*سر "سعادة" جهاز القاهرة الجديدة!
933 قطعة أرض.. لا تساوي شيئا بالنسبة للمائة مليون!!
*الحاج ماهر منافس"قوي".. ولكن:
يستحيل توفير تليفون أرضي أو محمول لأسباب فنية.. وربما أيضا شرعية!
شدني إعلان نشرته صحيفة الأهرام في صفحتها الأولى مساحته 2عمود X20سنتيمترا في عددها الصادر أول أمس "الاثنين" تقول سطوره الأولى ما يلي:
"يسر جهاز مدينة القاهرة الجديدة أن يعلن عن تسليم قطع أراضي المقابر وفقا للجدول المبين"..!
بصراحة.. توقفت أمام كلمة"يسر"..!
ما الذي يسر الجهاز المذكور بينما الحكاية في حد ذاتها قائمة على أساس فكرة" الموت" التي مهما بلغت درجة الإيمان بأنه الحقيقة الوحيدة في الحياة.. إلا أنها –بكل المقاييس- لا تبعث على السعادة.. أو الفرح.. أو السرور حسبما ذكر الجهاز..؟!
على الجانب المقابل.. ربما يكون الجهاز قد رأى أن توفير قطع أراضٍ تخصص للمقابر يعد إنجازا كبيرا.. وإن كنت لا أعتقد ذلك.. لأن المجموع كله لا يزيد عن 933 قطعة وهذا رقم يسير للغاية ولا يمثل شيئا قياسا بالكثافة العددية للمصريين عموما..!
***
من هنا.. حاولت أن أجد سببا لسرور جهاز القاهرة الجديدة.. فلجأت إلى الشبكة العنكبوتية الشهيرة المسماة بالنت.. فوجدت أن هناك من ينافس هذا الجهاز في الترويج لأراضي المقابر وهم كثيرون ولعل أشهرهم –حسبما قرأت- الحاج ماهر السيد الذي لديه مقابر "شرعية" جاهزة في كلٍ من مدينة 6 أكتوبر ومدينة 15 مايو والتجمع الخامس ومدينة بدر ومدينة نصر ومدينة الرحاب والقطامية..!
ويقول الحاج ماهر إنه يقدم لكم مجموعة كبيرة من الخدمات مع سعر لا يقبل المنافسة و"الأحواش" مرخصة وجاهزة على الاستلام وتوقيع العقد..!
***
هكذا يتضح أن المقابر أصبحت هي الأخرى تجارة رائجة.. شأنها شأن الفيلات والشقق.. والأبراج وغيرها.. وإلا ما عبر أحد أجهزة وزارة الإسكان عن سروره لتوفير أراضيها.. ولما أخذ الحاج ماهر يعدد المزايا والإغراءات والتسهيلات..!
***
وهنا.. ليس مستبعدا أن يظهر علينا سمسار آخر .. أو مقاول أو تاجر يقول إنه يوفر الماء.. والكهرباء والتليفونات لكل من يرغب في شراء المقبرة التي يختارها والتي يستشعر أنه يجد فيها راحته بعد رحيله عن الدنيا ..!
ولعلني في هذا الصدد أذكر أن صديقا لي ذهب مرة لشراء "حوش" من أحد هؤلاء السماسرة فأصر على أن يكون به تليفون أرضي .. وآخر محمول وفشلت كل محاولات إقناعه بأن طلبه يدخل في نطاق المستحيلات لأسباب فنية وربما أيضا شرعية.. لكنه –للأسف- كان يساوره هاجس حول احتمال دفنه حيا مثلما حدث –كما أشيع وقتئذ –للممثل صلاح قابيل والذي ربطته به علاقة صداقة وطيدة..!
***
على أي حال.. لقد قال الله سبحانه وتعالى:" هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا.. وهو العزيز الغفور" صدق الله العظيم.
أي أنه ذكر الموت قبل الحياة ليذكر الناس بأنه إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون..!
يعني الآخرة خير وأبقى..!
أطال الله في أعماركم جميعا..!
***
و..و..وشكرا
***