سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " المصريون.. واللا مستحيل يعبرون إلى الأفاق الرحبة بالقيادة والعرق.. والجهد.. و.. الضمير..و..و..الصبر "

بتاريخ: 24 يوليه 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*كيف ولماذا يدافع المصريون عن الضمير..والأخلاق..و..و..الدين؟
*فعلا.. سجلات التاريخ تشهد وتشهد:
الأمم والحضارات.. يتم بناؤها بالقيادة التي يدعمها عرق وجهد وسواعد أبنائها 
*حرب بلا هوادة ضد الإرهاب والتطرف .. وعزيمة لا تلين.. للوصول بالاقتصاد إلى أعلى درجات النمو والنجاح
*إنصافا للحقيقة.. لم يتخلف مصري واحد عن اللحاق بالركب الواعد .. فيما عدا الخاملين والكسالى.. و..و.. الحاقدين..!
من أهم مميزات شعب مصر.. أن كل ابن من أبنائه تربى على احترام القيم.. وعلى تحكيم الضمير.. وعدم الخروج عما أرسته وترسيه العادات والتقاليد والعرف السائد منذ قديم الزمان..!!
ثم.. ثم.. أضاف الرئيس السيسي إلى كل ذلك الدفاع عن الدين..!
وأحسب أن الرئيس قد عمد أن يذكر الدين في بعض كلماته الارتجالية أثناء خطابه الرسمي بمناسبة عيد ثورة 23 يوليو .. ليؤكد من جديد للقاصي والداني أن المصريين بطبيعتهم أناس متدينون .. يلتزمون بتعاليم دينهم خير ما يكون الالتزام.. وأن هؤلاء الذين يتمسحون بأردية الإسلام.. ليسوا سوى جماعات شاردة لن تقوم لهم قائمة إلا إذا آمنوا وأدركوا أن الله سبحانه وتعالى لم ينصبهم أوصياء على غيرهم من البشر .
*** 
لقد نشأنا جميعا بين أحضان أسرنا وبين دروب القرية الضيقة وشوارع المدينة الفسيحة .. ونحن نؤدي الصلاة .. ونؤتي الزكاة.. ونصل الرحم .. ونحج بيت الله الحرام.. وسط أجواء من الصفاء النفسي.. والهدوء .. والطمأنينة.. ودونما ضجيج.. أو"زعيق" .. أو توزيع اتهامات بلا دليل أو برهان..!
لذا.. جاء هذا التلاحم الجمعي غير المسبوق لمواجهة دعاة العنف والمتاجرين بالمبادئ.. ومن اتخذوا الشياطين أولياء لهم في الدنيا والآخرة..!
فكانت النتيجة أن انهارت إمبراطورية الإرهاب.. وتفككت قواعدها.. 
طبعا.. لا يمكن القول إنها انتهت إلى غير رجعة.. رغم أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة.. فمازال الطغاة يكابرون ويتحايلون متوهمين أن أسيادهم الذين ينفقون عليهم المال ويمدونهم بالسلاح سوف يستمرون في غيهم وضلالهم وهو الأمر الذي يعد ضربا من ضروب المستحيلات.
*** 
في نفس الوقت.. فإن المصريين الذين شاء قدرهم أن يعيشوا أزمات تلو أزمات سواء اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو أمنية عقدوا العزم فيما بينهم على ألا تحول حربهم ضد الإرهاب دون إقامة قاعدة اقتصادية قوية وعظيمة.
وبالفعل كان لهم ما أرادوا.. مما أثار حفيظة آخرين طالما أكل الحقد قلوبهم السوداء.. ومنعتهم غيامات الضباب عن أن يقدموا حتى مبادرة نوايا طيبة..!
*** 
وهكذا.. تصدق بالفعل مقولة إن الأمم والحضارات لا يتم بناؤها إلا بالقيادة التي يدعمها عرق وجهد وسواعد أبنائها.. وهذا ما أشار إليه الرئيس أمس.. فما بالنا وتلك القيادة تتسم بالشجاعة وبالجرأة وبالصدق واليقين .. والانتماء بلا حدود  لكل ذرة رمل من أرض الوطن.
ها هي الشواهد تثبت وتؤكد.. فالاقتصاد ينمو بنسبة غير مسبوقة.. مما يضفي مشاعر الاطمئنان في قلوب الناس الذين بدأوا بالفعل يستشعرون ويلمسون أن ثمار الخير تتساقط.. وينابيعه تتعدد مظاهرها.. وتتفرع .
*** 
ومع ذلك.. يثور السؤال:
هل شيء طبيعي أن يشتمل الطريق على اتجاهين رئيسين في آن واحد .. الأول نضال.. وكفاح.. وتضحيات آناء الليل وأطراف النهار.. والثاني عمل وكد واجتهاد.. وصبر ومثابرة.. وإرادة تنافس في صلابتها.. سلاسل الجبال..؟!
الإجابة.. تقول إنه ليس بالشيء الطبيعي بكل المقاييس.. لكن لأن هؤلاء القوم قد عقدوا العزم على أن يغيروا ما بأنفسهم.. فقد جاءهم نصر الله مكافأة وتقديرا على عزيمتهم التي لا تلين.. وصبرهم الذي لا ينفد.
*** 
في النهاية تبقى كلمة:
تأكدوا أن هذه الحقبة الزمنية التي نعيشها الآن بكياننا ووجداننا وحماسنا وآمالنا ستظل عنوانا دائما وأبدا على الارتباط الوثيق بين النظرية والتطبيق..وبين القيادة.. والقاعدة الجماهيرية العريضة والشاسعة.. ليتوارى الخاملون والكسالى ويطأطئ الحاقدون رءوسهم .. خجلا من أنفسهم وندما على ما عبثت به أياديهم خلال ظلام حالك نرجو ألا يعود أبدا..
***
و..و..وشكرا.
***