سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان صناعة الأمل بين الهواية.. والاستعداد.. والمناخ الآمن

بتاريخ: 15 أغسطس 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*صناعة الأمل بين الهواية.. والاستعداد.. والمناخ الآمن!

*إلى اللقاء في "عيد جديد" مليء بالحب والتعاطف والإنجازات!

*مصر تدخل عالم الأثرياء.. بنفطها وغازها ونخيلها.. ورجالها.. ونسائها.. وشبابها!

*الـ2,5 مليون نخلة التي أعلن الرئيس السيسي زراعتها ترفع عوائد التصدير.. النخلة تدر 5 آلاف جنيه

*زيادة وارداتنا من القمح.. تحتاج إلى دراسات لا تتوقف..!

*بصراحة الـ15% أزيد عن الشهور الماضية تتطلب منا كشعب تغيير بعض عاداتنا وسلوكياتنا!

الوراثة في أمريكا تبلغ أقصى درجات التحدي لو ترشحت زوجة أوباما.. للرئاسة!

*إلى المتعلقين بالحلم الأمريكي..

البطاقات الخضراء في طريقها للإلغاء!

*هونج كونج الصينية.. لا تستطيع التخلي عن هويتها البريطانية!

*حوار الطرافة بين الحجاج وإبليس..

 سيدة قالت له بعد أن رفضت رميه بالجمرات:

سيبني في حالي.. وأسيبك في حالك!

الله سبحانه وتعالى.. ما أن يبث الحياة في الإنسان سرعان ما يضع أمام عينه.. منافذ الأمل.. وطاقات التفاؤل تاركا له حرية الاختيار.. فإما أن يكون عبدا طائعا يسلك طريق الخير.. وإما أن يخضع لوساوس الشيطان .. وإغراءاته فيسقط في بحور الآلام والأوجاع الجسدية والنفسية..!

وبالتالي.. أصبح الإنسان يملك من المقومات والإمكانات والاستعدادات.. ما يمكنه من صناعة الأمل سواء لنفسه.. أو للآخرين..!

يعني في إيجاز شديد.. يمكن القول إن صناعة الأمل تجمع ما بين الهواية الشخصية في حد ذاتها .. وبين الاستعداد الفطري .. وبين -وهذا هو الأهم- المناخ الآمن الذي يتوفر للإنسان والمجتمع.. بما يتيح للفرد والجماعة.. تحقيق أمانيهم وتطلعاتهم بسهولة ويسر.. دون اكتراث للعقبات والصعاب التي لا يمنع الأمر من أن تطل برأسها أحيانا.. لفترات زمنية قد تطول أو تقصر..!

ونحن في مصر نعيش الآن  - والحمد لله- في ظل هذا المناخ الآمن الذي من خلاله نحرص على إثبات وجودنا.. وعلى ممارسة هواياتنا.. وعلى استثمار مواهبنا وملكاتنا واستعداداتنا .. الاستثمار الأمثل.

ولعل كل تلك الأمور قد تجلت في استقبالنا لعيد الأضحى واحتفالنا به الذي نحمد الله على أنه كان احتفالا رائقا.. وطيبا.. و..وأيضا .. مهيبا..!

لقد وضح أن كل واحد فينا يعيش وسط الصفاء الروحي الذي سبق أن جمع بين إبراهيم عليه السلام.. وابنه إسماعيل لتبدو أحلى صور الفداء والتضحية.. والانصياع لأمر الله.. وحث الابن للأب على تنفيذه دونما تردد.. أو تفكير..!!

***

من هنا.. فلعلنا جميعا .. أصبحنا في حالة استعداد كامل لاستقبال عيد الأضحى القادم بنفس الروح.. وذات الإيمان العميق بالله وكتابه ورسله ونحن مطمئنون ومتفائلون .. بأنه سيكون بإذن الله سبحانه وتعالى وفضله مثل سابقه مليئا بالحب والتعاطف والمشاركة الوجدانية.. وأيضا .. زاخرا بالإنجازات .. هذه الإنجازات التي أصبحنا نتباهى بها أمام العالمين.. لأنها تعبر عن مدى قدرتنا وصلابة إرادتنا.. ونجاحنا الخارق في تحويل المستحيل إلى ممكن .

وبكل المقاييس –بإذن الله وفضله- ستكون هذه الإنجازات في العام القادم.. أكثر تقدما.. وصروحها أعلى ارتفاعا..

إنه نعم المولى ونعم النصير.

 ***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فها هي مؤشرات الخير تطرق أبوابنا أولا.. بأول وكلها تنبئ بأن مصر ستدخل عما قريب عالم الأثرياء نتيجة زيادة رصيدها من النفط يوما بعد يوم.. وهذا ما عبر عنه وزير البترول منذ أيام مشيرا إلى أن إنتاجنا من الزيت الخام سيصل قريبا إلى 690 ألف برميل يوميا .

اللهم بارك .. واللهم لا حسد.

طبعا هذا فضلا عن إنتاجنا من الغاز الذي يتميز بألا لون له.. ولا طعم له.. ولا رائحة له ليس هذا فحسب .. بل هو أخف من الهواء قابل للتطاير..

مرة أخرى ندعو الله سبحانه وتعالى بأن يبارك.. وأن يمنع عنا شر الحسد.. والحاسدين.

***

هكذا يمكن القول إن مصر سوف تدخل عالم الأثرياء بهذا الرصيد من النفط والغاز .. وأيضا بنخيلها الذي أضافه الرئيس السيسي إلى رصيده 2,5مليون نخلة أعلن عن زراعتها .. وللعلم النخلة الواحدة تدر إنتاجا من البلح يبلغ خمسة آلاف جنيه.

من هنا.. لابد لنا من وقفة .. لقد كنا نتعجب ونتساءل بيننا وبين أنفسنا.. كيف يخلو باطن الأرض عندنا من النفط الذي يسمى بالذهب الأسود بينما جيراننا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا أراضيهم ممتلئة بكميات هائلة .. في نفس الوقت الذي نجد فيه "التمر" الذي يساقطه نخيلنا من نوعية مختلفة عن تمر نفس الجيران..!

الآن.. لأننا اجتهدنا.. وعملنا.. وثابرنا.. وواصلنا العمل ليلا ونهارا.. تفجرت ينابيع الخير من كل فج والتي نأمل أن تزداد يوما بعد يوم بفضل رجالنا الأكفاء.. ونسائنا اللاتي دخلنا معترك الحياة بكل ثقة.. وتميز .. وشبابنا الذين نعلق عليهم الآمال الكبار ونحن على يقين بأنهم أهل للمسئولية.

يعني.. فلنطمئن.. ولنطمئن.. إلى أننا سنعيش حياة غير الحياة التي تعودنا عليها على مدى خمسة أو ستة عقود ماضية..!!

***

وما دمنا ننقب ونبحث عن كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن.. فقد توقفت أنا شخصيا أمام التقرير الذي أعلنته وزارة المالية مؤخرا وذكرت فيه أن حجم وارداتنا من القمح زاد بنسبة 15% خلال الأشهر الثلاثة الماضية كيف نرتضي لأنفسنا ذلك ونحن الذين طالما حاولنا وبذلنا المستحيل لكي نحقق اكتفاءنا الذاتي من القمح.. فهل من المنطق أن نستمر في استيراده.. وبزيادة شهرا عن الآخر..؟!!

نعم.. نحن نضع في اعتبارنا.. الزيادة المطردة للسكان.. والأفواه العديدة التي تبقى "مفتوحة" ليلا ونهارا .. لكن الواجب يحتم علينا أيضا أن نبحث عن حلول تكفينا شر هذا الاستيراد الزائد لأهم سلعة أساسية في حياتنا..!

لماذا لا نعمل على تغيير عاداتنا..وسلوكياتنا بحيث نجد البدائل ونضع الحلول الواقعية والعملية.. بدلا من أن نظل خاضعين لإرادة وأهواء الآخرين..؟

صدقوني إنها مسئولية قومية.. يجب أن نتحملها جميعا.. ونتفهم أبعادها وحدودها.. ونصيغ سويا رؤى مشتركة فاعلة وإيجابية.

***

والآن.. دعونا من خلال هذا التقرير.. نعبر الحدود.. محلقين فوق المحيط الأطلنطي.. لنصل بأفكارنا وعقولنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تجرى المناقشات والحوارات بين أعضاء وقيادات الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحهم للرئاسة للفترة القادمة منافسا لدونالد ترامب مرشح الجمهوريين..!

ويقولون.. إن ميتشيل أوباما تحظى بتأييد عدد كبير من أعضاء الحزب في نفس الوقت الذي يعارض ترشيحها كثيرون أيضا..!

المهم.. لو فرض وفازت ميتشيل بتأييد الأغلبية الحزبية.. ألا يعد ذلك نوعا من الوراثة المستفزة..؟!

أوباما.. رئيسا.. لمدة ثماني سنوات .. بعدها تأتي زوجته .. بالضبط مثلما تولى الرئيس جورج بوش ثم جاء ابنه جورج دبليو بوش ليجلس مكانه..!

وهؤلاء هم الأمريكان ما هو حلال لهم.. يحرمونه على الآخرين..!

***

وما دمنا في الولايات المتحدة.. فقد أصدر الرئيس ترامب تعليمات صارمة بالحد من بطاقات الإقامة الخضراء المسماة "green card" والتي كان يحصل عليها المقيمون هناك إقامة شرعية..!

الآن.. جاء ترامب ليرفض الإقامة الشرعية وغير الشرعية رافعا شعار "أمريكا للأمريكان فقط".. وليمتنع الغرباء حتى ولو سلكوا المسلك القانوني..!

هنيئا لكم.. ببلدكم..!

***

ثم.. ثم.. فلنعد ثانية إلى الشرق .. حيث تشدنا كما تشد غيرنا تلك المدينة الصغيرة التي ذاع صيتها وأصبحت أكثر مدن العالم شهرة بعد أن أصبحت واحدة من أهم المراكز الاقتصادية في العالم.. وأيضا المدينة الأكثر علوا بسبب مبانيها المرتفعة.. واستمرت على هذا الوضع 99 سنة تخضع للإمبراطورية البريطانية إلى أن عادت إلى الوطن الأم  الصين عام 1997.

منذ ذلك الوقت وحتى الآن.. وأهالى هونج كونج لا يشعرون بالارتياح.. حتى انطلقت تظاهراتهم بعنف لتشل الحياة تماما بما فيها المطار الذي أوقف جميع الرحلات الجوية..!

الآن.. مصير هونج كونج بات غامضا .. هل تستخدم الصين القوة لفرض الانضباط  أم تؤثر الصمت.. وهل يقبل سكان هونج كونج سياسة التسلط والحديد والنار التي تتبعها الصين.. أم يظلون على عنادهم ورفضهم..؟!

هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

***

أخيرا.. اسمحوا لي أن أقدم لكم هذا الحوار الغريب بين سيدة تؤدي فريضة الحج ذهبت لترمي الجمرات.. لكنها توقفت أمام الشيطان الرمز لتقول له:

جئت إليك يا إبليس لأرجمك لكني: أشفقت عليك لذا.. أرجوك أن تسيبني في حالي وحاسيبك في حالك.. ثم مضت..

تُرى.. هل هي بذلك ارتكبت خطأ في أعمال الحج نتيجة عدم رمي الجمرات..؟!

رجال الدين يقولون .. إنها مطالبة بذبح هدي قبل أن تغادر منى..!

وبذلك فإن الشيطان يظل يتلاعب بتصرفات وسلوكيات الإنسان ليجيء يوم القيامة ليقول: "إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم".

حقا.. شيطان رجيم لئيم..!

***

و..و..وشكرا