*إلى أبنائنا الملتحقين بالمرحلة الثالثة:
لا تفقدوا الأمل.. فالفرصة أمامكم قد تكون أفضل وأحسن من أهل القمة..!
*هذه حكاية "شقيقين توأم" أحدهما "المهندس" مازال يبحث له عن طريق والثاني صاحب الخمسين في المائة برع وتفوق.. واقترب من عالم الأثرياء
لابد وأن أبناءنا الطلاب الذين لم يلتحقوا بركب المرحلتين الأولى والثانية لمكتب التنسيق العتيق لم يعد أمامهم سوى المرحلة الثالثة والتي تقتصر على بعض الكليات النظرية والمعاهد المتوسطة وما فوق المتوسطة.. أقول هؤلاء الطلاب لابد وأن يشعروا بغصة في حلوقهم متصورين أن آمالهم قد تبددت وأن مستقبلهم محصور في أفاق ضيقة قد لا تسمن ولا تغني من جوع.. لكني أنصحهم بأن في أياديهم صنع مجالات للتفوق والتميز قد لا يقدر عليها من شاء حظهم أن يصيروا من أهل القمة سواء في الطب أو الصيدلة أو الهندسة وما إليها.
***
وسوف أسوق لهم هذه الحكاية عسى أن يضعوها أمام أعينهم لتتحقق لهم الفائدة المنشودة:
شقيقان توأم .. أحدهما حصل منذ سنوات على المجموع الذي أهله للالتحاق بكلية الهندسة والثاني قد حصل على الخمسين في المائة بشق الأنفس..
طبعا.. أقام الأب شبه"مندبة" في المنزل.. بعد أن غطت أتراحه على أفراحه.. أيضا الأم أخذت تذرف بدل الدموع دما فهي لا تتصور أن يعيش الابنان تحت سقف واحد في مثل تلك الظروف الصعبة.
وتمر السنون.. وإذا بالابن التعس أو الذي كانوا يطلقون عليه ذلك.. آثر أن يتدرب منذ اليوم الأول ببدء الدراسة في معهد التكنولوجيا الذي ساقته الأقدار إليه على إصلاح أجهزة الكمبيوتر والتليفونات المحمولة وبرع فيها إلى درجة أنه كان يجيئه خصيصا الزبائن من كل فج في المحل الذي يعمل به..!
ثم فتحت أمامه أبواب الخير أكثر وأكثر.. مما شجع الأب على أن ينشئ له محلا خاصا أصبح بدوره محط إعجاب الغادين والراحين.. وازدادت الأرباح.. وسرعان ما اشترى سيارة خاصة.. ودفع مقدم شقة.. بينما الأخ الأكبر مازال يبحث عن وظيفة ببكالوريوس الهندسة الذي حصل عليه بتقدير جيد.
***
لذا فإن العبرة ليست بالشهادة العالية أو المتوسطة.. ولكن العبرة .. كيف تنمي مواهبك.. وتستثمر استعداداتك الاستثمار الأمثل..وأمامنا هذا المثل الحي الذي .. أرجو أن يتخذه الشباب والبنات قدوة ومثلا.
تقدموا بأوراقكم إلى المرحلة الثالثة فأنتم متفائلون بالغد .. فالدنيا لا تقف عند زاوية محددة.. بل هي والحمد لله.. متعددة الزوايا.. كثيرة الانفراجات.
***
على الجانب المقابل.. اسمحوا لي أن أعود لأكرر المطالبة بضرورة إعادة النظر في مكتب التنسيق الذي ربما أثبت هذا العام أكثر من أي وقت مضى.. أنه ليس أبدا أساس الحكم على نبوغ أو تفوق أو حتى تخلف المتقدمين إليه.. لأن معظم من حصلوا على مجاميع عالية ليسوا سوى صمامين.. يجيدون الحفظ معتمدين على الدروس الخصوصية والأسئلة والأجوبة التي يسمونها بالنموذجية.. بينما الذين لديهم القدرة على الإبداع والابتكار جاءوا في مؤخرة الصفوف..
الفرصة مازالت أمامنا .. وها هو عام كامل في انتظارنا.. فما الذي يمنعنا من أن ندرس ونبحث عن أفضل السبل لإيجاد البديل العادل.. حتى يكون لدينا ألف أو ألفان أو حتى عشرة آلاف من الشاب الذي وجد نفسه رغم حصوله على الخمسين في المائة عكس شقيقه الذي مازال يبحث له عمل يرضيه ويرضي السيد الوالد والست الوالدة..؟!
***
و..و..وشكرا
***