سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " في أحضان السلام.. يزدهر الحب.. وترتقي العلاقات الإنسانية! "

بتاريخ: 13 سبتمبر 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*في أحضان السلام.. يزدهر الحب.. وترتقي العلاقات الإنسانية!
*الشعوب التي تنبذ العنف.. حياتها أفضل ألف مرة ومرة ممن تتفنن بإشاعة الخلافات والصراعات 
*"النرويجيون" أسعد شعب لأنهم جميعا سواء.. والمرأة وضعوها في مقلات العيون
*"بروندي" أتعس التعساء بسبب الحروب المستمرة وسوء معاملة "حواء"..!
*ليس غريبا أن يرفض البريطانيون الانتخابات المبكرة؟!
فهل يريدون تأديب رئيس وزرائهم أم ملوا وسئموا من "بريكس"..؟
*أفلاطون أقام مدينته الفاضلة على المثالية وتوفير الراحة والأمان .. للجميع
*الفرنسيون يستغلون فصل الشتاء وقد تعاهدوا على عدم تكرار "السترات الصفراء"..!
*الروس راضون عن أنفسهم لأن المشاركة في الانتخابات المحلية بلغت 41%!!
*الخطوط البريطانية أجبرها طياروها على إلغاء رحلاتها.. وكله" سلف ودين"!
 الله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان أراد أن يعمر به الكون.. لذلك جاءت دعوته للناس ليتعارفوا ويتعاونوا ويحب كل منهم الآخر مثلما يحب نفسه بالضبط ..؟
من هنا يثور السؤال:
وهل المفترض أن تحب نفسك أولا..؟
الإجابة نعم.. فأنت إذا لم تعط نفسك حق قدرها.. هل يصبح الإيثار عندك وكأنه نوع من أنواع الخيال..؟
هنا قد يقول قائل:
لكن "الشر" موجود أيضا منذ قديم الأزل وربما يجيء اليوم الذي يحرز فيه انتصارا  حاسما على الخير فيقضي عليه قضاء مبرما..!
لا.. وألف لا.. مهما دار الزمن.. فالأشرار لن تكون لهم الغلبة في أي مجتمع من المجتمعات .. مهما اتبعوا من أساليب ميكافيلية رخيصة..!
*** 
التجارب عديدة ومتنوعة وماثلة أمام العيون.. المهم .. من يقرأ ومن يسمع.. ومن يتابع.. ومن يمعن التأمل..؟ 
النرويج .. تلك الدولة الأوروبية تربي مواطنوها على حب العمل والتعلم وكذلك التواضع وتبادل أيدي المساعدة بين بعضهم البعض ويكفي أنه بمجرد صدور كتاب تشتري الحكومة ألف نسخة منه وتوزعها على المكتبات.
أما العمل بالنسبة لهم.. فهو قدس الأقداس .. فكل فرد يؤدي ما عليه مقابل الأجر الذي يغطي تكاليف الحياة.. وبالتالي هم لا يعرفون التزويغ.. ولا اختلاق العقد أمام أصحاب المصالح.. فتلك كلها أمور ليست في قاموس حياتهم. أما المرأة عندهم فتلقى كل الرعاية والمساندة والحنان منذ ولادتها وحتى نهاية العمر وقد وضعوها –بحق – داخل مقلات العيون.. كل العيون.
بسبب كل تلك العوامل توارت  الجريمة.. وفي حالة حدوثها فإنهم يودعون المتهم داخل دار رعاية نفسية بصرف النظر عن سنه.. ومستواه الاجتماعي.. وسواء أكان متزوجا أو غير متزوج.. والهدف من ذلك إعادة تأهيل النفس البشرية لكي تترسخ بداخلها مفاهيم الحب ومعانيه..!
طبعا.. لا وجود تقريبا لحوادث الاغتصاب.. أو الخطف..كما أن المجتمع لا يعرف الزواج الجبري.. فكل شاب وكل فتاة له أو لها حرية الاختيار.. كاملة.. فالحب فوق الرءوس..حتى ترتقي في النهاية المشاعر الإنسانية بصفة عامة.
غني عن البيان.. أن النرويج ليست وحدها في هذا العالم التي جعلت من الحب نبراسا يضيء الطريق .. بل لقد فطن كثير من الشعوب ومعها الحكومات  إلى أن العمل والإنتاج واستثمار أوقات الفراغ استثمارا جيدا.. كلها عناصر تحقق الاستقرار وترفع صروح الأمن والأمان في شتى ربوع البلاد.. فنجح من نجح .. وبدأ يستشعر طعم الحياة.. كذلك رسب من رسب ليحوطه الظلام من كل جانب وتتفرغ لإشاعة الخلافات والنزاعات والصراعات بين بني الوطن.. فكان ما كان في بلد مثل بروندي التي يصنف شعبها على أنه أتعس شعب في هذه الدنيا والأسباب واضحة حيث ظلت قبائلها تحارب بعضها البعض على مدى سنوات طويلة وتحديدا منذ أيام الاستقلال عن بلجيكا وبحيث أصبح مجرد الحصول على لقمة الخبز ضربا من ضروب المستحيلات.
هل رأيتم الفرق بين ناس.. وناس..؟!
*** 
ولعلنا نستعرض تركيبة المدينة الفاضلة التي أقامها الفيلسوف أفلاطون من نبت خياله.. فنجد أنه أرسى دعائمها على المثالية.. وعلى توفير الراحة لكل من يعيش تحت لواء سمائها.. رجلا كان أو امرأة.. شابا أو طفلا.. معارضا أو مؤيدا.. وكانت وجهة نظر أفلاطون في هذا الصدد.. أن الإنسان إذا لم يهيأ له مناخ الحب بشذاه وعطره.. ومعانيه السامية وتضحيات القلوب التي تتفجر حيوية وإيثارا وعطفا فلا يستحق أساسا أن يعيش..!
*** 
وبما أن الأحداث هي التي تفرض الأمر الواقع.. فعندئذ يمكن القول إن المانشيتات وحدها لا تكفي.. ولا الالتفات حول الحقيقة يمكن أن يقود للطريق الصحيح مهما كانت المبررات وتعددت الحيثيات والبراهين..!
ولا شك.. أن ما يجري في بريطانيا يستحق مجلدات ومجلدات إذ ليس متصورا أن شعبا مثل هذا الشعب الإنجليزي الذي خبر الحياة السياسية على مدى عصور وأزمنة.. عاجز عن اتخاذ موقف جماعي ترى الأغلبية أنه في صالحهم..!
الموقف الذي أعنيه.. هو ما يصدر عن البريطانيين من أفعال وردود أفعال إزاء انسحابهم من الاتحاد الأوروبي..!
رئيس وزراء ذهب.. وأخرى جاءت..  وثالث يتأرجح بين القدوم والرحيل لدرجة أنه لأول مرة ليس في بريطانيا فقط بل على مستوى العالم بأسره .. يرفض شعب من الشعوب إجراء انتخابات مبكرة لأن الشعوب مهما تباينت توجهاتها وتعددت مشاربها واختلفت خصائصها تفضل التغيير حتى ولو جاء بعد شهور أو حتى أيام قليلة..!
ومع ذلك كله.. فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قادم لا محالة رغم التحذيرات والتحوطات.. والاحتمالات.. و..و..والاحتجاجات .. لأن الإنجليز مازالوا يصرون على أنهم أباء الأوروبيين جميعا.. من حيث التاريخ .. والسمعة.. والثروة.. والمجد التليد.. الذي كان متمثلا فيما أسمي بالإمبراطورية التي لا تغيب  عنها الشمس..!
والآن غابت الشمس.. وتوارى القمر.. ليجلس جيل بأكمله القرفصاء.. منتظرا أن تحين ساعة الفرج سواء اليوم أو غدا.. أو حتى بعد سنة.. إنها الدنيا التي لا تستقر على حال واحد.. وإنها الأيام التي يداولها الله سبحانه وتعالى بين الناس.
*** 
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فها هم الفرنسيون يستقبلون فصل الشتاء بالملابس الثقيلة وبالمشاعر الدافئة..!
إن الأغلبية العظمى لا يروقها ما حدث خلال شهور مايو ويونيو ويوليو وأغسطس وسبتمبر وأكتوبر ونوفمبر من العام الماضي .. ثم شهور يناير وفبراير ومارس من هذا العام خلال تلك الشهةر المتعاقبة.. قام أصحاب السترات الصفراء بتعطيل حركة المرور ورشق السيارات وواجهات المحلات بالحجارة وتحطيم وسائل المواصلات العامة وتلك كلها خطايا لم يكن الشعب الفرنسي يوما خبيرا في ارتكابها لذا.. وبعد أن دفع الشعب الفرنسي الثمن باهظا .. هناك نسبة إجماع الآن على عدم تكرار هذه الأحداث وعدم الانسياق وراء مرتكبيها.. بل لابد من وقفة جماعية وصامدة توقفهم عند حدهم.!
إنها –ولا شك- صورة من صور الحب.. حب الوطن .. وحب القريب والبعيد سواء بسواء.
***
وإذا انتقلنا من غرب أوروبا إلى شرقها فلابد أن نتوقف أمام روسيا التي أدرك شعبها أن سياسة الحديد والنار أتت بعكس ما تمناه أصحابها ومروجو نظرياتها.. والتي إن تمزقت أوصالها.. فإن الأساس باق.. والقاعدة مازالت ركائزها قوية ومتينة..!
ووفقا لهذه الأسس يصر الرئيس بوتين على لقاء الجماهير بصورة مباشرة وعلى الاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم وأفكارهم في الوقت الذي يحثهم فيه على إعادة بناء الوطن وفقا للمواصفات العالمية السائدة.. وكانت النتيجة أن زادت نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات وآخرها انتخابات المحليات التي جرت منذ أيام قليلة وبلغ الروس أقصى سعادتهم عندما تبينوا أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات بلغت 41%وهي نسبة عالية من وجهة نظرهم.. ويتوقعون أن تؤدي أجهزة المحليات الجديدة واجبها كما ينبغي أن يكون.. ومن يصر على المضي في طريق التعقيدات والرشاوى.. والتزوير فأساليب العقاب سوف تطاله إن آجلا أو عاجلا..!
أخيرا.. لا ينبغي أن تمر آخر نوادر شركة الخطوط الجوية البريطانية مرور الكرام.. لاسيما وقد ثبت أن هذه الشركة فيها ما فيها ورغم ذلك تصر على الانحياز للباطل ضد مصر..!
هل تذكرون إيقافها فجأة طائراتها القادمة إلى مصر والمغادرة إياها دون أن توضح الأسباب..!
أمس.. هجرها طياروها.. ورفضوا إجراء أي حوارات مع القائمين على أمر الشركة..  مما دفعها إلى البحث عن شركات أخرى توافق على نقل الركاب.
والآن.. هل يعرف.. هؤلاء الخواجات أن "كله سلف ودين" كما يقول مثلنا الشعبي..!
يعني ما تعرضت له بالأمس.. من السهل جدا.. أن يعتريك.. ويهدد أمنك واستقرارك غدا..!
سبحان الله العظيم..!
*** 
و..و..وشكرا