*موروثات قديمة قفزت على السطح.. فأتت بجرائم يندى لها الجبين..!
*زمان كانوا ينصحون الشاب ليلة زفافه بذبح قطة.. الآن.. يسيل دماء زوجته أثناء نومها.. ثم يمضي بغير اكتراث!!
*للمرة المائة نسأل:
أين مراكز الأبحاث.. وإلى متى.. وهل من حلول سريعة.. وواجبة؟!
أنماط الحياة تتغير يوما بعد يوم.. ليس في ذلك شك.. وما كان ينظر إليه بالأمس على أنه "عادي وطبيعي".. جاء الوقت الذي يرفضه فيه الناس معترضين.. ومنتقدين.. ومحتجين..!
ولقد عاشت المجتمعات الشرقية بالذات .. تحت وطأة موروثات ومعتقدات من شأنها التمييز بين الرجل والمرأة.. وللأسف تم ترسيخ تلك الموروثات وهذه المعتقدات في النفوس مما أدى إلى تناقلها جيلا بعد جيل..!
***
حتى بعد أن استردت المرأة كيانها.. وعادت إليها إلى حد كبير كرامتها فإنها مازالت مكبلة ببعض الأغلال التي تحاول منظمات الحفاظ على حقوقها تحطيمها تحطيما كاملا..!
زمان سيطرت الأمثلة الشعبية التي تخدم هذه الرؤى الخاطئة لتكون المرجع لفئات معينة من المجتمع.. من بينها للأسف .. بعض أنصاف المتعلمين.. أو الذين يضعون أنفسهم زورا وبهتانا موضع المثقفين..!
ويا ليت الأمر اقتصر على الأقوال فقط.. بل امتد إلى الأفعال والسلوكيات فكانت قمة الخطر..!
***
اقتل القطة.. ليلة زفافك حتى تخشاك زوجتك منذ اللحظات الأولى..!
هكذا كان ينصح الآباء والأجداد والأمهات أبناءهم.. وكأن"المرأة" .. جاءت إلى هذه الدنيا لتستسلم لجبروت الرجل وتكبره.. بل وأيضا هوسه وجنونه..!
وكم سمعنا من حكايات في هذا الصدد .. حيث كان الشاب يتساءل في حيرة.. بل ربما في ألم:
أنا لا أتحمل سماع مواء القطة.. فكيف أجرؤ على ذبحها..؟!
ويجيئه الرد:
هذا هو المطلوب .. فعندما يتسلل هذا المواء إلى أذن"عروسك" ستصبح خاتما بين أصابعك .. حيث لن ترد لك طلبا.. وتلتزم بتعاليمك.. وأوامرك حتى يوم الدين..!
وإنصافا للحقيقة .. لم تتعرض كتب التراث الشعبي للنسبة العددية لمن خضعوا واستسلموا لهذا الفكر الشاذ والغريب.. ومن الذين رفضوه .. أو أخذوه سبيلا للتهكم والسخرية.. لكن في جميع الأحوال.. كان المثل متواترا بين الناس ولعله مازال يطل برأسه بين آونة وأخرى وسط بعض الطبقات الشعبية سواء في الريف أو الحضر..!
***
أقول ذلك بمناسبة الجرائم التي أصبحت ترتكب هذه الأيام في حق الزوجات بحيث أصبح ذبحهن بدم بارد.. أسهل من "ذبح القطة"..!
هذه رفيقة حياة.. تضع رأسها على الوسادة في غرفة داخل منزل يفترض أن صاحبه يوفر لها الأمان.. ويمنع عنها كل ما يمكن أن يقض مضجعها بحكم عوامل عديدة أهمها العلاقة الإنسانية.. التي يفترض أن قوامها الحب والمودة أولا وأخيرا فضلا عن المسئولية الدينية.. والمعنوية.. وغيرهما..!
فجأة.. ودونما توقع يأتي نفس هذا الرجل ليضرب عنقها بالسكين ثم سرعان ما يتجه إلى ابنه وابنته ليفعل فيهما مثلما فعل في الزوجة والأم المغدورة..!
.. وتلك فتاة في مقتبل العمر .. مازالت –كما يقولون- في شهر العسل.. يدخل عليها حبيب القلب.. أو من توهمت أنه كذلك وهو يحمل في يد كيلو كباب.. وفي الأخرى "بلطة" التي تكون أسرع لتمزيق الجسد النحيل..!
..و..و.. أمثلة عديدة باتت تمثل شبه ظاهرة وسط غياب واقعي للأسباب .. حيث إن مرتكبي تلك الجرائم يسوقون أسبابا واهية وغير منطقية .. وبالتالي مصيرهم .. حبل المشنقة..!
لكن ما يستوقفنا.. أو ما ينبغي أن يستوقفنا.. كيف يظل هذا المجتمع يتعامل بسلبية أو بصمت تجاه تلك الجرائم ذات الخصوصية البالغة؟
يعني إيه.. طبيب يذبح زوجته الطبيبة.. ويعني إيه خريج آداب قسم لغة إنجليزية.. يطيح برقبة زميلة الدراسة في غمضة عين..؟!
أنا مازلت مصرا على أن مراكز البحوث لا تؤدي دورها .. لأنها لو كانت تدرك ما يحدث .. لتحركت .. ودرست .. وبحثت ونقبت ثم قدمت لنا النتائج لتحدد بالضبط أين نحن واقفون وإلى أين متجهون..!
***
أرجوكم لا تقولوا لنا إنها حالات فردية.. فهي ليست كذ لك .. وحتى إذا سلمنا جدلا بهذا التبرير الساذج.. فلابد من وجود حلول.. حلول تتسم بالمصداقية وبالحق.. والعدل.. وإلا حرام وألف حرام.. أن نعرض أسمى العلاقات الإنسانية لهذا الخطر المحدق .. وتلك السمعة الكريهة..!
***
و..و..وشكرا
***