.. وماذا تبقى لدى السوريين بعد احتراق قمحهم وشعيرهم؟!!
.. حينما يستعين أردوغان بالدواعش لتنفيذ جريمته .. ألا يُدرك
أن الحساب.. قريب .. قريب؟!!
.. وماذا يتبقى للسوريين بعد أن التهمت النيران قمحهم وشعيرهم بصورة لم تحدث من قبل؟!!
لقد سبق أن أتت نفس النيران على الإنسان.. والمكان.. والجماد.. وكل شيء.. ليفر من البلاد أكثر من خمسة ملايين مواطن.. مازال الكثير منهم حتى الآن.. يبحث عن المأوى والملاذ..!!
>>>
أمس.. وأول أمس.. استيقظ فلاحو شمال شرقى سوريا على ألسنة اللهب، التى تحرق ثمار تعب الشهور والأيام.. فلم تُبق ولم تَذَر..!!
وقف أهالى الحسكة، ودير الزور، والرِّقـَّة يصيحون.. ويستغيثون.. لكن ما من مجيب..!!
فى لمح البصر.. ضاع مليون هكتار.. أى ما يقرب من مليونين و300 ألف فدان.. ومعها تبددت آمال.. وتبعثرت أحلام.. حيث اضطر "الغلابة" إلى الهروب من قُراهم لينضموا إلى من سبقوهم من اللاجئين الذين بلغ تعدادهم ما يقرب من ستة ملايين حتى الآن..!!
ليس هذا فحسب.. بل أوشكت النيران على الوصول إلى آبار البترول القريبة من الحقول، لتبلغ الكارثة أقصى ذروتها..!!
>>>
وما يثير الأسي.. بل والغضب والاستياء أن تلك الجريمة الشنعاء.. ارتكبها بكل خسة ونذالة رجب طيب أردوغان، التى تقترب حدود بلاده تركيا من المنطقة التى طالما وضعها ــ الوالى العثمانى الجديد ــ نُصْبَ عينيه ليضمها إلى إمبراطوريته "المزعومة"..!!
أكثر.. وأكثر.. فقد استعان أردوغان بالدواعش الذين مازال يحتفظ بهم ويوفر لهم الحماية.. ليعاونوه على وأد البقية الباقية من هذا الشعب المغلوب على أمره، والذى أمضى أبناؤه أكثر من سبع سنوات من أعمارهم وهم ينزفون دماً..!!
>>>
من هنا.. تثور عدة أسئلة مهمة:
> أولاً: أى إنسانية تلك التى يمكن أن تسمح لحاكم متطرف إرهابي، أن يجور على حقوق الجيران، الذين يزعم بتوفير الحماية لهم؟!!
أى حماية وأنت الذى نذرت نفسك لبث مشاعر الخوف والفزع فى قلوب الآمنين.. المسالمين.. أو بالأحرى الضعفاء الذين تقطعت بهم السُبُل؟!!
> ثانياً: ألا تخجل من نفسك يا رجل.. بينما الآخرون يستخدمونك كَدُمية يتسلون بها.. فى الوقت الذى تَجْبُن فيه عن ذكر الحقيقة.. أو حتى الاعتراض؟!!.. وطبعاً أنت تعرف من هُم الآخرون، الذين يستخدمون معك "العصا والجزرة" بحيث تسير على "الخط".. يأمرونك.. فتفعل ما يحلو لهم.
> ثالثاً: من يُصادق "الدواعش".. فلابد أن يكون على شاكلتهم.. وطبعاً معروف عن هؤلاء أنهم بلا قيم.. ولا دين.. ولا أخلاق.. فكيف.. وكيف وأنت الذى تتمسح فى رداء الإسلام الذى هو منك براء؟!!
> رابعاً: لقد نسيت أصلك وفصلك بعد أن عشت حياة النعيم والجاه فى قصرك المنيف، تاركاً أبناء وطنك أنفسهم يعانون من شظف الحياة.. لكن.. أكرر.. ولكن:
ألم يستيقظ ضميرك ولو مرة واحدة حتى تعرف أن "اللَّه حق".. وأن تلك الأيام يداولها اللَّه سبحانه وتعالى بين الناس.. وبالتالى ليس مستبعداً أن تصبح فى الغد القريب.. مذموماً.. مطارداً.. تنهال عليك اللعنات من كل فج؟!!
> خامساً: ألم تعد تُدرك أن سوريا ليست هى سوريا، بعد أن انتهكت أراضيها وسيادتها قوى عديدة من بينها أمريكا وإيران وروسيا، وبالتالى فأنت لن تزيد عن "صفر" فى هذه المعادلة الصعبة؟!!
>>>
على أى حال.. إذا كان القمح والشعير قد احترقت سنابلهما فى الأرض السورية.. فإن ما ينتظر الأتراك فى ظل حكمك الاستبدادي.. أشد قسوة من ذلك بكثير.. كثير..!!
والأيام بيننا ..!!