*الممر.. قبل النهاية..THE END!
*ذهبت إلى السينما لأول مرة منذ أكثر من عشرين عاما!
*استمتعت بالناس.. وبإبداع غير مسبوق
*الحاضرون يصفقون لكل مشهد بطولي للمقاتلين الشجعان!
*هند صبري.. وحجاج عبد العظيم.. وشريف منير ضيوف شرف من باب"الشهامة"!
*أما أحمد عز وأحمد فلوكس.. فطريقهما للعالمية بات وشيكا!
*الفيلم.. توثيق للواقع دون تحيز وبلا زيف أو خداع
*فعلا.. العبرة بالشباك.. لكنه أصبح شباك الأفلام الهادفة.. لا الهابطة!!
لم أذهب إلى دار سينما منذ أكثر من عشرين عاما.. لأسباب عديدة شخصية وعامة.. ولعل أهمها ضيق الوقت.. ثم هذا التدهور الذي لحق بتلك الصناعة المتحضرة.. والعزيزة على قلوبنا جميعا.. الذي بدا واضحا في أفلام الجنس والمخدرات خلال السنوات الماضية والتي شهدت للأسف إقبالا جماهيريا فائقا..!
***
المهم.. بعد أن قرأت كثيرا عن فيلم "الممر" .. وسمعت أكثر .. اتفقت أنا وصديقي د.نور بكر أن نذهب لمشاهدته وحدنا لنخوض تجربة غابت عنا .. وغبنا عنها زمنا طويلا..!
وبالفعل لحقنا به قبل رفعه من دور السينما بأيام قليلة.
أول ملاحظة لنا.. كانت في أن الصالة كاملة العدد.. لا يوجد مقعد واحد خالٍ.. والحاضرون من مختلف الأعمار.. وشتى الأوساط الاجتماعية .. وكأن الجميع قد عقدوا العزم على تجديد الثقة والعرفان بالجميل لقواتهم المسلحة التي لم ترض أبدا بالهزيمة وسرعان ما حولتها إلى انتصار أبهر الدنيا كلها..!
وهذا ما حدث بالفعل طوال مدة العرض.. فمع كل مشهد يؤديه أحد أبطال الفيلم من "المقاتلين" .. سرعان ما تدوي القاعة بالتصفيق.. وكأن الأبطال.. تجسيد حي لشخصيات مازالت موجودة بيننا نفتخر بها ونعتز بدورها في صون كرامة هذا الوطن.. وإعلاء شأنه وشأن أبنائه.
الفيلم.. عمل إبداعي غير مسبوق بكل المقاييس.. قصة وسيناريو.. وإخراجا.. وتصويرا.. وكل شيء.. وقد حرص صناعه على سرد الأحداث بواقعية.. وبلا تحيز.. ودونما زيف..فكان حديثهم عن الهزيمة.. وليس النكسة.. وكان انتقادهم على الانسحاب العشوائي من سيناء دون خطة محددة.. وعلى عدم إغفال صرامة الحاكم في بعض الأحيان مثل مشهد "الخناقة" بين ضابط الجيش "المهزوم" .. وبين رواد المقهى الذين كانوا مصرين على ضرورة محاكمته.. وعندما أبلغهم ضابط الشرطة بأن تهكمهم على القيادة يستوجب محاسبتهم هم أيضا.. تراجعوا.. وغيروا موقفهم بنسبة 180 درجة ..!
أما مشاهد المعارك بين قوة الصاعقة المصرية "الشجاعة" .. وبين الضباط والجنود الإسرائيليين.. فقد بدت وكأنها تدور في ميدان الحرب بالفعل.. اشتباك بالأيدي.. وتبادل إطلاق النار.. وتسلق جبال وتلال ليصل "القائد" في النهاية إلى مراده.. بالقبض على قائد المعسكر الإسرائيلي.. واقتياده حيا إلى مصر رغم أنه كان في إمكانه الخلاص منه.. بعد أن خارت قواه تماما.. وبعد أن تحول من أسد من ورق.. إلى "فأر" جبان .. ينتفض جسده النحيل خوفا وفزعا.
***
لقد أثبت البطل الأول في الفيلم أحمد عز أنه مازال يحتفظ بقدره وكيانه الفني.. ولم تؤثر فيه صغائر النبال التي وجهت إليه خلال السنوات الماضية.
بدا أحمد عز قائدا لفرقة الصاعقة "الشجاع".. والذي يمكن القول إن طريقه للعالمية بات قريبا.. أو بالأحرى مهيأ بثقة ويقين.
نفس الحال بالنسبة لأحمد فلوكس..الذي أدى دور الضابط المصري الذي لا يهن ولا يضعف ولا تخور قواه تحت وطأة أي ظرف من الظروف.. وبالتالي فإن "عالميته" هو الآخر ليست ببعيدة.
على الجانب المقابل.. فإن من أسموهم بضيوف الشرف يستحقون أن تكتب أسماؤهم في الصدارة.. فقد أدت هند صبري دورا إنسانيا رائعا.. كما أجاد شريف منير –كعادته- دوره كضابط شرطة.. أما حجاج عبد العظيم .. فقد عكس إحدى الشخصيات المصرية التي لا يمكن إنكار وجودها بيننا.. والتي ينطبق عليها المثل الشعبي القائل:
"معاكم.. معاكم.. وعليكم عليكم"..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
فيلم الممر.. يعد-بحق- توثيقا للواقع المصري المشرف خلال حقبة زمنية من أهم حقبات نضالنا كشعب وجيش في آن واحد..
لذا.. كم نتمنى تكرار نفس هذا العمل الإبداعي لترسيخ معاني الانتماء في نفوس الشباب.. وبعد هذا النجاح الهائل لابد من إنتاج فيلم عن حرب أكتوبر 1973 التي لم تلق نصيبها للأسف سينمائيا ولا مسرحيا.. ولا أي شيء!
لقد أخذوا يوهموننا.. بأن العبرة بشباك السينما بعد أن ملأوا الساحة بأفلام الجنس والمخدرات..
ها هو نفس الشباك يثبت أن الأفلام الهابطة في طريقها إلى الزوال ليحل محلها أخرى هادفة..و..ومحترمة وأولها وعلى رأسها "الممر".
***