الأهمية بمكان أن أستهل بها مقال اليوم.. حتي تسقط الأقنعة.. وحتي ينكشف المخادعون.. والمتاجرون بالشعارات.. والذين حولوا شعوبهم إلي مجرد "دمي".. يتسلون بها.. ثم يتركونها.. ويرحلون..! 
الآن.. دعونا نتمعن في النقاط المضيئة في هذا الكون التي تشع أملاً وتفاؤلاً وحباً وخيراً..! 
بالأمس.. أنهي الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارته لرومانيا.. ولمن لا يعرف .. هذا بلد أوروبي.. عاني شعبه كثيراً.. ثم حاول.. وجد.. واجتهد.. وصبر.. ليغير أبناؤه في النهاية حياتهم تغييراً جذرياً..! 
منذ نحو ثلاثين عاماً ذهبت لرومانيا.. وعندما هبطت الطائرة مطار بوخارست العاصمة.. تصورت للوهلة الأولي أن قائدها ضل بنا الطريق لخط عجلاتها علي أرض قرية في الصعيد الجواني بمصر..! 
المطار يلفه الظلام.. والشوارع نصف مضاءة.. والناس عيونهم يبدو فيها ذل الإنكسار.. وبعد يومين أو ثلاثة.. بدأت أركز في هؤلاء القوم الذين ألقاهم لأول مرة.. وإنصافاً للحق ما من واحد فيهم إلا ووجدت لديه إصراراً وعزيمة علي ضرورة الانتقال برومانيا إلي عالم غير العالم. 
بالفعل ما أن سقطت الشيوعية.. وتخلصت رومانيا من كابوسها الثقيل شأنها شأن جميع دول شرق أوروبا وعلي رأسها "روسيا".. حتي نفذ هذا الشعب وعده ونجح في ضم بلاده للاتحاد الأوروبي.. وما كان مظلماً بالنسبة لهم بالأمس.. صار مضيئاً وبالغ الروعة والجمال..! 
وتلك هي الشعوب التي تحدد أهدافها بدقة.. ثم تضع خطة إصلاح اقتصادي جادة.. ثم يتسلح أبناؤها بالصبر والإيثار والغيرية الاجتماعية. 
برافو.. أيها الرومانيون الصابرون الصادقون. 
*** 
ثم.. ثم.. فلنعد ثانية للعزيزة مصر التي شهدت أمس انطلاق بطولة الأمم الإفريقية والتي جذبت إليها أنظار الشرق والغرب..! 
ولعلها فرصة.. لكي نستثمر هذه البطولة سياحياً.. بحيث نقدم مصر في زهو.. وفخار.. وفي ظل معلومات.. كافية عن معالمها.. وآثارها.. ومنتجعاتها.. و قراها ومدنها..! 
لكن أقول للمسئولين عن السياحة في هذا البلد اعتباراً من الوزيرة وحتي هيئة تنشيط السياحة.. وحتي الشركات الخاصة الصغيرة والكبيرة: 
أرجوكم.. أرجوكم.. ابتعدوا عن الاستغلال.. وارضوا بالقليل.. يرزقكم الله بالكثير..! 
ولعل الرسالة تكون قد وصلت. 
*** 
ومادمنا نتجول في أرجاء المحروسة.. فإن ما سمعناه حول إعادة الحياة لكل من شركتي إدفينا وقها للصناعات الغذائية.. بث في قلبي شخصياً مشاعر الاطمئنان.. والتفاؤل.. لقد كانت هاتان الشركتان علامة من علامات النهضة الصناعية في مصر والتي أرست ثورة 23 يوليو دعائمها.. وجاء عليهما وقت شهدتا خلاله ازدهاراً.. وسمعة طيبة.. وجودة في الإنتاج لا تضاهي ولا تضارع بغيرهما علي مستوي منطقة الشرق الأوسط. 
من هنا.. فلنشجع الحكومة ونصفق لها علي هذه النظرة الجديدة للقطاع العام.. وبالمناسبة.. ماذا تم بالنسبة لشركة الحديد والصلب..؟ 
*** 
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فقد أحسنت الحكومة بتأكيدها علي عدم زيادة سعر الرغيف.. وهي صادقة في ذلك بالفعل. 
ليس متصوراً أن يتم رفع المرتبات والمعاشات.. ثم يقابل هذا الرفع زيادة في سعر الخبز..! 
إنها ــ للأسف ــ سخافات جماعة الإخوان الإرهابية..! 
*** 
وغني عن البيان.. أن الأحوال الاقتصادية تبقي دائماً وأبداً مثار اهتمام الشعوب في شتي أرجاء الأرض..! 
ها هو الرئيس الأمريكي ترامب يكاد يرقص طرباً لأن أكثر من 50% من مواطنيه أكدوا تحسن حياتهم المعيشية خلال فترة رئاسته مما دعاه إلي أن يقف مغرداً ومؤكداً علي فوزه بفترة رئاسية جديدة..! 
ومع ذلك.. فهو لا يكف عن توجيه أقذع الشتائم وأقسي التهم لمنافسيه الديمقراطيين الذين يعتبرهم أس أزمات أمريكا..! 
ثم.. ثم.. يقولون دولة مؤسسات!!! 
مواجهات 
* لأن الحياة لا تسير علي وتيرة واحدة.. فلابد أن تكون مطمئناً إلي أن الله أبداً لن يتخلي عنك في جميع مراحل هذه الحياة..! 
*** 
* كثيرون.. يرسمون الابتسامة علي شفاههم وقلوبهم حزينة..! 
وقليلون هم الذين يدركون أن البسمة لا تدوم وأن الأسي مصيره إلي زوال..! 
*** 
* نصيحة لا تسأل صديقتك.. أو حبيبتك.. أو زوجتك عن أسباب تعلقها بك..! 
تأكد أنها لن تقول لك الحقيقة..! 
عندئذ.. ربما تقفز من الدور العاشر..! 
*** 
* أيهما تستطيع مواجهته: 
نمر مفترس أمامك.. أم ذئب خائن خلف ظهرك..؟! 
*** 
جاءني صديقي مكتئباً باشا.. يقول: 
عندما تزوجتها عشقت شعرها الطويل.. 
وبعد العشرة.. اكتشفت أن لسانها أطول 
قلت له.. إنها القسمة والنصيب..! 
*** 
* أخيرا.. أخذت لك هذه الأبيات من 
نظم الشاعر خليل الهنداوي: 
أنت إنسان وإنسان أنا 
فلماذا نحن خصمان.. هنا 
تنبت الأرض لنا أزهارها 
ثم لا ننبتها إلا ثنا 
أرضنا ان شئت تغدو مسكنا 
وإن شئت استحالت مدفنا 
يا أخي قصرك قصر شامخ 
أكثير أن تري الكوخ لنا.. 
إن زرعنا البغض يأكلنا معا 
إن غرسنا الحب يزهو حولنا 
*** 
و.. و.. وشكراً