المجرمون
لقد عودتك عزيزي القارئ على أن يحمل مقالي عدة عناوين تعبر جميعها عما تحتويه الكلمات والسطور.
لكني رأيت اليوم أن أخرج عن هذه العادة واخترت عنوانا واحدا أحسب أنه يعكس حقيقة أولئك الذين لا يرعون في حركاتهم أو سكناتهم دينا.. أو خلقا.. أو ضميرا.
أولئك الذين تسببوا في كارثة معهد الأورام منذ أيام والتي أدت إلى مصرع أناس أبرياء .. بسطاء.. لا يبغون من هذه الحياة سوى الستر والصحة وراحة البال..!
هل هناك – بحق- إجرام أعتى.. وأشد .. وأردأ مما حدث ..؟!
متفجرات في سيارة.. والسيارة في طريقها إلى مكان حددوه مسبقا لكي يغتالوا البسمات من الشفاه.. ويقضوا مضاجع الآمنين.. ويشعلوا النيران في قلوب الأمهات.. والآباء.. والأبناء والبنات..!
***
إنهم –للأسف- خلايا إخوانية تقطر صدورهم حقدا وغلا وكراهية ضد كل ما هو خير.. وجميل وطيب.. لأنهم تربوا ونشأوا على سفك الدماء.. وعلى وأد الآمال .. والأحلام قبل أن تتحدد معالمها في أعماق النفوس..!
إن حركة "حسم" التي ينتمي إليها قتلة شارع قصر العيني.. هي حركة إرهابية لحما ودما وقد سبق أن تورطت في محاولة اغتيال رجل الدين السمح الخلوق د. على جمعة مفتي مصر الأسبق وأيضا المستشار زكريا عبد العزيز مساعد النائب العام والمستشار أحمد أبو الفتوح الذي كان واحدا من القضاة الثلاثة الذين أصدروا حكما بسجن محمد مرسي لمدة عشرين عاما.. وهذه الحركة نفسها.. هي التي كلفت أعضاءها ذات يوم بالهجوم على كمين للمرور في منطقة الأهرامات بالجيزة أسفر عن استشهاد ستة من رجال الشرطة..!
***
طبعا.. يتضح من هذا الاستعراض السريع .. أن الإخوان الإرهابيين يعيشون ويموتون وهم لهذا الوطن كارهون .. ولمواطنيه منتقمون شامتون بسبب وبغير سبب..!
يا لها من نذالة..
ويا لها من حقارة..
ويا لها من سلوكيات شاذة مريضة .
ها هم المصريون شأنهم شأن غيرهم في البلاد العربية والإسلامية.. يستعدون للاحتفال بعيد التضحية والفداء.. عيد الأضحى الذي أراد الله سبحانه وتعالى أن يختبر فيه مدى إيمان ويقين نبيه إبراهيم.. وكان صابرا محتسبا.. راضيا بقضائه سبحانه وتعالى..!
وفي تلك الأيام المباركات.. يسرق المجرمون سيارة يحملونها بالمتفجرات ويدفعون بها حيثما صورت لهم أذهانهم السقيمة وأفكارهم البالية .. أمثال هؤلاء هل يمكن أن يتركوا ليعيثوا في الأرض فسادا أكثر وأكثر..؟!
***
أنا شخصيا أتصور.. أن بقايا عصابة الإخوان مازالوا يعششون في مواقع عديدة.. تارة يختبئون داخل دهاليز الظلام وتارة يذهبون ويجيئون جهارا نهارا وسط تجمعاتنا وبين صفوفنا المتراصة التي يحاولون اختراقها بشتى السبل والوسائل..!!
من هنا.. يثور السؤال:
ما حدث في شارع قصر العيني ألا يحتم على كل واحد فينا أن يضع عينيه في أم رأسه .. يراقب.. ويتابع.. ويتفحص ويتأمل بحيث نصبح جميعنا مشاركين في مواجهة تلك الفئة الباغية الآثمة قبل محاولتها ارتكاب جريمة من جرائمها الشنعاء..؟!
طبعا .. تقوم القوات المسلحة وجهاز الشرطة بجهود خارقة مشكورة من أجل اقتلاع جذور إرهابهم.. لكن تأكد أن ثمة مسئولية تقع علينا كأبناء لهذه الأم العزيزة مصر.. وهي مسئولية تفرض علينا تبعات لا ينبغي التفريط فيها بأي حال من الأحوال .
***
في النهاية تبقى كلمة:
لقد أصدرت الحكومة تعليماتها بسرعة الانتهاء من ترميم وإصلاح مستشفى الأورام .. وكلفت شركة المقاولون العرب بالقيام بذلك وهي ولا شك قادرة على إنجاز المهمة خلال أقصر فترة زمنية ممكنة ..!
ودعونا نكون صرحاء مع أنفسنا ونقول إن ثمة تكاليف عالية.. تتطلبها أعمال الترميم والإصلاح فضلا عن شراء أجهزة جديدة بدلا من التي تحطمت وانكسرت.
لذا.. أدعوكم جميعا .. لمد أيادي المساعدة.. والعون.. الغني منا والفقير.. المتواجد داخل أرض الوطن.. والذي يعمل ويكد خارج حدوده.
العون مطلوب.. مطلوب.. ونحن –كما أشرت سابقا- على أبواب عيد التضحية والفداء.. فأرجوكم لا تتأخروا .. ولا تتباطأوا في ترسيخ دعائم المشاركة المادية والمعنوية تحت سماء المحبة .. والإيثار.. والغيرية الاجتماعية.
***
و..و..وشكرا
***