*البلطجية "الموسميون" أبدا لن يؤثروا في مسيرة العقل الجمعي
*كلنا نعرف مسبقا مواعيد تنفيذ برنامج الإصلاح وبالتالي.. أعددنا أنفسنا لزيادات الكهرباء والوقود
*رجاء للحكومة.. احكموا القبضة على مواقف السرفيس وعلى أسواق تجارة الجملة والتجزئة
*أما هؤلاء "الاسطوات".. فلابد لهم هم الآخرون من وقفة حاسمة
تعودنا.. أو بتعبير أدق تعودت الغالبية العظمى منا على ظهور مجموعة من المهيجين أو البلطجية كلما اقتربنا من عتبة جديدة من عتبات الإصلاح الاقتصادي..!
هذه المجموعات .. سواء أكانت تتحرك من تلقاء نفسها.. أو يتخذها غير الأسوياء أداة من الأدوات الرخيصة .. فإنها –بكل المقاييس- لن تستطيع اختراق الصفوف المتراصة.. أو تحويل مسيرة العقل الجمعي إلى جزئيات متناثرة.. أو زوايا خبيثة تصطدم في نهاياتها بأحجار ثقيلة.. بينما إرادة الجماهير تزداد صلابة .. وعزائمها تشتد وتقوى..!
***
غني عن البيان.. أن كل واحد منا كان على بينة منذ ثلاث سنوات مضت بملامح وأساسيات برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تعاهدنا جميعا على تنفيذه بدقة وبحرفية وبتحمل وصبر حتى نستطيع أن نقيم بنيانا متكامل الأركان ننهي به سياسة القص واللزق وأسلوب المسكنات وهي سياسة وأسلوب تعاونا معا على إدخالنا في دوامة لا أول لها ولا آخر..!
يعني نحن جميعا أو بالأحرى الأغلبية العظمى منا تعلم مسبقا أن ثمة زيادات جديدة سوف تطرأ على أسعار البترول والكهرباء مع حلول شهر يوليو الحالي..!
أي أن الحكاية.. ليست سرا.. وعنصر المفاجأة ليس مطروحا والتلاعب بأعصاب البشر لم يعد له وجود..!
***
من هنا.. فإن هؤلاء المتنطعين من مثيري الشغب الذين توافدوا منذ صباح أول أمس "الجمعة" على مواقف سيارات السرفيس أو أمام محطات بيع الوقود.. إنما يدخلون في غياهب السوء والضلال.. بل والإجرام..!
الناس راضون وقانعون ومتفائلون.. وفجأة يظهر من يطلق إشاعة سخيفة .. أو يبدي اعتراضا في غير محله ليشد الانتباه.. متوهما أنه يكون بذلك قد حقق رغبته المريضة..!
نفس السيناريو يتكرر مع قليل من الاختلاف أمام محطات بيع الوقود التي تشهد عددا من الصبية يروجون زورا وبهتانا أن هناك نقصا في بنزين 92 بالذات باعتباره الوقود الأعم بالنسبة لمختلف أنواع السيارات..!
ثم..ثم.. سرعان ما يكتشف الواقفون والمارون أن كل أنواع البنزين متوفرة.. نفس الحال بالنسبة للكيروسين والزيت وغيرهما..!
***
طبعا أنا أبرأ بنفسي أن أضفي على عصابة الإخوان قيمة لا يستحقونها متهما إياهم بالوقوف وراء تلك التصرفات الصبيانية الحمقاء بل ما أريد أن أؤكد عليه أن من لا يعرف مصلحته ومصلحة بلده لا يستحق أن يعيش فوق أرضها أو يستظل بسمائها..!
وبالتالي بصرف النظر عمن يحرض .. ومن ينفذ.. فإن الرسالة التي نبعثها جميعا إلى القاصي والداني تقول.. إن تلك الأكروبات البدائية لن تؤثر في جموع المصريين من قريب أو من بعيد.
نحن الآن في نهاية برنامج الإصلاح .. فقد مضى الكثير..ولم يعد سوى النزر القليل ولا ينكر أي ذي عينين .. أن الإيجابيات تتزايد يوما بعد يوم.. والثمار .. نقطفها بأيادينا دون تداخلات من هنا.. وهناك .. والأمثلة عديدة وجلية وحديثة .. ولعل أهمها زيادة المرتبات .. وتطوير التعليم والبدء في تنفيذ تأمين صحي شامل وهو أمل عزيز طالما تمنيناه منذ سنوات وسنوات.
***
إذن.. فليمت بغيظه من يمت.. ومن يكظم شرا في قلبه .. فلندعه وشأنه.. أما وأن نشغل بالنا.. بما يفعلون.. أو نجري وراء ما يروجون ويزعمون فهذا لن يحدث.. لأننا نعرف طريقنا جيدا.. وقد حددنا معالمه.. وانتهى الأمر.. ومستحيل.. مستحيل أن نعود إلى نقطة البداية.
***
في النهاية تبقى كلمة:
مع ذلك كله.. فلابد .. لابد من تشديد الرقابة على مواقف سيارات السرفيس وعلى أسواق تجارة الجملة والتجزئة .. ويا ليت تفكر الحكومة أو هيئة من هيئاتها في إنشاء مراكز للصيانة في مختلف المجالات .. وللأسف.. للأسف.. أول من يستغل رفع سعر البنزين أو الكيروسين.. كل من المكوجية والسباكين .. والكهربائية .. والنقاشين وغيرهم.. وغيرهم..!
لقد بات الانضباط .. عاملا أساسيا من عوامل نجاح الإصلاح الاقتصادي.. وأحسب أننا نملك من المقومات والإمكانات ما تجبر كل من يفكر في الانفلات .. على الوقوف عند حده..!!
***
و..و..وشكرا
***