سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " وكأنك تقف معهم اليوم.. فوق جبل عرفات! "

بتاريخ: 10 أغسطس 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*وكأنك تقف معهم اليوم.. فوق جبل عرفات!

*هم يحجون بأجسادهم وأرواحهم.. واتجه أنت إلى الله بقلبك ونيتك

*غدا.. "ارمي" جمار بحار الشهوات ووساوس الشيطان

*آه لو ركز الحجاج في دعواتهم على خلاص الإسلام ممن يتمسحون في ردائه زورا وبهتانا

*والمصريون في هذه الأيام المباركة يتعهدون:

نظل دائما وأبدا متحدي الصفوف .. نبني ونشيد .. ونتحدى الصعب.. ونقتلع الإرهاب من جذوره

*أعجبتني هذه الشفافية: الإعلان عن اختراق طائرات.. حاجز الصوت!

*مدينة نصر.. منطقة ذات طبيعة خاصة.. والعلاقة بين الجماهير.. و"المأمور"!

*لابد من تغيير هذه المعادلة المقلوبة:

غير  معقول أن يزيد "الصمامون" أضعافا وأضعافا عن العلميين.. والتطبيقيين

*"إخوانجية" تونس يزدادون طمعا.. عيونهم على رئاسة الدولة .. والبرلمان.. معا!

في مثل هذه الأيام من كل عام.. تهفو قلوب المسلمين-كل المسلمين- إلى بيت الله الحرام.. وإلى مسجد رسوله الكريم.. فالحج إلى جانب كونه ركنا أساسيا من أركان الإسلام.. إلا أن رحلته تمس شغاف الوجدان .. وتثير في النفوس.. ذكريات .. وذكريات.

ويكفي وقوف الرسول الكريم فوق جبل الرحمة يوم "الوقفة" يخطب في المسلمين خطبته الشهيرة:

"اليوم.. أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"..!

وبطبيعة الحال ليس كل مسلم يقدر  على القيام بهذه الرحلة المقدسة إما لأسباب صحية.. أو مادية.. أو شخصية بحتة..

ومع ذلك.. فهناك من يرى-وأنا منهم- أن الحج يمكن أن يكون بالروح والنية فقط.. دون الجسد..!

لذا.. فلنقل اليوم وأنا معك أيضا.. اللهم إني نويت الإهلال بحج وعمرة قاصدا التوجه بروحي إلى مكة والمدينة.

اللهم حبسني العذر وفقدت الاستطاعة فلا تحرمني الأجر  بنيتي والمثوبة.. إلهي اكتبني مع حجاج بيتك الحرام هذا العام..

أتيت بكل جوارحي طالبا رضاك.. فضمني معهم بصالح عملي واستجب بفضلك دعوتي وخصني بما تكرمهم به من نفحات.

يا رب نويت إحرام جوارحي عن محرماتك.. ونويت طوافا حول محبتك ومحبة رسولك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم.. ونويت سعيا بين الطاعات والأعمال الصالحات.

وغدا.. هو أول أيام العيد الذي يقوم فيه الحجاج بطواف الإفاضة ويرجمون الشيطان داعين الله أن يبعد عنهم وساوسه وحيله الخبيثة.

ودعني أنا وأنت نتجه إلى منى بأرواحنا ونرمي الشيطان بالجمرات.. رميا يوئد نيران شهواتنا.. ووساوس متعنا الزائلة..!

بصراحة .. سأقوم اليوم وغدا.. بعمل كل تلك الخطوات شأني شأن الحجاج تماما وأنا موقن مسبقا بأن الله سبحانه وتعالى.. سيكتبني ويكتب كل من يشاركني مع الذين تاب عليهم في الدنيا والآخرة.

 إنه قريب سميع مجيب الدعوات.

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن المصريين كلهم في هذه الأيام المباركات يتعهدون بأن يظلوا دائما وأبدا.. متحدي الصفوف.. عصيين على الاختراق.. والوقوف خلف قيادتهم.. يبنون.. ويشيدون..ويعلون الصروح .. في نفس الوقت الذي يصرون فيه على اقتلاع جذور الإرهاب ليتطهر كل شبر من أرض هذا الوطن من بقاياه الدنسة.. وهم في ذلك –ولا شك- لقادرون.. باعتراف الدنيا بأسرها..!

***

على الجانب المقابل.. كم أتمنى أن يركز حجاج بيت الله الحرام في دعواتهم لله سبحانه وتعالى على تخليص الإسلام من ألد أعدائه .. وأعني المتمسحين في أرديته النظيفة.. زورا وبهتانا..!

إن هؤلاء.. هم الذين أساءوا للدين القيم.. وشوهوا سمعته بين العالمين.. ووصموه بالعنف والإرهاب بينما هو في واقع الأمر دين المحبة والسلام والتسامح والأمان.

***

وبما أن مصر قد دخلت عصرا جديدا قوامه الصدق.. والشفافية.. والإخلاص في العمل .. فقد أعجبني البيان الذي أصدره المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي وقال فيه إن القوات الجوية ستقوم بتدريبات قد ينتج عنها اختراق حاجز الصوت..!

هذا هو الكلام.. فبدلا من أن يعيش الناس في حيرة لا يعرفون من أين أتى هذا الدوي الكبير الذي اخترق عنان السماء.. جاءت القوات المسلحة لتقدم لهم الحقيقة.

زمان.. كان الوضع يختلف.. فقد كانت مثل تلك التدريبات تتم بين آونة وأخرى .. لكن وسط مناخ من الصمت الرهيب.

لا أحد يشرح.. ولا أحد يفسر.. ولا أحد يحترم مشاعر الناس..!

واليوم.. نحن نعيش فترة ليست خالية من العمليات الإرهابية الخسيسة التي قد ينتج عنها انفجارات.. أو اشتعال نيران أو.. أو..! وبالتالي كان ضروريا إغلاق باب التأويلات.. والتخمينات والتفسيرات النابعة من نبت الخيال..

برافو.. ومليون برافو.. وكم كم نحن سعداء بحق بهذه الشفافية الرائعة..!

***

وإذا كنا دائما نشيد بقواتنا المسلحة من حيث شجاعة رجالها وقدرتهم وتفوقهم وتميزهم.. فإن جهاز الشرطة هو الآخر استطاع أن يستعيد كيانه ويسترد كرامة أفراده في غضون فترة قصيرة من الزمان.

لهذا.. كنت حريصا على التدقيق في حركة التنقلات والتغييرات الأخيرة.. وتحليل أبعادها.. ومحاولة التعرف على بعض زواياها وجوانبها الفرعية وغير الفرعية.

وبحكم أني مرتبط بمنطقة مدينة نصر منذ سنوات طويلة.. فقد سعدت شأني شأن الآلاف من أبناء المنطقة .. بالإبقاء على العميد خالد يونس مأمورا لقسم أول.. لأسباب عديدة.. أهمها.. الارتباط الوثيق بينه وبين الناس.. وقدرته على التعامل مع الفئات المتباينة.. أو المتناقضة التي يضمها هذا الحي الراقي أحيانا.. والشعبي أحيانا أخرى..!

وبديهي.. أي علاقة سوية لاسيما بين السلطة والشعب لا تترسخ جذورها بحق وبقوة.. إلا إذا قامت على معايير ثابتة وواضحة.. أخلاقية ونفسية.. واجتماعية .. ثم.. ثم.. أمنية.

عموما.. أقول مبروك لأهالي مدينة نصر قبل أن أهنئ العميد خالد يونس على ثقة قياداته.. وتقديرهم لما يقوم به من "واجب" تجاه أبناء وطنه أجمعين وليس أهالى مدينة نصر فقط.

***

ونحن إذا كنا صادقين في معالجة شئوننا.. وسبر غور قضايانا بشتى ألوانها وأشكالها.. فلابد أن نطالب بتغيير هذه المعادلة الغريبة أو بالأحرى المقلوبة والتي تعرض لها جهاز التعبئة والإحصاء في آخر تقاريره ربما بقصد أو بدون قصد..!

كيف -يا سادة- يكون لدينا 77,9%  يدرسون في كليات نظرية مقابل22,1% في الكليات العملية..؟!

إن هذا يعني ضمن ما يعني.. أن الأمة بعد فترة ستكون عاجزة عن تفريخ أجيال من العلماء سواء في الطب.. أو الهندسة.. أو.. أو الفضاء..!

نعم.. دراسة التاريخ والجغرافيا والاجتماع والفلسفة مطلوبة.. لكن ليس بهذه العناصر وحدها يحدث التقدم وإلا توقف المجتمع عند زاوية محددة لا يملك منها فكاكا..!

السؤال الآن:

نحن في مرحلة القبول بالجامعات وكل يوم يتكرر الحديث حول مكتب التنسيق.. ومجامعه العالية.. وتكافؤ الفرص بين الشباب.. و..و.. فهل توصل مسئول واحد في وزارتي التربية والتعليم العالي إلى الحقيقة التي فجرها جهاز التعبئة والإحصاء..؟

أنا شخصيا.. أشك..!

***

أخيرا .. أحسب أن هذا المقال لا يمكن أن يمر دون أن نكشف من خلاله.. مدى أطماع جماعة الإخوان في مقاعد الحكم في أي مكان يكونون..!

إنهم يدعون زهدهم.. وعدم سعيهم لتولي المناصب الرفيعة ثم فجأة تجدهم يقفزون على السطح في خبث وغباء في آن واحد..!

حدث هذا في مصر.. قبل ترشيح محمد مرسي لرئاسة الجمهورية.. وها هم الآن يسيرون على نفس النهج في تونس..!

في البداية أعلنوا عدم التقدم بمرشح للرئاسة .. لكن قبل انتهاء الموعد زجوا بعبد الفتاح مورو الذي يعد الصديق الصدوق..و"الأخ" المتلازم لراشد الغنوشي رئيس حزب النهضة الإسلامي..!

لقد شارك الاثنان في تأسيس الحزب.. ثم سرعان ما فرضا إرادتهما على جميع أعضائه.. وها هم الآن يحاولون جمع كل البيض في سلة واحدة.. حيث سيتم الدفع بالغنوشي ذاته ليكون رئيسا للبرلمان..!

تُرى.. هل ينجحون في خططهم أو بالأحرى مؤامراتهم..؟!

الشعب التونسي.. هو الذي سيضعهم في حجمهم الطبيعي كما فعلت شعوب أخرى كثيرة..

 والأيام بيننا..!!

***

                مواجهات

*لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك.

إنها كلمات إيمانية رائقة.. أرجو أن ترددها بصرف النظر عن أنك بعيد عن المكان..!

الفرار إلى الله .. ليس له زمان.. ولا تحده حدود.. أو قيود.

***

*قال لي عالم ديني كبير.. "محترم" عندما تدعو الله سبحانه وتعالى.. احذف يا النداء.. ففي مواطن الدعاء لم يرد في القرآن نداء الله تعالى بحرف النداء .. بل دائما يجيء:

 رب لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.

رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.. وهكذا دواليك.. والسر في ذلك.. أن يا تستعمل لنداء البعيد والله أقرب لعباده من حبل الوريد.. فكان مقتضى البلاغة حذفها..!

الله أكبر.

***

*المواطن رمضان عبد العزيز بسيوني الوكيل من قرية قلبشان مركز إيتاي البارود يصلني منه رسالة كل خمس دقائق!

إنه يعاني –كما يقول- من فقد أنفه كاملا.. وأيضا الفك العلوي وتشوه عظام الوجه والعينين.

كل أمله في الحياة.. علاجه في مستشفى جامعة المنوفية.. فهل هذا صعب.. أم أنه واجب على الدولة..؟

***

*وأعجبتني هذه المقولة من أحسن القصص:

 القريب قال اقتلوا يوسف

الغريب قال أكرمي مثواه

وهكذا فإن الحب رزق.. وأنت لا تعرف في أي قلب يكون رزقك.

***

*وإليك مسك الختام.. لقد اخترت لك هذه الأبيات الشعرية:

وكل باب وإن طالت مغالقه

يوما له من جميل الصبر مفتاح

كم من كروب ظننا لا انفراج لها

حتى رأينا جليل الهم ينزاح

فاصبر لربك لا تيأس فرحمته

للخلق ظل وللأيام إصباح

***

و..و..وشكرا