سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " فرق كبير بين شجعان السلام.. وجبناء الحروب وسفك الدماء "

بتاريخ: 01 أغسطس 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*فرق كبير بين شجعان السلام.. وجبناء الحروب وسفك الدماء

*اجتماع الاثنين بالقاهرة.. رسالة جديدة تؤكد:

لا تبديل .. ولا تغيير.. في المبادئ الأساسية!

*أي إنسانية تلك.. الحوثيون يخطفون الأطفال والشباب للزج بهم في المعارك؟!

*واضح.. أن الأمم المتحدة.. عاجزة عن نصرة أصحاب الحقوق الشرعيين!

*في العراق سرقوا أموال إعادة التعمير.. والمسئولية تائهة!!

*مصيف بلودان الشهير.. ماذا آل إليه المصير..؟

*السوريون مازالوا يتساقطون بالمئات.. والكل يتفرج!!

*وهكذا تتأكد الحقيقة للمرة المائة:

لا حياة لشعب.. ممزق.. منقسم على نفسه

*وهذهأحوال مصرنا المحروسة

*برافو مصلحة الضرائب.. ولكن:

 إذا كنت قد أديت دورك .. فأين جهود الآخرين؟!

*المستثمرون.. هل هناك ما يمنع من تقديم تقارير دورية عن إنجازاتهم.. إذا كان لهم إنجازات

*نصيحة لكل الأطراف..

*الإشاعات الساذجة.. لا تشغلوا بالكم بها..!

*يعني إيه .. المصلون يدفعون استهلاك كهرباء المساجد ..

*ارتفاع متوسط دخل الأسرة إلى 6000 جنيه شهريا .. شيء مطمئن!!

الدفاع عن السلام.. ليس بالأمر الهين أو السهل.. أما التمسك بمبادئه في مختلف الظروف وعلى مدى تباين المواقف والتوجهات أصعب.. وأصعب.

لذا يتسم المدافعون عن السلام بالشجاعة والجرأة والإقدام.. أما الذين يشعلون نيران الحروب مستمتعين بألسنة اللهب.. وهي تلتهم الأخضر واليابس .. فهم ليسوا سوى أناس جبناء لا يقدرون على مواجهة بيارق الحق والعدل..حتى ولو بعدت المسافات.. والأمثلة عديدة وكثيرة.. فكم من تجار حروب هاجوا وماجوا.. وهددوا.. ونشروا بذور الخوف والفزع.. وحينما حانت ساعة الحساب تحولوا إلى جرذان ترتعش فرائصها خوفا وفزعا من مجرد صيحة غاضبةأو طلقة رصاص طائشة..!

***

ودعونا نتحدث عن أنفسنا حيث يمثل السلام بالنسبة لنا.. قاعدة أساسية لسياساتنا الداخلية والخارجية.. وبالتالي لم يحدث أن فرطنا يوما في مبدأ من مبادئه .. وفي دعوة من دعواته التي تستهدف الخير والأمان والطمأنينة للبشر أجمعين..!

نعم.. ربما نتعرض لضغوطات بين كل يوم وآخر.. أو لإغراءات.. أو لمساومات.. لكن أبدا.. أبدا.. لم نهن.. ولم نضعف.. وأبقينا على الثوابت الأساسية التي أرسيناها .. واتفقنا عليها.. قوية.. متينة غير قابلة للاختراق..!

ويوم الاثنين الماضي.. شهدت القاهرة اجتماعا ربما حسبه البعض.. أنه اجتماع عادي بين زعيمي دولتين مهمومتين بالسلام.. هما مصر والأردن .. لكن من يتأمل.. ويمعن التفكير.. ويبحث ويحلل.. لابد أن يتوقف أمام النتائج التي تؤكد من بين ما تؤكد على عدم التنازل عن حل الدولتين .. وعلى التمسك بالمبادرة وعلى التمسك بمقررات المبادرة العربية للسلام..!

إن هذا يعني باختصار.. أن كل ما يتردد من جانب الأطراف الأخرى بشأن حل القضية الفلسطينية .. لم ولن يفرض على العرب حلولا لا يرضون بها.. ولن يضعهم تحت أمر واقع هم يعلمون تفصيلاته وأبعاده جيدا..!

وبالتالي.. فليتحدث من يتحدث عن صفقة القرن.. أو عن مزايدات.. ببيع وشراء أراضي المقدسيين.. أو.. أو.. فالمبادئ راسخة ولن تكون عرضة.. للاهتزاز.. أو الانهيار.. أو حتى التصدع..!

***

أما هؤلاء الذين يعيثون في الأرض فسادا سواء في فلسطين .. أو اليمن.. أو سوريا.. أو العراق.. أو الصومال.. أو.. أو فتأكدوا أن التاريخ لن يرحمهم فقد ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أسلحة تدمر.. وتقتل .. وتغتال الآمال.. والطموحات وما يثير الدهشة .. أنهم يكادون يموتون خوفا وذعرا من مجرد طلقة رصاص طائشة.. أو من صيحة فارس تدوي في جوف الصحراء ..!

ولنأخذ ما يجري في اليمن.. شاهدا.. ودليلا..!

لقد وصل الحال بهؤلاء الحوثيين .. المتطرفين أن يخطفوا الأطفال والصبية ليذهبوا بهم في ميادين القتال وذلك تأسيا بأوليائهم الباغين في إيران الذين كانوا وما يزالون يوزعون صكوك الغفران على الأطفال والصبية.. قبل أن يجبروهم على ارتداء الأحزمة الناسفة.. وإيهامهم بأن الجنة في انتظارهم .

بالله عليهم .. أي إنسانية تلك.. وأي إسلام هذا.. وأي أخلاق عربية المفترض أنهم يتحلون بها.. لكن-للأسف- ضربوها في مقتل.. ونزعوا منها البقية الباقية من كل معنى يفترض أنه جميل.. وكل قيمة تاهت ملامحها في طرق الضلال والبهتان..!

***

هنا تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة ومجلس أمنها ووكالاتها المتخصصة وغير المتخصصة تقف عاجزة أمام ما يجري في اليمن.. بل الأدهى والأمر أنها تخضع لإرهابهم .. وابتزازهم .. وإجرامهم الذي ما بعده إجرام..!

السؤال: إلى متى يستمر هذا الوضع على ما هو عليه..؟!

أنا شخصيا أتحدى.. إذا كان هناك طرف من الأطراف يملك الإجابة.. فلا قوات التحالف تعرف.. ولا القتلة السفاحون يعقلون.. ولا المبعوث الأممي قادر على اتخاذ قرار طالما أنه لا يتمتع بالحيادية التي تجعله ينتصر على قوى الشر دون غيرها..!

ثم.. ثم.. إذا غيرنا المكان .. واتجهنا إلى آخر.. فسوف نجد أن المتآمرين والمتصارعين.. هم .. هم..!

وإذا كان هذا حال اليمن.. فها هم العراقيون لا يستطيعون التخلص من نير الاحتلال الأمريكي الذي ترك الدنيا عندهم سداحا مداحا..!

ولعل أبسط مثال.. ذلك الاختلال الأمني والفساد المالي اللذين يندى لهما الجبين .. ويكفي سرقة الاعتمادات المالية المخصصة لإعادة إعمار المناطق التي دمرتها العمليات الحربية والتي تقدر بما يزيد عن مائة مليار دينار..!

الإنقاذ.. الإنقاذ.. يا من تغنون صباحا ومساء بالحرية والديمقراطية والعدالة..!

نفس الحال بالنسبة لسوريا والتي يتساقط أبناؤها بالمئات يوما بعد يوم .. إنهم يستيقظون في الصباح.. دون أن يدروا من يكون عليه الدور.. ومن أين تأتيه رصاصات الموت.. بعد أن تعددت القوى..وتباينت بين أمريكا.. وروسيا وتركيا.. وإيران وحزب الله..!

طبعا.. هذا أمر بديهي .. طالما أن البنيان قد تصدع.. وأصابه الوهن وأصبح عرضة للغادين والراحين يفعلون فيه وفي أصحابه ما يحلو لهم وقتما يشاءون وحسبما يريدون.. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فإن سوريا التي اشتهرت بآثارها ومعالمها السياحية .. ومصائفها .. ومشاتيها قد تحولت إلى أطلال xأطلال..!

مصيف بلودان الشهير مثلا..!للأسف لم يعد له وجود.. واختفى رواده ومحبوه الذين سبق أن عشقوه عشقا.. فمن لديه الاستعداد .. لكي يغامر ويلقي بنفسه في آتون النيران ؟!

***

استنادا إلى تلك الحقائق.. فإن الواقع العملي يقول: لا حياة لشعب ممزق.. أبناؤه منقسمون على أنفسهم.. وها هي الشواهد ماثلة أمام العيون.. أما المجتمعات التي حافظت على وحدتها.. ودافعت عن استقلاليتها محتمية بقواتها المسلحة.. التي بادلت شعبها حبا بحب.. وتضحيات بتضحيات ..فهي مجتمعات ستظل دائما وأبدا.. قادرة على البناء والتعمير.. والتجديد.. وترسيخ معاني الإبداع والابتكار في قلوب أبنائها حتى يجيء اليوم الذي تقول لهم الشمس .. لقد ناضلتم.. وكافحتم وصبرتم حتى أوجدتم لأنفسكم مكانا تحت قرصه الساطع والمضيء.

***

الآن.. هذا التقرير يدعوكم وأنا معكم لمتابعة أحوال مصرنا المحروسة..التي سوف تظل دائما وأبدا تعتز بمجدها وتاريخها وحضارتها .

ولنبدأ بذلك البيان الذي أصدرته مصلحة الضرائب مشيدة بجهودها التي أسفرت هذا العام عن جمع حصيلة بلغت 660 مليار جنيه..!

أهلا.. وسهلا..ومجهود تشكر عليه لكن هل الدخل القومي يمكن أن يعتمد على عنصر واحد فقط دون العناصر الأخرى ؟

سؤال بديهي تطرحه الأحداث نفسها..!

الإجابة ببساطة.. أن ثمة عناصر بعينها لابد أن تتفاعل وتكاتف معا.. للارتفاع بالدخل القومي إلى أقصى مدى.. وأول هذه العناصر –ولا شك- الإنتاج بشتى فروعه.. زراعيا.. وصناعيا.. وسياحيا.. والتصدير بمختلف ألوانه وأشكاله..!

يعني نقول لمصلحة الضرائب شكرا في نفس الوقت الذي نحثفيه من يملكون القدرة والإمكانات على دفع عجلات الإنتاج.

بالمناسبة.. حتى الآن لا نعلم بالضبط مَن من رجال الأعمال الذي يضخ مالا ويقيم مشروعات إنتاجية توفر فرص العمل.. ومن يكتفي بتجميد أمواله في البنوك انتظارا لما تدره عليه من عائد.

لذا كم نتمنى.. أن يصدر كل مستثمر تقارير دورية بين كل آونة وأخرى عن نشاطاته.. وإنجازاته.. ونتاج أعماله..!

قد يعترض من يعترض ويقول إن السرية مطلوبة.. لكن الرد أننا لا نريد تفصيلات .. ولا نبحث عن الدقائق .. كل ما نسعى إليه ..أن نطمئن إلى أن لدينا رأسمالية وطنية –بحق- تضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار.

ونحن في الانتظار.

***

أما حكاية الشائعات التي تتردد بين آونة وأخرى ضمنها ما يتسم بالسذاجة والضحالة والإغراض الفاضح التي تجعل مجرد الرد عليها.. إهدارا للوقت.. بل وللعقل أيضا..!

يعني إيه.. أن يتحمل المصلون فواتير استهلاك الكهرباء في المساجد..؟

بالذمة .. هل مثل هذا الهراء يستحق التوقف أمامه ولو لحظة واحدة..!

إنني أناشد كل الأطراف المعنية وغير المعنية.. أن تلقي كل هذه التفاهات وراء الظهور وتمضي.. فالمجتمع  نفسه قادر على التمييز بين الحق والباطل وبين الصواب والخطأ.

***

أخيرا..هل التقرير الذي أذاعه مؤخرا جهاز التعبئة والإحصاء والذي يقول فيه إن متوسط دخل الأسرة المصرية وصل إلى ما يقرب من 60 ألف جنيه سنويا.. أي ما يوازي خمسة آلاف جنيه شهريا.. يطابق الحقيقة أي  أنا وأنت بصرف النظر عن مواقعنا.. أو مستوياتنا.. نلمس ذلك في حياتنا الجارية..؟!

نتمنى ذلك..

 ولعلها فاتحة خير في جميع الأحوال.

***

و..و..وشكرا