سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " إسرائيل تهدم منازل أهالى القدس متسترة وراء الصراع المحتدم بين حليفتيها الحميمتين وإيران! "

بتاريخ: 25 يوليه 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis
*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*الاختباء "اللئيم" والتوقيت الأكثر لؤما!
*إسرائيل تهدم منازل أهالى القدس متسترة وراء الصراع المحتدم بين حليفتيها الحميمتين وإيران!
*نصيحتي للإخوة الفلسطينيين:  إلغاء الاتفاقيات أو التهديد بإلغائها .. يصب في صالح الطرف الآخر وليس العكس
*ترامب يلوح بعمل عسكري لن يقدم عليه والملالي مستمرون في "التصعيد" فقط!
           *مصر المحروسة .. تبقى دائما في مقلات العيون 
*كلمات أول بيان لثورة يوليو التي تناقلتها الأجيال المتعاقبة:
"الآن الجيش كله يعمل لصالح المواطن في ظل الدستور ويقوم بواجبه متعاونا مع البوليس"
*الأرقام الخيالية لمجاميع الثانوية العامة:
هل الـ98% عبقرية.. أم نتاج نظام تعليمي قائم فقط على الحفظ والتلقين ؟!
*للأسف.. مازالت الدروس الخصوصية تمثل القاسم المشترك الأعظم 
*الدليل: 20% من المتفوقين يفشلون في دراساتهم الجامعية
*انتهينا من الدورة الأفريقية .. لتفرض علينا الأندية خلافاتها.. وخناقاتها.. حرام عليكم.. 
في حملة عسكرية وأمنية خاطفة بدأت أحداثها مع بزوغ الفجر.. هدمت إسرائيل ما يقرب من مائة منزل للفلسطينيين في منطقة تسمى "وادي الحص" جنوب شرقي القدس الشرقية.
هرع الناس من فراشهم وهم يصيحون.. ويصرخون.. ويستغيثون.. لكن للأسف "الآلة الغادرة".. لم تبق ولم تذر وفي النهاية خلفت الحملة مئات المشردين .. المحطمين.. الخائفين المذ عورين.. ليسدل الستار على فصل جديد من فصول القهر والاستبداد والعسف والتعنت لينضم إلى سابقيه منذ عام 1948 حتى الآن.
الشواهد تقول إن إسرائيل اختبأت وهي تشن حملتها الباغية وراء ستار المعركة المتصاعدة بين حليفتيها الحميمتين.. أمريكا وبريطانيا وبين إيران فينشغل الرأي العام في أي مكان يكون بما يجري بين هؤلاء الثلاثة الذين لا يكفون عن إطلاق تهديدات وبيانات الاستفزاز على مدى الليل والنهار.
ولقد جرى ما جرى دون ردود فعل تذكر اللهم إلا أصحاب القضية الأساسيين الذين هم بدورهم قالوا كلاما معادا. ومكررا.. وقد ثبت عدم جدواه على مر عقود.. وعقود..!
لقد أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية أنها ستلغي كافة الاتفاقات مع الإسرائيليين وهو إجراء أحسب أنه يصب في صالح الطرف الآخر الذي يكرر دوما.. أنه داعية سلام عكس عدوه اللدود.. وللأسف ينجح الإسرائيليون في ترويج مبرراتهم الفاسدة.. وأدلتهم الكاذبة..و..و.. وتسير الأمور.. على نفس الوتيرة وذات الخداع والزيف..!
إنه مكر إسرائيلي "متأصل" .. ولعب بأقدار البشر دونما اكتراث وسيرا على طرق التدليس والضلال التي تعتمد بدورها من بين ما تعتمد على سياسات البطش والترويع وإشاعة الإرهاب..!
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فها هي المعركة الكلامية تزداد حدة بين طهران من ناحية وواشنطن ولندن من ناحية أخرى.. 
الرئيس الأمريكي ترامب يحاول إثارة مشاعر البريطانيين مطالبا إياهم بالحفاظ على مصالحهم في الممرات البحرية.. بينما هو على الجانب المقابل يلوح بأن صبر إدارته قد نفد في وقت يزداد عناد الإيرانيين عنفا وهوسا.. مما يجعل اختيار الضربة العسكرية مطروحا على المائدة أكثر من أي فترة مضت..!
ومع ذلك فلا أعتقد أن الرئيس ترامب ممكن أن يدخل في "مغامرة" لا يستطيع بالضبط تقييم نتائجها مستقبلا.. لاسيما أن المعلومات الخاصة بالصواريخ الإيرانية والتي تتخذها دائما وسيلة للضغط.. والتهديد .. واستعراض القوة.. ليست متوفرة بالقدر الكافي لدى الأمريكان..أو أن الغموض مازال يكتنفها من كل جانب..!
ولعل موقف هؤلاء الإيرانيين لا يختلف كثيرا.. فها هم الملالي يملأون الدنيا صياحا.. متباهين بقدراتهم العسكرية الخارقة.. وترسانتهم التي يستحيل أن تتفد متخذين شعارا يقول:
قد تكون بداية التصعيد سهلة.. لكن النهاية ستبقى بالغة الصعوبة والتعقيد..!
ومع ذلك.. أكرر مع ذلك.. أن المرشد الأعلى لن يحاول توريط الجمهورية في مواجهة غير مأمونة العواقب..!
***
بكل المقاييس مصر دولة بالغة التأثير في منطقة الشرق الأوسط بالتالي كان ضروريا من خلال هذا التقرير استعراض أهم الأحداث في تلك المنطقة التي تغلي فوق فوهة بركان قبل أن نقف أمام أبواب المحروسة وبين ضروبها وفوق أرضها وتحت سمائها لنعرف ونبحث ونحلل وندرس ثم نقدم عصارة تجاربنا للآخرين .
ولا شك أن تجاربنا والحمد لله غزيرة وإيجابية وفاعلة.
ودعونا نبدأ من حيث دخول هذا البلد عصرا جديدا يوم 23 يوليو 1952 عصرا ودعنا فيه ماضيا كئيبا طالما جثمت تداعياته.. وسلبياته على قلوب المصريين جميعا.. اللهم إلا فئة قليلة هم الذين اقتلعت جذورهم ثورة الجيش والشعب.. لتنعم الأغلبية بالحرية.. والمساواة..و.. و.. وهذا هو الأهم.. الأمل.
دعونا نستعرض في عجالة أول بيان أذاعته ثورة 23 يوليو بصوت الرئيس الراحل أنور السادات وبتوقيع الرئيس الراحل محمد نجيب قائد الثورة.
لقد لخصت بعض كلمات البيان الحقيقة كلها التي مازالت تضيء لنا الطريق والتي مازلنا على الجانب الآخر نتمسك بها ونضعها النموذج الأمثل في مختلف مجريات حياتنا.
"أني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجردا من أية غاية وسوف يقوم بواجبه متعاونا مع البوليس".
والآن.. تعالوا ندقق.. ونتأمل.. ونقارن بين الأمس واليوم.
واضح منذ الوهلة الأولى أن جيش مصر..هو حامي إرادتها معبرا عن رغبات وآمال وطموحات شعبها.
إنها عقيدة لا تتغير.. ومبدأ ثابت يدين له بالولاء كل أفراد القوات المسلحة على مدى الأزمنة والعصور..!
*** 
ثم.. الأهم.. الأهم..أنه حينما يتصدى لمسئولية إنقاذ الوطن.. أو الدفاع عن أراضيه.. أو صون عرض أبنائه وبناته لابد أن يتخذ من دستور البلاد سبيلا.. وسندا.. وهدفا.. كل ذلك لكي يزداد الناس إيمانا بأنهم وقواتهم المسلحة كيان واحد.. 
أيضا.. لم يغفل الجيش يوما عن دور الشرطة بل دائما يؤيد سياسة التعاون معها والوقوف صفا بصف في سيمفونية رائعة المعاني.. عذبة النغمات.
وما يؤكد ذلك.. ويثبته بكل الأدلة والحيثيات وأدوات المنطق.. ما حدث يوم 3 يوليو عام 2013.. عندما قال المشير عبد الفتاح السيسي إن القوات المسلحة انطلاقا من رؤيتها الثاقبة أدركت أن الشعب الذي يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته وقد استوعبت القوات المسلحة الرسالة واستوعبت الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ظروفها واقتربت من المشهد السياسي آملة وراقبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسئولية والأمانة.
هنا لابد من الإشارة إلى نقطة هامة.. لقد توارثت الأجيال المتعاقبة أول بيان لثورة 23يوليو 1952 ولدينا من يحفظ كلمات البيان عن ظهر قلب رغم أن معظمهم لم يكونوا قد خرجوا للحياة بعد عند قيامها.. لذا.. عندما استمعوا للرئيس السيسي يوم 3يوليو عام 2013 اطمأنت الجماهير.. أن حياتهم أصبحت بيد أمينة.. وشريفة.. سلاحها الشجاعة والجرأة والإيمان واليقين بشعب وتراب وسماء الأم الرءوم الغالية متجردة من أي نزعة من نزعات الهوى.. أو الذات.
وها نحن جميعا قد شهدنا بأعيننا .. كيف أن خارطة الطريق التي رسمها الرئيس السيسي هي التي دعمت البنيان.. ورسخت قواعده وحافظت عليه من شرور الكارهين والحاقدين.
*** 
ومن أهم قضايانا الداخلية لاسيما هذه الأيام.. قضية الارتفاع الرهيب لمجاميع طلبة الثانوية العامة.. فهل أمر عادي أو طبيعي.. أن يتوقف الالتحاق بكلية الطب عند ما بين 97,9% إلى 98,2% .. وهل شيء طبيعي أن يحصل أكثر من 28% من الناجحين على ما يزيد عن 95% ..و50% على أكثر من 85% ..!
إن هذه الأرقام لو كانت صحيحة.. لأصبحنا مجتمعا من العباقرة.. لكن الواقع يقول" وفقا لدراسات ومقارنات وتصريحات مسئولين-كبار- إن ما حدث إنما هو نتاج نظام تعليمي لا يقيس سوى القدرة على الحفظ والتلقين.. وليس التفكير والإبداع.
نظام- كما قال لي مسئول كبير- يعتمد على حفظ نماذج الأسئلة والأجوبة من خلال الدروس الخصوصية ونظام امتحانات وأسئلة لا تقيس مستويات الطلابا المختلفة.. ( المتوسط والمتميز) ..نظام يؤدي إلى مجاميع مرتفعة لكنها خادعة للمستوى الحقيقي للطالب والدليل –حسب قول المسئول الكبير- إخفاق أكثر من 20% من المتفوقين في دراستهم الجامعية.
لذا.. نأمل ونأمل أن يجيء الوقت لتطبيق برامج تطوير وتحديث التعليم.. حتى يتم التناغم المطلوب أو بالأحرى المفروض..!
*** 
أخيرا.. فقرة رياضية رأيت أن أختم بها هذا التقرير:
الآن بعد أن انتهينا من الدورة الأفريقية بما لها وما عليها.. ألا ينبغي على النوادي الرياضية ومسئوليها.. أن يهمدوا.. ويهدأوا.. ويصمتوا بدلا من هذه الدوامات التي يريدون إدخالنا فيها صباحا ومساء.. إرضاء لرغباتهم الذاتية..!
يا سادة.. يا هووه.. 
هاتوا ما تشاءون من لاعبين أجانب.. ومدربين مستوردين.. ومحترفين من كل حدب وصوب.. بشرط عدم إثارة هذا اللغط الكبير في المجتمع.
أديروا شئونكم داخل أروقة نواديكم.. لا تزجوا بنا في خلافاتكم لا سيما وأن أوضاعكم .. مستريحة ومستريحة جدا والحمد لله .. وغيركم يكد ويتعب ويواصل الليل بالنهار.. ليحصل على رزقه ورزق عياله.. بالحلال..!
أكرر.. بالحلال.. 
*** 
و..و..وشكرا