سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " السياسة الدولية بين حرب الزوارق.. ونائبات الكونجرس السمراوات!! "

بتاريخ: 21 يوليه 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*السياسة الدولية بين حرب الزوارق.. ونائبات الكونجرس السمراوات!!
*الأمريكان يهاجمون ترامب بعنف.. وساعة الجد يدافعون عنه ويؤيدون تغريداته!
*الصحافة الأمريكية في أسوأ عصورها 
لا إلكترونية نفعت.. ولا الورقية شفعت!
*"الشبح" تشعل الخلافات بين"الحلفاء".. وليس العكس
*الهروب إلى البحر.. ليس حلا لمشكلة الحر.. ولا لغيرها..!
*البنات يستغيثن:
ونحن معهم على الشاطئ.. "حبايب".. أما الزواج.. فلا حديث ولا كلام عنه!
*ظاهرة الطلاق تتفاقم:
لماذا تزداد النسبة.. بعد الليالي الدافئة..؟!
في عالم السياسة.. أسرار.. وخفايا.. وألاعيب..فالكواليس زاخرة بالمواقف الجادة.. وأيضا بالتصرفات الكوميدية من جانب من يضعهم الناس أحيانا في مرتبة القديسين..!
هؤلاء الناس على الجانب المقابل.. هم الذين تتضارب رؤاهم في اليوم ألف مرة.. ومرة!!
مثلا.. أيهما يشغل بال الجماهير في شتى أرجاء العالم..هل حرب الزوارق في مياه الخليج العربي.. أم تغريدات الرئيس الأمريكي ترامب العنيفة ضد نائبات الكونجرس "السمراوات" اللائي يريد إعادتهن إلى بلادهن "الأم"..؟!
بديهي.. إذا لم تكن الأوضاع بالغة الخطر..  ما دعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذا الاجتماع الموسع أمس..!
بداية.. وقبل أن ندخل في التفصيلات .. أقول إنه قد ظهرت في الآونة الأخيرة برامج عبر شبكة النت هي ليست سوى لعبة يتسلى بها الصغار والكبار.. حيث تصبح أنت أو أنا –سيان- قائدا لأسطول بحري يدخل في معركة مع عدو شرس مما يستلزم القيام بمناورات وعمل تكتيكات وغوص تحت الماء .. حتى يتحقق النصر في النهاية لكن عندما تتحول هذه المعارك الخيالية .. إلى واقع .. تصبح الحكاية .. حكاية..!
***
منذ أيام .. احتجزت بريطانيا في جبل طارق التابع لها فيما وراء البحار.. ناقلة بترول إيرانية .. كانت تقل شحنات نفط خام إلى مصفاة بانياس بسوريا الأمر الذي يعد مخالفا لعقوبات الاتحاد الأوروبي..
 طبعا.. هاجت إيران.. وماجت .. ومن يومها وهي تدفع بزوارقها إلى المياة الإقليمية والدولية في محاولات لاستعراض القوة.. وإطلاق رسائل تهديد للعالم.. خصوصا الأمريكان والأوروبيين.
ولعل تطور الأحداث بهذه الصورة هو ما دعا أمريكا لعقد اجتماع الأمس في العاصمة واشنطن لمناقشة أزمة الملاحة في الخليج دعت إليه أطرافا عديدة من الشرق والغرب..!
*** 
الطريف .. أنه بالرغم من انشغال الرئيس الأمريكي بمعركته السياسية مع إيران ومحاولاته حشد القوى في معركته نجده يشن حربا من نوع جديد أثارت دهشة مواطنيه.. بل واستياءهم في آن واحد..!
لقد أخذ الرئيس ترامب يهاجم بعنف نائبات الكونجرس الديمقراطيات السمراوات مطالبا بطردهن من البرلمان بل وترحيلهن إلى بلادهن الأصلية بصرف النظر عن حيازتهن الجنسية الأمريكية وذلك- حسب تعبيره- لكي يقمن بإصلاح تلك البلدان الفاشلة!
وبالرغم من موجة الانتقادات العنيفة ضد ترامب بسبب هذا الموقف "العنصري" ورغم اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي ضده.. إلا أن استفتاء الرأي تم إجراؤه في نفس التوقيت.. أثبت تقدم شعبية الرئيس لأنه الأفضل والأقوى.. وأبدى المشاركون في الاستفتاء أنهم يستمتعون بتغريداته الصباحية والمسائية .. ويؤيدون كل ما يقوله من خلالها بل حتى الكونجرس نفسه.. رفض اقتراحا بسحب الثقة من الرئيس بأغلبية كاسحة..!
*** 
وهكذا.. وجد ترامب الطريق مفتوحا أمامه من جديد.. مما شجعه على إعادة شن الهجوم ضد صحافة بلاده التي كرر اتهاماته لها بالكذب والتدليس وخداع الجماهير..!
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الصحافة الأمريكية-شأنها شأن غيرها- تمر بأسوأ عصورها..!
ينطبق ذلك على الصحافة الإلكترونية والورقية سواء بسواء.. فبعد أن حاولت الأولى ضرب الثانية في مقتل.. إلا أنه سرعان ما تساوت الرءوس.. وكأن القارئ يريد أن يعبر عن غضبه ونقمته على مدى عقود وعقود فأراد أن يلقن الدرس لمن سبق أن فرضوا عليه إرادتهم.. وأحيانا سطوتهم..!
ومع ذلك أنا شخصيا أرى.. أن الصحافة الورقية.. ستظل تصارع الأمواج المتلاطمة.. حتى يأتي اليوم الذي تنجو فيه من الغرق الذي كان محتما..!
عكس حفيدتها الإلكترونية التي أخذت تفقد ثقة الجماهير يوما بعد يوم..!خصوصا بالنسبة لعرض ونشر القضايا المصيرية..!
وقد بدا ذلك واضحا.. في ضوء تطور الأحداث بين أمريكا وتركيا بسبب حصول أنقرة على صفقة طائرات روسية رغم عضويتها في حلف الأطلنطي ورغم اتفاقا مسبقا بتسليمها طائرات أمريكية..!
الأمريكان يقولون.. إنهم قاموا بتطوير الطائرة المسماة بالشبح "إف  35" من أجل عيون الأتراك فكيف إذن.. يغيرون اتجاهاتهم.. وتوجهاتهم..؟!
إن أبسط إجراء.. فرض عقوبات على أردوغان وحكومته وعلى مؤيديه..وأصدقائه.. من تصوروا يوما.. أن الحماية الأمريكية توفر لهم حياة غير الحياة.. فإذا بهم يصطدمون بالواقع المرير..!
*** 
والآن.. دعونا نترك السياسة قليلا.. ونركز على الإنسانيات.. فما أحلى وما أروع من علاقات الحب والمودة.. والإخاء.. والإيثار والتعاون المشترك..!
وهنا.. اسمحوا لي أن أطرح سؤالا بمناسبة الحر القائظ الذي تعيشه البشرية حاليا:
السؤال يقول:
هل الذهاب إلى شاطئ البحر يقضي على الإحساس بالحرارة..؟!
د. أماني فاميبر.. أشهر أطباء الجهاز الهضمي في الهند يجيب في بساطة:
 حتى ولو جلست على الشاطئ أياما وساعات طويلة.. وبالك مشغول.. وقلبك يحمل هموم الدنيا.. ونظرتك للحياة "سوداوية" فسيظل جسدك يفرز عرقا دون توقف .. وستبقى أنت في نفس المكان لا تتحرك يمينا ويسارا.. حتى تنفض عن نفسك بنفسك غبار الحزن .. والنكد.. والغم.. والكرب.
ولعل هذا ما يؤكده ديننا الإسلامي الحنيف حيث يطالب الله سبحانه وتعالى عباده.. بالرضا بقضائه وقدره.. والالتزام بتعاليمه .. وفي النهاية سوف يجنون أفضل الثمار..!
*** 
وبمناسبة الحر.. والصيف.. والمياه.. والبحر.. جاءتني "ندى".. وهي تقدم رجلا وتؤخر أخرى.. وقد ارتسمت على وجهها ملامح الحزن والأسى لتسأل:
لماذا الشبان يبدون وهم على الشاطئ كأنهم ملائكة هابطون من السماء.. يرددون كلمات عذبة.. تتسلل إلى الروح فتنعشها وإلى القلب فتضخ فيه أنقى الدماء؟
ثم..ثم.. ما أن تحين ساعة الوداع.. حتى تتغير اتجاهات البوصلات.. وما كان أنيسا.. وادعا.. رقيقا بالأمس.. إذا به غليظ القول والفعل معا..!
قلت لها:
يا آنسة.. أو يا مدام.. هناك فرق بين الجلوس على الشاطئ بالمايوه.. سواء البكيني.. أو الشرعي.. وبين اختيار الركن الآمن .. الهادئ .. المستقر.. أي المنزل الذي تحده عواميد .. وحوائط.. وسياجات عكس هذا "العراء".. الذي لا تعرفين أصله ولا فصله..!
فجأة.. تركتني وانصرفت.. وهي تلطم خديها الاثنين.
*** 
واستنادا إلى تلك الحقائق.. فقد ذكر لي صديقي الذي يقدم نفسه دائما على أنه خبير في العلاقات الأسرية.. أن إحصائيات الطلاق أشارت إلى ازدياد حالاته مؤخرا.. وما يثير الدهشة أن هذا الزلزال الذي يهد كيان المرأة والرجل سواء بسواء.. غالبا ما يقع بعد ليال دافئة..!
سبحان الله ..!
لا برد شافع.. ولا حر نافع..!
 دنيا..!
*** 
                    مواجهات 
*في مثل هذه الأيام تهفو القلوب الصافية إلى البيت الحرام.. ومسجد الرسول الكريم..
رب.. هل تحملني إلى هناك كما حملتني من قبل مرات عديدة وسنوات مديدة..!
أدعوك .. يا الله.. وأنا موقن باستجابتك..!
*** 
*زمان كان الناس يتندرون بما أسمي بالحج السياحي..!
الآن.. يتعجبون لأن تكاليف هذا النوع من الحج .. فاقت النصف مليون جنيه للفرد الواحد..!
ترى أيهما أجدى.. الحج.. أم رعاية الفقراء والمساكين؟
*** 
*تركت لرحمة الرحمن نفسي   فمالي دون رحمته رجاء
أنا الإنسان في ظلمي وعجزي   وأنت الله تفعل ما تشاء
                  "عبد الرحمن بن خلدون"
*** 
*مهما ساد الظلام ومهما تجبر وتكبر فلابد أن يتسلل شعاع ضوء يثبت أن الحياة مازالت بها طاقات أمل..!
*** 
*هل الحب بالفعل رزق..؟!
قالوا.. نعم .. حيث لا أحد يمكن أن يستولي على قلب أحد بالقوة..؟!
*** 
*الورد يتفتح في الربيع.. وفي الصيف.. يتوارى خوفا من حرارة الشمس.
وفي المساء.. تفوح رائحته.. فتنشرح الصدور.
ترى لو كان بيدك أن تصير وردة.. هل ترضى أم ترفض..؟!
*** 
أخيرا اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم نزار قباني:
حبيبتي هي القانون
أيتها الأنثى التي في صوتها
تمتزج الفضة.. بالنبيذ.. بالأمطار
ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار
ويستعد العمر للإبحار
أيتها الأنثى التي 
يختلط البحر بعينيها مع الزيتون
يا وردتي
ونجمتي
وتاج رأسي
ربما أكون
مشاغبا.. أو فوضوي الفكر
أو مجنون
إن كنت مجنونا.. وهذا ممكن
فأنت يا سيدتي
مسئولة عن ذلك الجنون
أو كنت ملعونا وهذا ممكن
فكل من يمارس الحب بلا إجازة
في العالم الثالث
يا سيدتي ملعون
فسامحيني مرة واحدة
إذا أنا خرجت عن حرفية القانون
فما الذي أصنع يا ريحانتي
إن كان كل امرأة أحببتها
صارت هي القانون
*** 
و..و.. وشكرا