*تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.. لماذا؟
*كيف نقبل على أنفسنا أن يكون بيننا 25 مليونا مازالوا لا يقرأون ولا يكتبون..؟!
*الحل ليس في يد الحكومة وحدها.. ولكن أين رجال الأعمال.. ومؤسسات المجتمع المدني..؟!
*..ثم..ثم.. أما آن للضمائر الغائبة أن تصحو..؟!
من المفترض بديهيا أن تكون البيانات التي يصدرها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء محل دراسة وبحث وتمعن سواء من جانب الحكومة .. أو منظمات المجتمع المدني.. أو "السادة" رجال الأعمال الذين عليهم دور كبير ينبغي أن يضطلعوا به لكننا –للأسف- نرى معظمهم حتى الآن.. "بخلاء" على وطنهم رغم أنه الذي فتح أمامهم شتى السبل ليستثمروا أموالهم .. ويربحوا وبالتالي ينتقلوا من طبقة إلى طبقات أخرى أكثر رفاهية.. وازدهارا.. واستمتاعا بالحياة.. !
***
أقول ذلك بمناسبة التقرير الذي أصدره الجهاز بشأن نسبة الأمية في مصر وذكر فيه أنها تبلغ 25%..!
يعني ببساطة شديدة يعيش بيننا نحو 25 مليون مواطن لا يعرفون القراءة والكتابة في عصر سبق الناس فيه زمانهم.. فصعد إلى المريخ من صعد.. وسبر أغوار الطبيعة من سبر.. وغاص أعماق المحيطات والبحار من غاص..!
الغريب.. أن هذه النسبة -كما قال الجهاز- جاءت من خلال دراسة أجريت عام 2017 يعني لابد وأنها ارتفعت الآن بحكم الزيادة السكانية التي تتم وفقا لأخطر متوالية عددية في التاريخ والتي حذر منها عالم السكان الشهير ماتيوس مالتوس منذ قديم الأزل ..!
***
من هنا.. يثور السؤال:
هل تلك المشكلة عصية على الحل بالنسبة لنا بينما نحن نتحدث عنها منذ عقود وعقود..؟!
وكم سمعنا عما سميت بالهيئة القومية لتعليم الكبار التي أنشئت أساسا من أجل مواجهة الأمية .. وللأسف.. بدلا من أن تركز على مهمتها الأساسية .. استهلكت الوقت والجهد في خلافات داخلية .. بين موظفيها.. وهذا شيء طبيعي لأنهم أصلا غير متخصصين حيث جاءوا بهم فقط لمجرد سد فراغ فلا أحد يعرف طبيعة مهمتها.. ولا أبعادها.. بل ولا مدى أهميتها..!
أيضا.. كم ذكرت وزارة التضامن الاجتماعي مرارا وتكرارا أن برامج الخدمة العامة التي يحتم القانون على خريجي وخريجات الجامعة أداءها سوف تخصص من أجل محو الأمية.. وأحسب أن هذا لو تم بصورة عملية.. لأصبح الحال غير الحال..!!
***
عموما .. دعونا نتحدث بطريقة واقعية.. ولنبتعد عن الاستغراق في النظريات التي لم تجد نفعا.. وأصبحنا ندور في دائرة مغلقة تنم أولا وأخيرا عن أننا لا نعير الأمر التفاتا.. وتلك قمة الخطأ..!
ولعل هذه الطريقة العملية تجعلنا نقر ونعترف بأن الحكومة ليست وحدها المسئولة.. بل هناك -كما أشرت آنفا- رجال الأعمال .. ومنظمات المجتمع المدني.. والنوادي..وجمعيات دعم الفرد والأسرة في القرى والمدن..!
ثم.. ثم.. كل واحد فينا.. مسئول أمام هذا البلد.. وأمام الله سبحانه وتعالى وأمام ضميره .. إذ ليس متصورا على سبيل المثال..أن شهادات محو الأمية التي كانت تصدرها أو مازالت - الله أعلم- هيئة تعليم الكبار .. تباع وتشترى بأبخس الأسعار.. دون أن يكون صاحبها قد تعلم حرفا واحدا سواء قراءة أو كتابة..!
حينما يحدث ذلك..فإنما نكون جميعا مشاركين في تمزيق سبل الحل لأننا سمحنا لأنفسنا بأن يكون بيننا هذا العدد الكبير من الأميين.. الذين تضيع مصالحهم.. بسبب فئة من المنحرفين المزورين فاقدي المثل والمبادئ لتتفاقم الأوضاع أكثر وأكثر..!
***
على أي حال.. أرجو .. وأرجو.. أن نعيد جميعا قراءة تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.. وأن نراجع كلماته جيدا.. وأن نقرر بيننا وبين أنفسنا.. أن المجتمع المصري الذي ينطلق نحو المستقبل.. متسلحا بالعلم والمعرفة.. والثقة بالنفس.. يرفض بكل ما أوتي من قوة أن يوصم جزء منه بما لا ينبغي أن يوصم به..
***
و..و..وشكرا