*مثيرو الشغب لا يختلفون من مكان لمكان
*أصحاب "السترات الصفراء" خالفوا القانون
..قالوا لهم: قوس النصر.. رمز البلد.. وممنوع الاقتراب..!
فماذا كانت النتيجة..؟
*ونحن في مصر.. يستحيل أن يسيّرنا شمام.. أو مهووس.. أو "أهبل"
*5أسباب أساسية تزيد الناس تماسكا وتلاحما
المهووسون .. مهووسون في كل مكان..!
ومثيرو الشغب لا يكادون أن يختلفوا عن بعضهم البعض بصرف النظر ما إذا كانوا يعيشون في أوروبا.. أو أمريكا .. أو أفريقيا أو.. أو لأن تهييج الناس.. عادة سيئة متأصلة في قلوب كل من يمارسون سلوكيات شاذة مريضة ربما نشأت معهم منذ نعومة أظفارهم.. أو تعرضوا لظروف صعبة خلال سني حياتهم.. ولدت لديهم إحساسا بالكراهية تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين..!
***
مثلا في شهر نوفمبر من العام الماضي.. ظهر في فرنسا من سموا أنفسهم بالسترات الصفراء.. ومنذ ذلك الحين يتظاهرون .. ويعتدون على المارة.. ويحطمون المحال والسيارات..!
وقد عاملتهم الحكومة الفرنسية بالرفق تارة وبالشدة تارة أخرى مع تأكيدات مستمرة من الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه ضد فرض الأمر الواقع.. وضد أية ضغوط من شأنها إجبار الدولة على إصدار قرارات ليست في صالح المجموع..!
***
ومنذ أول أمس.. اشتدت مظاهرات السترات الصفراء عنفا.. ورغم تحذيرات الشرطة لهم بالابتعاد عن قوس النصر الشهير القابع في نهاية شارع الشانزليزيه إلا أنهم رفضوا الانصياع للتعليمات مما أدى بفرق مواجهة الشغب إلى الاشتباك معهم ليتحول الشارع إلى شبه ساحة للقتال..!
بديهي ليس في دائرة تفكير السترات الصفراء الوصول إلى حكم فرنسا.. كل ما هنالك أنهم يكتفون بإطلاق الصيحات ودق الطبول .. وإطلاق الصفارات.. وتلك كلها عوامل تثير استياء الناس.. وغضبهم .
***
من هنا.. عندما يتجمع نفر من الأشخاص في أحد شوارعنا سواء بالقاهرة.. أو في مدينة من المدن .. ويتبعون نفس نهج السترات الصفراء في فرنسا.. فهل يعني ذلك.. أن الدولة معرضة للسقوط لا قدر الله..؟
أبدا.. إنهم –كما أشرت آنفا- مجرد أدوات يستخدمها من تصوروا أو توهموا أن الطريق "للاتحادية" مفروش بالورود..!
إنه ولا شك سوء تقدير للأمور..واستغراق في خيال مريض يودي في النهاية بصاحبه إلى أسفل سافلين.. وذلك لأسباب عديدة لعل أهمها :
Xأولا: إن شعب مصر هو الحريص على حفظ تماسك الأمة لأن كل فرد يدرك حجم أخطار انفراط العقد الذي حافظنا عليه بجهودنا .. واجتهادنا .. وكفاحنا.. وصبرنا..
Xثانيا: يستحيل.. أن يحدث انشقاق في يوم من الأيام بين الجيش والشعب لأن الاثنين وجهان لعملة واحدة.. وتلك عقيدة ليست وليدة اليوم.. لكنها متأصلة لدى المصريين منذ قديم الزمان.. منذ عصر تحتمس الثالث.
Xثالثا: ليس معقولا أبدا.. أن يسلم المصريون إرادتهم .. لشمام.. أو مدمن مخدرات.. أو كذاب.. أو مفبرك قصص وحكايات ما أنزل الله بها من سلطان..!
Xرابعا: وهذا هو الأهم أبدا لن يكرر هذا الشعب كارثة 2011 مرة أخرى التي أفقدته الأمن.. والأمان والاستقرار.. ومازال حتى الآن مهموما بإزالة آثارها وتداعياتها.
Xخامسا: لم يعد ينطلي علينا.. تلك البيانات التحريضية التي تبثها قنوات الزيف والضلال .. بل بالعكس أصبحت هذه البيانات محور ازدراء كل مواطن يعيش فوق أرض هذا البلد.
***
في النهاية تبقى كلمة:
أقول .. لمن يراهن على الجمعة القادمة وعلى مليونيتها المزعومة:
أنت ولد خايب.. وعبيط.. شأنك شأن الذين اشتروك بثمن بخس..!