سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان "إجازة.. ما بعد الإجازة لماذا هذا " التطويل" غير المبرر..؟! "

بتاريخ: 15 أغسطس 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*العيد.. انتهى رسميا وشرعا وقانونا.. والإجازة.. مازالت مستمرة..!!

*ضموا الأيام لبعضها البعض لتتعطل مصالح الناس

*أرجوكم.. تذكروا دوما أن مصر الآن باتت قِبلة الشرق والغرب.. فتعاونوا على أن تكون الصورة أروع وأحلى

اليوم.. ينتهي عيد الأضحى شرعا.. ورسميا.. وقانونا.. وهو العيد الذي تسبقه أفضل الأيام على الإطلاق.. وأهمها.. يوم وقفة عرفات التي تعتبر الركن الأعظم للحج.

واليوم.. تنتهي إجازة موظفي الحكومة وقطاع الأعمال أو المفترض أن يكون ذلك كذلك.. لكن الملاحظ –للأسف- أن كثيرا من هؤلاء الموظفين.. لم يكتفوا بعطلة مدتها خمسة أيام .. بل قاموا بضم الخميس والجمعة والسبت إليها.. لتظل البلد في شبه شلل كامل من شتى المجالات..!

وما يثير الدهشة أن الأطباء.. والصيادلة .. وعمال المخابز.. ومحلات السوبر ماركت ..و..و.. ساروا على نفس النهج!

بالله عليهم .. هل هذا كلام.. وإلى تلك الدرجة يكون عشق الابتعاد عن مواقع العمل التي منها تتكون مصادر دخلنا القومي..؟

نحن نسعى إلى زيادة مطردة في الإنتاج وبالتالي زيادة في حجم الصادرات فضلا عن أن غياب الخدمات أو عدم أدائها بصورة كاملة أو متكاملة.. يضر -ولا شك- بمصالح الجماهير..!

***

طبعا لن أكرر ما يتردد كثيرا عن عشق اليابانيين للعمل.. ولا قوانينهم الصارمة التي تحتم قيام العاملين بإجازة أسبوعية وسنوية.. وإلا ظلوا يدورون في تروس ماكينات لا تتوقف.. لكني أريد فقط.. أن أستشهد بما يجري في اليابان.. وفي ألمانيا.. وفي بريطانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية التي تعمل بها مراكز الأبحاث ليل نهار.. من أجل الوصول إلى اختراع بعينه في مجالات الطب.. أو الكيمياء.. أو الهندسة.. أو.. أو الفضاء.

***

على الجانب المقابل أنا لست معترضا على فكرة الإجازة في حد ذاتها ولا منتقدا من يقومون بها.. لكني أعتب على هؤلاء الذين يربطون الإجازة باللاإجازة وكأنهما سلسلة متصلة الحلقات على مدى تسعة أيام..!

بديهي .. لا يوجد قانون يمنع الناس من القيام بإجازة .. بل هناك ما يسمى بالحس الذاتي.. وبالمسئولية التلقائية تجاه الوطن والمواطنين..!

استنادا إلى هذا الحس.. وتلك المسئولية.. أرجو وألح في الرجاء.. أن نسقط من قاموسنا في الحياة.. تلك الظاهرة المعيبة.

***

وفي جميع الأحوال لن أَضيف جديدا إذا قلت إن الوطن في حاجة إلى كل يد تبني وكل عقل يفكر.. وكل قلب ينبض بحب ماء النهر الخالد .. ورمال الصحراء الناطقة بخيرات الله.. وينابيع الشلالات والجداول التي وهبنا إياها سبحانه وتعالى.

نعم .. لدينا الملايين من هؤلاء.. لكننا في نفس الوقت .. ندعو إلى إشعال جذوة الحماس في قلوب الناس أجمعين.. حماسا لا يقبل المزايدة أو المساومة ولا يعرف طريقه أبدا الكسل أو الخمول..!

وفي جميع الأحوال أيضا .. جدير بنا أن نفتخر ونعتز بأن هذا البلد يظل دائما وأبدا القبلة التي تتجه إليها أفئدة البشر من شتى بقاع الأرض.. حيث يجدون فوق أرضها الحكمة.. والحيادية .. والموضوعية .. وكرم الضيافة.. وكلمة الحق التي لا تخشى لومة لائم ..!

أقول ذلك –على سبيل المثال- بمناسبة الاجتماع الذي عقد مؤخرا بين قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية بالسودان.. حيث لم يجد الفريقان.. أفضل وأنقى وأنبل من مصر لتشهد لقاء المصير الذي يمكن أن يسفر عن إنهاء حروب ضروس..! استمرت عقودا من الزمان بين أهل البلد وبعضهم البعض.. والتي أدت إلى نزوح أربعة ملايين لاجئ منهم من لا يجد المأوى ولا الغذاء.. ولا الكساء..!

وبالتالي عندما تسهم مصر في إعادة الأوضاع إلى مسارها الصحيح المتمثلة.. في حياة آمنة وسالمة.. فإنها بذلك تكون قد فتحت أبواب الأمل أمام المتقاتلين الذين لابد وأنهم ضجروا وسئموا من استمرار الحرب على مدى تلك السنوات الطوال.

ويكفي أن ثمة إجماع بين المشاركين على أن مصر قد وفرت لهم مناخا صحيا قوامه الصراحة والمكاشفة.. وحرصت على استبعاد أي شيء يمكن أن يعكر الأجواء..!

***

هذه هي مصر.. كما أردناها ونريدها جميعا.. والتي تدعونا أن نكون دائما وأبدا.. جاهزين ومستعدين ونحن والحمد لله لا نتوانى ولا نتخاذل.. كل ما هنالك أننا نطالب بمزيد من العمل.. ومزيد من الجهد.. ومزيد من المثابرة.. حتى تكتمل كل أبعاد الصورة لتصبح أحلى وأروع وأجمل.

***