سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " على هامش قمة الدول السبع الرئيس وماذا يقول في الاجتماعات الجانبية..؟! "

بتاريخ: 29 أغسطس 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

       سؤال لابد وأنه خطر على بالك كثيرا 
*حينما يجلس الرؤساء مع بعضهم البعض
ماذا يقولون.. وفيمَ يتحاورون..؟!
*هل تطغى الأحاديث الشخصية على القضايا العامة.. أم العكس..؟!
*مشاركة الرئيس السيسي في أي مؤتمر أو اجتماع تعني أن مصر حاضرة بثقلها وتاريخها وحضارتها.. وإنجازاتها الواعدة
عندما يلتقي الرؤساء مع بعضهم البعض.. ماذا يقول كل منهم للآخر..؟!
هل يكتفي الرئيس بالحديث عن أوضاع بلده.. أم يمتد الحوار إلى أوضاع بلد الزعيم الآخر الذي قد يكون وجدها فرصة لاستعراض أحوال شعبه.. وأحلامهم وأيضا آلامهم..؟
أم.. يقتصر الأمر على قواعد البروتوكول بحيث لا يزيد اللقاء على كلمات الترحيب وعبارات المجاملة.. وتوجيه الدعوات المشتركة لزيارات متبادلة..؟!
ثم.. ثم.. هل هناك فرق بين اجتماع يعقد بين رئيس ورئيس على هامش مؤتمر من المؤتمرات.. وغيره يركز على البرنامج المتفق عليه فقط..؟!
*** 
أنا شخصيا أتصور أن الرئيس-أي رئيس- هو أولا وأخيرا مواطن.. أو بالأحرى إنسان.. وبالتالي يكون شغوفا لمعرفة طبائع الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم وهذا ما يمكن أن يتعرف عليه من خلال الزميل أو النظير الذي ربما يكون قد التقى به مسبقا.. أو لم تتَح الفرصة للزعيمين لهذا اللقاء..؟
أيضا.. ليس متصورا أن يدع الرئيس الفرصة تمر دون العمل على إقامة علاقات متينة مع الجانب الآخر.. علاقات قوامها المصلحة المشتركة.. وليس ثمة ما يمنع أن يوضح ذلك لمن يجلس معه إما على مائدة شبه مستديرة .. أو داخل صالة من الصالات سواء أكانت تابعة لقصر الضيافة أو لفندق من الفنادق.. وفي بعض الأحيان.. قد تكون الحديقة أفضل.. وأحسن حيث يساعد "الجو المفتوح" على استخراج ما في الصدور من أحاسيس ومشاعر ومودة.
*** 
على الجانب المقابل.. فإن الرؤساء بحكم مواقعهم لابد أن يتناولوا في أحاديثهم سواء الجانبية أو الرئيسية أوضاع العالم وما تعانيه البشرية من مشاكل كذلك ما تصبو إليه تطلعات وطموحات منها ما قد يصل إلى درجة الخيال ومنها ما يسهل تحقيقه بفضل التعاون المستمر الذي يمكن أن تظهر مؤشراته في ابتسامة.. أو في إبداء مشاركة حقيقية للوصول إلى حلول مشتركة للأزمات..!
*** 
مثلا يستحيل أن يلتقي الرؤساء سواء أكانوا أصدقاء أم لا دون أن يتعرضوا لظاهرة الإرهاب ويكفي أنها باتت تقض مضاجع الآمنين في مجتمعات شتى.. وليس ما يمنع أبدا من أن يقوم زعيم ليوضح أبعاد الظاهرة ومدى خطورتها متسائلا عن أولئك الذين مازالوا يمدون مرتكبي جرائمه اللعينة بالمال والأجهزة والإلكترونيات والرجال ..و..و..!
هنا تتأكد فوائد اللقاءات سواء التي تعقد على هامش المؤتمرات أو التي تتركز على أعمالها المباشرة .
أقول ذلك بمناسبة مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة "مجموعة السبع"  والتي بذل خلال أيام انعقادها نشاطا مشهودا.. حيث التقى بعدد كبير من الرؤساء الأفارقة.. إلى جانب غيرهم من الأوروبيين وكذلك رئيس أمريكا دونالد ترامب.
لقد حرص الرئيس على أن يبين للعالم للمرة العاشرة مدى خطورة الإرهاب والإرهابيين الأمر الذي يستلزم مشاركة المجتمع الدولي بكافة حكوماته ومؤسساته ومنظماته.. في مواجهتهم منبها إلى أن التخاذل في أداء تلك المهمة.. يؤدي إلى خسران الجميع اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وأمنيا..!
*** 
ولأن الرئيس يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي فقد أسهب في الحديث عن مقومات تلك القارة السمراء.. وتاريخها.. وما ينبئ به مستقبلها..كل ذلك لكي يشحذ همم دول تلك القارة وحكوماتها.. لكي يقيموا صروح التنمية فوق كل شبر من أراضيهم.. في نفس الوقت مع اقتلاع جذور الإرهاب  وتلقين مموليه ومخططيه ومنفذيه دروسا لن ينسوها أبدا..!
*** 
في النهاية تبقى كلمة:
إذن هل عرفتم لماذا يحرص الرئيس على حضور المؤتمرات والقيام بزيارات  هنا وهناك رسمية أو غير رسمية.. وهل أيقنتم أن تواجد السيسي في أي مكان.. هو تواجد لمصر.. الواعدة التي أصبحت مثار حديث العالم.. ليس هذا فحسب.. بل موضع افتخار ومباهاة شعبها.. وهو الفرق بين المتباعدين.. الجالسين القرفصاء..وبين المقتحمين للأبواب المغلقة وغير المغلقة يحملون بين أياديهم أسلحة العقل والمنطق.. والعمل..و..و.. الثقة البالغة بالنفس.
***