سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " إيران وبريطانيا.. بين الحق الذي لا يتجزأ والعدل الذي ينشده جميع البشر "

بتاريخ: 22 يوليه 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*أبدا.. ليس من حق الإيرانيين حجز السفينة البريطانية .. ولكن:

الإنجليز على الجانب المقابل مطالبون بإقرار الحق والعدل والبعد عن سياسة الكيل بمكيالين والكف عن القرارات المتعجلة!

طبعا من حق بريطانيا .. أن تغضب أو تحتج أو أن تهدد بسبب خطف ناقلة بترولها"ستيناأمبيرو" من جانب الحرس الثوري الإيراني وذلك أثناء عبورها خليج هرمز داخل المياه الإقليمية لسلطنة عمان..!!

لكن- على الجانب المقابل –إذا كان البريطانيون ينشدون الحق والعدل لأنفسهم .. لماذا يحرمونهما على الآخرين.. وإذا كانوا يتحدثون عن الالتزام بالقوانين الدولية وغير الدولية .. فأين هم من ذلك..؟!

***

بداية لابد أن يدرك حكام طهران أنهم يرتكبون يوما بعد يوم أخطاء.. ومخالفات من شأنها إثارة حفيظة العالم.. فضلا عن تعريض منطقة الشرق الأوسط.. بل العالم كله لخطر لو اشتعلت شرارته – لا قدر الله –لحدث ما لا يحمد عقباه..!

أما هؤلاء البريطانيون فغرسوا بذور الكيل بمكيالين على مستوى العالم كله منذ أن أقاموا إمبراطوريتهم التي تصوروا أنها لن تغيب عنها الشمس.. أبدا.. فإذا بها تتوارى.. وتتآكل .. وتصبح معرضة للانهيار ..!

ها هم يتآمرون ضد غيرهم.. ويلقون الأحجار في المياه الجارية ويفبركون الحكايات والروايات ..و..و.. ويلقون التهم جزافا..!

وهذا الكلام ليس من نبت الخيال .. بل سجلات التاريخ زاخرة بأحداث التزييف.. والترويع.. وقض مضاجع الأبرياء..!

مثلا.. لقد صالت بريطانيا وجالت في الهند من منتصف القرن التاسع عشر وحتى عام 1947والمواطنون الهنود لا ينسون كيف كانت تنصب لهم أعواد المشانق بغير ذنب وتتحطم البيوت الخشبية فوق رؤوس أصحابها بسبب ضربها بالهاونات والمدافع..

ولعل ما فعلته بريطانيا تجاه العصيان المسلح الذي قام به الهنود عام 1857.. سيظل شاهدا على القهر.. والعسف والقسوة.. وحتى يبرروا أفعالهم أطلقوا على هذا العصيان الوطني.. ما أسموه بتمرد الجندي الهندي.. في محاولة لإبعاد الشبهات عنهم.. الأمر الذي يعد ضربا من ضروب الخيال..

نفس الحال بالنسبة لقبرص والتي استولى على أراضيها  في عام 1191ملكهم الملقب بريتشارد قلب الأسد.

لقد ذاق القبارصة الأمرين من الاحتلال الغادر الذي أسفر عن اعتبار بلادهم رسميا مستعمرة بريطانية ملكية أبناؤها يعاملون وكأنهم درجة عاشرة مقارنة.. بالأسياد الغزاة..!

***

باختصار شديد.. إيران .. يجب وقفها عند حدها بحيث لا تتكرر جرائم خطف السفن والناقلات سواء أكانت تابعة لبريطانيا أو غيرها فالعالم ليس عالم عصابات أو قطاع طرق.. أو قراصنة بحار.. وإذا كانت بريطانيا تريد فرض عقوبات جديدة ضدها بسبب واقعة الخطف الأخيرة فليس ثمة ما يمنع حفاظا على الأمن والسلم الدوليين.

أيضا إنجلترا.. يجب أن تعلم أن المبادئ لا تتجزأ فما لا تريده لنفسها.. يجب أن يمتد للشرق والغرب دون استثناء وبلا تفرقة..!

ثم.. ثم.. التسرع في عالم السياسة.. خطأ كبير.. وكم من دول وحكومات اتخذت قرارات عاجلة بلا تريث أو تعمق أو دراسة.. فدفعت الثمن قبل غيرها .. وتلك حقائق ينبغي أن تعيها بريطانيا حتى لا يتكرر وقوعها في المحظور..!

ولعل الرسالة تكون قد وصلت.

***